أصدر رئيس حَراك الشعب عضو مجلس النواب كمال جمل، كلمة حول الأوضاع الراهنة في البلاد.
وجاء في الكلمة: “مؤسف أن نراهم يفتخرون بتدويل مقدرات شعبنا.. مؤسف ان نراهم يفتخرون بتضليل الرأي العام ويشغلونه بقضايا هامشية.. مؤسف أن نراهم يفتخرون بتهجيرنا وتدمير بيوتنا وإزهاق أروح أولادنا.. مؤسف أن نراهم يتاجرون بدماء الشهداء وجراح الجرحى! مؤسف أن نراهم يسوقون بأن من هب للدفاع عن طرابلس في أبريل العام الماضي جاء للدفاع عن فسادهم ونهبهم.. وهم الذين أضاعوا أعمارنا وسفهوا احلامنا لحساب أحزابهم وجماعتهم ومناطقهم وشللهم طيلة السنوات الماضية.. مؤسف أن يقرر مصير وطننا هؤلاء.. وهم من اتفق على استمرار الحروب لغرض استنزافنا.. وعلى الاستمرار في افتعال الأزمات وتفكيك المؤسسات لمنع قيام دولة ليبيا الحديثة.. هم اليوم مشغولين في مجمعهم بالتحدث عن المناصب والمغانم والمكاسب! وكأن الحرب التي أشعلوها قد انتهت.. يتزاحمون ويتدافعون ويتسابقون على بيع الوطن ومن يسبق منهم أولاً يتقاسم المناصب مع المعتدي! متناسين بأن للوطن رجال مرابطين على الثغور غرب سرت وشمال الجفرة.. هؤلاء الرجال هم من لبوا النداء مبكراً لرد المعتدي عن طرابلس.. امتثالاً لقول الله عز وجل (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ..) صدق الله العظيم”.
وأكد الجمل على أن هذا الحراك مستمر ولن يتوقف حتى يتحقق الهدف الذي نشأ من أجله ألا وهو القضاء على أسباب نشوب الحروب.
ودعا رئيس حِراك الشعب جميع الشرفاء والوطنين للتكاثف لإعادة هيبة الدولة التي مزقتها الأحزاب والتيارات بصراعها وارتهانها وتمويلها المجهول، حسب وصفه.
وأضاف: “إعادة هيبة الدولة برفض كافة التدخلات الأجنبية ونبد الإرهاب والتطرف بشتى صوره وأنواعه.. إعادة هيبة الدولة بتفتيت المركزية المقيتة والقضاء على الفساد في المؤسسات المالية.. إعادة هيبة الدولة ببناء مؤسسات قوية لا العمل على تفكيكها كما هو حاصل اليوم في رئاسة الأركان وبعض الوزارات والهيئات والشركات.. إعادة هيبتها بتنظيم وتأطير من دافع عنها ورد المعتدي المستبد حين تخلف من كان عليهم واجب ذلك.. إعادة هيبة الدولة ورد اعتبارها بضمان حقوق أسر الشهداء وتوفير الرعاية الصحية للجرحى وإنزالهم المكانة اللائقة بهم.. إعادة هيبتها بإرجاع مهجري المنطقة الشرقية إلى ديارهم.. إعادة هيبتها بتحقيق العدالة الاجتماعية في المرتبات”.
وتابع: “فمن غير المعقول بأن يتقاضى مواطن 450 دينار في ظل وجود من يتقاضى أجراً يفوق الــ20 ألف دينار.. إعادة هيبتها برفع الذل عن الموطنين بإنهاء أزمات الكهرباء والسيولة والوقود والغاز والنظافة العامة والطرق المتهالكة وامتثال المربعات الأمنية الجهوية لسلطتها.. إعادة هيبة الدولة باتخاذ إجراءات صارمة اتجاه ما ورد بتقارير الأجهزة الرقابية المعدة خلال السنوات الماضية.. إعادة هيبتها بالاستفتاء على الدستور وإنهاء المراحل الانتقالية.. الأخوة والأخوات الكرام إن إرجاع هذه الهيبة السليبة ورد اعتبار الوطن لن يتأتى ما لم نعمل معاً على صياغة رؤية مشتركة نتفق من خلالها على آليات واضحة للقضاء على أسباب الحروب وترميم النسيج الاجتماعي وملاحقة المجرمين ومنعهم من الإفلات من العقاب وفق قانون العدالة الانتقالية”.
وأشار رئيس حراك الشعب إلى قيامهم خلال الشهر الماضي ورشاً للعمل وعقدهم العديد من اللقاءات مع عدد من الشخصيات الوطنية من مختلف المدن، وهم بصدد تشكيل لجان عمل للإعداد لملتقى يضم كل الفاعليات والمكونات، داعياً الجميع للمشاركة معه في هذا الحراك.
يُشار إلى أن حراك الشعب هو حراك شعبي يسعى للقضاء على أسباب نشوب الحروب، بإعادة هيبة مؤسسات الدولة، التي استشرى فيها الفساد والنهب، وانشغل رؤسائها بالصراع على المغانم والمكاسب، والمحاصصة الآثمة؛ مما أدى إلى حالة فراغ، استغلته أطراف متنفذة غلبت مصالحها الشخصية والجهوية والحزبية، وانعكس عبثها على تردي الخدمات الأساسية، والعمليات الحربية وعرقل عمل قياداتها العسكرية، لهذا استوجب الامر أن يكون هناك حراك يرد اعتبار الوطن الجريح، بحسب القائمين عليه.
ويهدف الحراك للآتي:
- تسليط الضوء على الفساد الاداري والمالي واقرار مبادئ الحوكمة لتحقيق الحكم الرشيد.
- ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة، والحد من الفساد السياسي والمطالبة بإعادة تنظيم العمل الحزبي بما يمنع استغلال الأحزاب لموارد الدولة، ويمنع التمويل الخارجي عنها ويحدد بشكل واضح مجال عملها ومصادر تمويلها.
- الحفاظ على وحدة ليبيا وصون السيادة الوطنية ورفض كافة أشكال التدخلات الأجنبية، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب بشتى صوره وأنواعه.
- المطالبة بتنظيم وتأطير القوات المدافعة عن الأرض والعرض، وضمان حقوق أسر الشهداء، وتوفير الرعاية الصحية للجرحى.
- المشاركة مع الفواعل السياسية والمجتمعية لصياغة رؤية موحدة والاتفاق على مشروع وطني ينهي الانقسام ويرمم النسيج الاجتماعي ويضمن استقرارا سياسيا وانتعاشا اقتصاديا وفقا لمبادئ العدالة الانتقالية.
- متابعة تطورات الملف الليبي في أروقة المجتمع الدولي، وإرسال الصورة الحقيقية لما يحدث في ليبيا وقطع الطريق على كل الأجندات الخارجية التي تعبث بالوطن.





اترك تعليقاً