أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصدار أمر بفرض حصار كامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتخرج منها، في خطوة تعكس تصعيداً مباشراً للضغوط الأميركية على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منشور على منصة تروث سوشيال، أن القرار يستهدف وقف ما وصفه باستخدام عائدات النفط في تمويل تهريب المخدرات وأنشطة إجرامية أخرى، مشيراً إلى أن الانتشار البحري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي سيجري توسيعه لضمان تنفيذ الحصار.
ووصفت الحكومة الفنزويلية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتغادرها بأنه غير عقلاني ويمثل تهديداً بشعاً لسيادة البلاد.
وقالت الحكومة الفنزويلية، في بيان رسمي، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى فرض حصار بحري عسكري مزعوم على فنزويلا بهدف السيطرة على ثرواتها الطبيعية، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي.
وأضاف البيان أن فنزويلا ترفض بشكل قاطع ما وصفته بمحاولات واشنطن سرقة موارد تعود للشعب الفنزويلي، مؤكداً أن البلاد ستدافع عن حقوقها السيادية بكل الوسائل المشروعة.
كما أعربت حكومة فنزويلا عن رفضها القاطع لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بمزاعم حول السيادة على الموارد الطبيعية الفنزويلية، وأعلنت نيتها طرح هذه المسألة على جدول أعمال الأمم المتحدة.
وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز، في بيان رسمي: “فنزويلا، في إطار الممارسة الكاملة للقانون الدولي ودستور الجمهورية وقوانينها، تؤكد سيادتها على جميع ثرواتها الطبيعية، وحقها في حرية الملاحة والتجارة الحرة”.
واتهم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، ما وصفه بـ”الإمبريالية واليمين الفاشي” بمحاولة استعمار بلاده للسيطرة على ثرواتها من النفط والغاز والذهب.
وأشار مادورو، في تصريحات له، إلى أن فنزويلا تواجه “عدوانًا متعدد الأبعاد” منذ 25 أسبوعًا، يمتد من “الإرهاب النفسي” وصولًا إلى “القرصنة”، مؤكداً أن بلاده تدين هذا العدوان وتتصدى له وتنجح في هزيمته.
وأضاف الرئيس الفنزويلي أن حكومته مستعدة لتسريع مسيرة “ثورة عميقة” تهدف إلى منح السلطة للشعب “بشكل كامل ونهائي ومن دون وسطاء”.
وحذر مادورو من أن خصوم فنزويلا لا يستطيعون اختلاق ذرائع تقليدية للتدخل العسكري، قائلاً: “لا يمكنهم الادعاء بامتلاكنا أسلحة دمار شامل أو أسلحة كيميائية أو صواريخ نووية”، معبراً عن قلقه من محاولات خلق سيناريو شبيه بما حدث في أفغانستان.
ويأتي هذا الإعلان بعد قيام القوات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، باحتجاز ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة نادرة تزامنت مع تعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، عبر نشر قطع بحرية إضافية وطائرات مراقبة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن النظام الفنزويلي صُنّف منظمةً إرهابيةً أجنبيةً، مضيفاً أن الحصار يهدف إلى حماية المصالح الأميركية ومنع ما اعتبره استيلاءً غير مشروعٍ على أصولٍ تعود للولايات المتحدة.
وأثار القرار ردود فعل فورية في أسواق الطاقة، حيث اتجهت أسعار النفط إلى الارتفاع مع تزايد المخاوف من تراجع الصادرات الفنزويلية، في وقت يراقب فيه المستثمرون آلية تنفيذ الحصار وما إذا كان سيشمل سفناً غير خاضعة للعقوبات.
ويرى محللون أن الخطوة تحمل تداعيات اقتصادية وأمنية واسعة، نظراً لاعتماد فنزويلا شبه الكامل على صادرات النفط كمصدر رئيسي للدخل، إضافة إلى حساسية أسواق الطاقة لأي اضطراب في الإمدادات العالمية.






اترك تعليقاً