تحليق مقاتلات وفنزويلا ترفض التصعيد.. مواجهة مفتوحة بين واشنطن وكراكاس

أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أن التوترات مع الولايات المتحدة “لا ينبغي أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية”، وذلك في أعقاب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإسقاط أي طائرة عسكرية فنزويلية تشكل خطراً على القوات الأميركية المنتشرة في منطقة الكاريبي.

وقال مادورو في رسالة متلفزة بثتها وسائل الإعلام المحلية: “لا ينبغي أن يؤدي أي خلاف مع الولايات المتحدة إلى صراع عسكري، لا مبرر له”، داعياً إلى اعتماد الحوار بدلاً من التصعيد، مضيفاً أن فنزويلا “خالية من إنتاج أوراق الكوكا والكوكايين، وتخوض حرباً ضد تهريب المخدرات”.

وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس الجمعة، أن بلاده مستعدة للانتقال من “مرحلة سياسية” إلى “مرحلة كفاح مسلح” إذا تعرضت لهجوم من الولايات المتحدة، في ظل تصاعد التوترات بين كاراكاس وواشنطن.

وفي تصريحات نقلتها شبكة “في تي في” الحكومية، قال مادورو: “نحن حاليا في مرحلة سياسية، لكن إذا تعرضت فنزويلا لأي هجوم، سندخل مرحلة كفاح مسلح”.

وشدد على ضرورة أن تتخلى حكومة الولايات المتحدة عن أي خطط لتغيير النظام بالعنف في فنزويلا أو في بقية دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، داعيًا واشنطن إلى احترام “السيادة والحق في السلام والاستقلال” للدول في هذه المناطق.

وأعلن مادورو، بدء تدريب المواطنين المنضمين إلى منظومة الدفاع الوطني عبر “الميليشيا الوطنية البوليفارية”، في خطوة وصفها بأنها رد مباشر على “التهديدات الإجرامية للإمبريالية الأمريكية”.

وخلال كلمة ألقاها أمام عناصر من الميليشيا، دعا مادورو القيادات العسكرية إلى تعبئة القوات الشعبية يومي 23 و24 أغسطس، مؤكداً أن فنزويلا ستنتصر مجدداً في مواجهة “الحرب النفسية والتهديدات العسكرية القادمة من واشنطن”.

وأضاف: “نحن هنا بقوتنا وسلطتنا وحقنا في السلام، ولن نتخلى عن حقنا التاريخي في بناء نموذجنا الاقتصادي والسياسي والثقافي والعسكري”.

وأشار الرئيس الفنزويلي إلى أن الميليشيا الوطنية البوليفارية تضم أكثر من 4.5 مليون عضو، معتبراً أنها جزء أساسي من منظومة الدفاع الوطني، ومشدداً على أن أمريكا اللاتينية “لن تتراجع عن حقها في الاستقلال والسيادة”.

وجاءت التحذيرات الأميركية بعد إعلان واشنطن إرسال 10 مقاتلات “إف-35” إلى بورتوريكو لتعزيز وجودها العسكري في البحر الكاريبي، ضمن ما وصفته بحملة لمحاربة عصابات المخدرات التي تتهم الإدارة الأميركية مادورو بالوقوف وراءها، كما رافق هذا الانتشار تحرك بحري واسع شمل سفناً حربية قرب السواحل الفنزويلية.

من جهته، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فنزويلا من مخاطر تحليق المزيد من طائراتها، مشددًا على أن أي طائرات تعرض الولايات المتحدة للخطر سيتم إسقاطها، مؤكدًا على عدم السماح باستخدام أراضيها في عمليات الجريمة والتهريب.

وأشار ترامب خلال حفل توقيع مرسوم تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب، إلى أن إدارته لم تناقش تغيير النظام في فنزويلا، قائلاً: “نحن لا نتحدث ولا نناقش ذلك”، لكنه شدد على جاهزية الجيش الأمريكي قائلاً: “لدينا أقوى جيش في العالم، وأفضل المعدات، وأفضل مصنعي هذه المعدات بلا منازع”.

وتصاعد التوتر بعد حلّقت مقاتلتان فنزويليتان فوق مدمرة أميركية، في خطوة وصفتها وزارة الدفاع الأميركية بأنها “استفزازية للغاية”. ترامب بدوره حذّر كراكاس من “تبعات وخيمة” إذا تكرر الأمر، ورفض مادورو الاتهامات الأميركية، قائلاً إن “التقارير الاستخباراتية التي قدموها لترامب غير صحيحة”، مؤكداً أن فنزويلا “خالية من إنتاج الكوكا والكوكايين، وتخوض حرباً ضد الاتجار بالمخدرات”، وأضاف: “كنا دائماً مستعدين للحوار، لكننا نطالب بالاحترام”.

شبكة “سي إن إن”: ترامب يدرس خيارات عسكرية لضرب فنزويلا لإضعاف سلطة مادورو

أفادت شبكة “سي إن إن” نقلاً عن مصادر متعددة مطلعة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس مجموعة من الخيارات العسكرية، بما في ذلك شن ضربات محتملة داخل الأراضي الفنزويلية، في إطار استراتيجية تهدف إلى إضعاف سلطة الرئيس نيكولاس مادورو.

وأوضحت المصادر أن لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي بعد، لكن الخيارات تشمل إمكانية استهداف مواقع داخل فنزويلا للضغط على مادورو وإجباره على ترك منصبه.

وأشار أحد المصادر إلى أن الهدف هو منح الزعيم الفنزويلي فرصة الاختيار بين “الطريق السهل أو الطريق الصعب”، في إشارة إلى الرحيل الطوعي أو مواجهة تصعيد عسكري محتمل.

ورغم ذلك، أكد ترامب في تصريحات سابقة أنه لم يناقش تغيير النظام في فنزويلا بشكل رسمي، مشدداً على أن إدارته لن تسمح بعمليات الجريمة والتهريب التي تنطلق عبر البلاد. وقال للصحفيين: “نحن لا نتحدث ولا نناقش تغيير النظام، لكن لا يمكن السماح بانتهاكات القوانين”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً