تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا

تداول عدد من الدبلوماسيين أن أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة اقترح على مجلس الأمن الدولي مبعوثين جديدين للتوسط في صراعي ليبيا والشرق الأوسط، وأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمكن أن يعطي الضوء الأخضر بشأنهما يوم الثلاثاء بعد شهور من التأخير.

وذكرت وكالة “رويترز” أن “غوتيريش اقترح مبعوثه الحالي للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف ليصبح مبعوثه الخاص لليبيا خلفا لغسان سلامة الذي استقال بسبب الإجهاد، ورفض المجلس لتعيين الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة خلفا لسلامة، كما رشح غوتيريش الدبلوماسي النرويجي المخضرم تور فنيسلاند لخلافة ملادينوف كوسيط للأمم المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين”.

وإذا لم تكن هناك اعتراضات من أي من الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعددها 15 دولة، فسيتم إقرار تعيينهما وإنهاء شهور من المشاحنات التي تسبب فيها ضغط الولايات المتحدة لتقسيم دور المنظمة الدولية في ليبيا إلى مبعوث يُدير البعثة السياسية للأمم المتحدة وآخر يركز على الوساطة في الصراع، بحسب مراقبين.

ووافق مجلس الأمن الدولي على هذا الاقتراح في سبتمبر الماضي.

وبحسب خطابات اطلعت عليها “رويترز”، اقترح غوتيريش في ذلك الوقت الدبلوماسي البلغاري ملادينوف لمهمة ليبيا في الشهر الماضي ورشح فنيسلاند المبعوث النرويجي الخاص الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط. وملادينوف مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط منذ عام 2015.

وفي نوفمبر الماضي، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، مجلس الأمن الدولي بنيته تعيين المبعوث الأممي الحالي للشرق الأوسط البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا خاصا له إلى ليبيا.

وبحسب ما أفادت شبكة “الجزيرة”، فإن تعيين ملادينوف وسيطا جديدا للأمم المتحدة في ليبيا جاء بعد تخلي إفريقيا عن المنصب وأكثر من ثمانية أشهر من الانقسامات في مجلس الأمن.

وتولى السياسي البلغاري نيكولاي ملادينوف عدة مناصب حكومية ودبلوماسية على مستوى منظمة الأمم المتحدة ، وشغل عضوية البرلمان الأوروبي بين عامي 2007 و2009، وكان ضمن الوفد الأوروبي إلى كل من العراق وأفغانستان وإسرائيل.

وتولى ملادينوف منصب وزير الدفاع في بلغاريا من يوليو 2009 إلى يناير 2010، كما تولى حقيبة وزارة الخارجية البلغارية في الفترة من فبراير 2010 إلى 2013.

وتم تعيين ملادينوف ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في أغسطس 2013، ثم منسقا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط في فبراير 2015.

وفي سبتمبر الماضي، رفضت دول إفريقية، تسمية البلغاري نيكولاي ملادينوف، الذي يشغل حاليا منصب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” حينها، عن دبلوماسي إفريقي في الأمم المتحدة قوله: “لسنا ضد أحد. نريد إفريقياً لتولي هذا المنصب:.

وكانت ألمانيا قد دعت إلى جلسة مغلقة لمجلس الأمن، بهدف التوصل لاتفاق حول مبعوث أممي إلى ليبيا لخلافة اللبناني غسان سلامة الذي استقال في مارس الماضي لأسباب صحية.

وفي وقت سابق اقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين وزيرة خارجية غانا السابقة حنا تيتة مبعوثة أممية إلى ليبيا، لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الترشيح، معتبرة أن المنصب يجب أن يجمع بين مهام المبعوث السياسي ورئيس البعثة الأممية.

هذا وصوت مجلس الأمن في وقت سابق، على مشروع قرار يُجدّد بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى الــ15 سبتمبر 2021 ويُحدد هيكل القيادة.

وبحسب الوكالة الفرنسية للأنباء، التي اطلعت على مسودة القرار، فإن “بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يجب أن يقودها مبعوث خاص للأمين العام.. مع التركيز بشكل خاص على المساعي الحميدة والوساطة مع الجهات الفاعلة الليبية والدولية لإنهاء النزاع”.

وأوضحت المسودة: “سيكون منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مسؤولاً عن العمليات اليومية للبعثة ومديرا لما يقرب من 200 موظف. وسيطلب المجلس من الأمين العام أنطونيو غوتيريش “تعيين مبعوثه الخاص دون تأخير”.

وفي أغسطس الماضي، دعا السفير الألماني لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن، الولايات المتحدة إلى عدم عرقلة جهود الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين مبعوث جديد إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة.

وأوضح هويسغن، أن هناك تساؤلات أثارها الشركاء الأمريكيون فيما يتعلق بهيكلة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وقال في تصريحات له، إن ما طرح قابل للنقاش لكن يجب على واشنطن ألا تمنع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تعيين شخص للمنصب.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة اقترحت تعيين رئيسة الوزراء الدانمركية السابقة هيلي ثورنينغ شميت مبعوثا خاصا، لكن دبلوماسيين قالوا إنها انسحبت من تلقاء نفسها، وتتطلع واشنطن الآن إلى مرشح جديد، حسب ما نقلته بعض وسائل الإعلام الغربية.

وفي وقت سابق، أفاد دبلوماسيون، بأنّ الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش يبحث عن شخصية جديدة لتولّي منصب مبعوث الأمم المتّحدة إلى ليبيا بعد أن رفضت الولايات المتحدة تأييد ترشيح الجزائري رمضان لعمامرة لخلافة اللبناني غسان سلامة، الذي استقال مطلع مارس الماضي.

هذا وأعلن المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، في الـ2 من مارس الماضي، تقديمه طلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإعفائه من مهمة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لأسباب قال إنها صحية.

وقال سلامة في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد.”

وأضاف: “وعليَّ اليوم، وقد عقدت قمة برلين،وصدر القرار 2510، وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، أن أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد،، لذا طلبت من الأمين العام إعفائي من مهمتي آملاً لليبيا السلم والاستقرار”.

يُذكر أن سلامة تولى مهمته في ليبيا، في يونيو 2017 خلفاً للألماني مارتن كوبلر، حيث توالى على ليبيا منذ عام 2011 6 مبعوثين أممين.

ويعد غسان سلامة أول مبعوث أممي إلى ليبيا، يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إنهاء مهامه من منصبه.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً