أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد 8 يونيو 2025، تنفيذه غارة جوية استهدفت بلدة بيت جن الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن “طائرات جيش الدفاع أغارت على أحد عناصر حماس في منطقة مزرعة بيت جن جنوب سوريا”، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل حول هوية المستهدف أو حجم الأضرار الناتجة عن الغارة.
ويأتي هذا الهجوم في إطار تصعيد مستمر تشهده الجبهة السورية منذ أيام، إذ كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت سلسلة غارات جوية الأسبوع الماضي استهدفت مواقع عسكرية في مناطق مختلفة من الجنوب السوري، من بينها تل المال، الفوج 175 في ريف درعا، واللواء 121 قرب بلدة كناكر وسعسع في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ما أسفر عن دوي انفجارات قوية سُمعت في تلك المناطق.
وفي السياق، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الرئيس السوري أحمد الشرع بتحمل المسؤولية الكاملة عن أي إطلاق نار أو تهديد ينطلق من الأراضي السورية، متوعدًا برد “كامل وحازم في أقرب وقت ممكن”.
وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيرد على أي محاولة لاستهداف أراضيه من الجبهة الشمالية، سواء من قبل حماس أو من أي فصائل أخرى مدعومة من إيران.
من جانبها، نفت وزارة الخارجية السورية صحة المزاعم الإسرائيلية بشأن إطلاق قذائف من سوريا باتجاه إسرائيل، وأكدت في بيان سابق أن “إسرائيل تواصل اعتداءاتها السافرة على الأراضي السورية تحت ذرائع واهية”، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للسيادة السورية ولقواعد القانون الدولي”.
وفي ضوء التصعيد المستمر، حذّر وزير الخارجية السوري المؤقت، أسعد الشيباني، خلال القمة العربية الـ34 في بغداد، من أن عدم الالتزام باتفاقية فض الاشتباك الموقعة مع إسرائيل عام 1974 “سيؤدي إلى انفلات أمني وفوضى شاملة في المنطقة”، داعيًا المجتمع الدولي والعربي إلى التحرك العاجل للجم العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا.
وتثير هذه التطورات مخاوف من اتساع رقعة التصعيد بين إسرائيل والمجموعات المدعومة من إيران في سوريا، وعلى رأسها “حزب الله” وحركة “حماس”، لا سيما في ظل الغموض الذي يحيط بالوجود العسكري للفصائل الفلسطينية في الجنوب السوري، وتحديدًا في المناطق القريبة من الجولان.
ويترقب مراقبون ما إذا كانت هذه الغارات ستكون مقدمة لتوسيع رقعة المواجهة، أم أنها ستبقى في إطار الرسائل العسكرية المتبادلة بين تل أبيب ودمشق.
اغتيال قيادي عراقي سابق في هيئة تحرير الشام بإدلب السورية
أفادت مصادر إعلامية، اليوم الأحد، باغتيال قيادي عراقي سابق في “هيئة تحرير الشام” داخل أحد شوارع مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، في حادثة تعكس تصاعد الصراعات الداخلية بين الفصائل المسلحة في المنطقة.
وقال مصدر خاص لموقع “بغداد اليوم” إن القيادي المعروف بـ”أبو عائشة العراقي” كان من القيادات المرتبطة بتنظيم داعش بعد عام 2014، قبل أن يفر إلى سوريا عام 2016 وينضم لإحدى التنظيمات المسلحة النشطة في إدلب، حيث ظل فيها لسنوات عدة.
وأضاف المصدر أن مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية نفذا عملية اغتيال “أبو عائشة” أثناء زيارته لأحد أقاربه في إحدى قرى إدلب، في ظروف لا تزال غامضة حتى الآن، وتم نقله إلى الطب العدلي وسط توقعات بدفنه خلال الساعات المقبلة.
وأشار المصدر إلى أن القيادي المغتال كان معروفًا بقربه من “هيئة تحرير الشام”، وأن الحادث قد يكون مرتبطًا بصراع داخلي محتدم بين قيادات متعددة الجنسيات تنشط في إدلب، خصوصًا من أواسط آسيا مثل التركمان، والباكستانيين، والشيشان، والإيغور.
وتعد هذه الحادثة الثانية خلال الأشهر الأخيرة التي تستهدف قيادات عراقية في إدلب، في ظل تصاعد التنافس والصراع بين فصائل تحمل أجندات متضاربة في منطقة تشهد اضطرابات أمنية متزايدة.
اترك تعليقاً