وصل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الخميس، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة رسمية تهدف إلى التمهيد لعقد محادثات سلام مباشرة مع روسيا في مدينة إسطنبول، هي الأولى من نوعها منذ نحو ثلاث سنوات من اندلاع الحرب، وسط غياب كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أبدى في وقت سابق استعداده للمشاركة.
وبحسب وكالة “تاس” الروسية، فإن المحادثات ستُعقد في قصر “دولمة بهجة” بمدينة إسطنبول، وتبدأ في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش)، خلف أبواب مغلقة، وبدون تغطية إعلامية.
ورغم إعلان بوتين استعداده لاستئناف المحادثات في بيان أصدره السبت الماضي، فإنه لن يشارك شخصياً، بل سيقود الوفد الروسي كبير المفاوضين فلاديمير ميدينسكي، وهو ما يضفي طابعاً فنياً على المفاوضات، أكثر من كونه سياسياً، وفق مراقبين.
ويأتي اقتراح بوتين لعقد المحادثات بعد اجتماع قادة أوروبيين في كييف، دعوا خلاله إلى وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 30 يوماً اعتباراً من 12 مايو، ملوحين بفرض عقوبات إضافية على موسكو حال الرفض.
في السياق، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من الدوحة، عن قلقه من الإنفاق المفرط دون نتائج سياسية واضحة، داعياً إلى اعتماد سياسة خارجية تستند إلى المصالح الوطنية لا العاطفة.
كما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، عن تحفظه إزاء مشاركته في محادثات إسطنبول المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا، في ظل غياب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً أن وجوده مرتبط بمستوى التمثيل الروسي في المفاوضات.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة القطرية الدوحة: “لماذا يذهب هو إذا لم أذهب؟”، في إشارة إلى بوتين، مضيفاً: “نريد أن ننهي الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وسنرى ما يمكن أن يحدث في المفاوضات الجارية.”
وأوضح الرئيس الأميركي أنه كان يرغب في التوجه إلى تركيا لحضور الجولة الجديدة من المحادثات، إلا أنه فضل عدم استباق النتائج، مشيراً إلى أن وزير الخارجية ماركو روبيو موجود في إسطنبول لمتابعة التطورات عن كثب.
وستُعقد المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني اليوم الخميس في إسطنبول، وتُعد أول لقاء مباشر بين الجانبين منذ ثلاث سنوات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن استعداده لاستئناف المفاوضات مع كييف دون شروط مسبقة، مرجّحًا إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، خلال لقاء إسطنبول المرتقب في 15 مايو الجاري.
ويأتي هذا بينما يعقد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبها سلسلة اجتماعات تنسيقية، أبرزها مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، في مدينة أنطاليا، ضمن مساعي تعزيز التفاهم حول الخطوات التالية.
وأكد سيبها التزام أوكرانيا القوي بجهود السلام، مشيراً إلى أن روسيا لم تبادل هذا التوجه بعد، وأن رفض موسكو تقديم تنازلات له “ثمن”.
ورغم أن فحوى جدول المحادثات لم تُعلن رسمياً، فإن تصريحات زيلينسكي أكدت أن “أي اتفاق لا يتضمن وقفاً غير مشروط لإطلاق النار سيكون فاشلاً”، في حين تحدث بوتين عن “ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع”، ومن بينها توسع حلف الناتو واعتبار أوكرانيا دولة ذات سيادة، وهما نقطتان تعتبران غير قابلة للتفاوض من قبل كييف وحلفائها.
وكانت آخر مفاوضات مباشرة بين الطرفين قد جرت في تركيا وبيلاروس خلال ربيع عام 2022. كما استضافت العاصمة السعودية الرياض في مارس الماضي جولات منفصلة بين مسؤولين أميركيين وروس وأوكرانيين لبحث هدنة جزئية.
وتناولت تلك المفاوضات قضايا من بينها وقف الهجمات على منشآت الطاقة، وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وتخفيف معاناة المدنيين في مناطق النزاع.
بالتوازي مع المحادثات، تستضيف مدينة أنطاليا اجتماعاً غير رسمي لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بمشاركة ممثلي 32 دولة.
وقالت الخارجية التركية إن الاجتماع يركز على دعم الأمن الأوروبي، والسلام في الشرق الأوسط، وإنهاء الحرب الأوكرانية، كما سيبحث الحلفاء الاستعدادات لقمة الناتو المرتقبة في لاهاي يومي 24 و25 يونيو المقبل، إضافة إلى قضايا تقاسم الأعباء وزيادة الإنفاق الدفاعي.
وأكدت تركيا مجدداً على دورها “كركيزة أساسية في منظومة الأمن الأوروبي”، بفضل قدراتها العسكرية الحديثة وصناعاتها الدفاعية.
اترك تعليقاً