خلال افتتاح محادثات السلام.. طالبان تُطالب بـ«نظام إسلامي» للحكم

انطلقت اليوم السبت، في العاصمة القطرية الدوحة، محادثات سلام بين ممثلين للحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وُصِفت بـ”التاريخية” وتهدف لإنهاء صراع طويل أودى بحياة عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.

وأكدت حركة “طالبان” أن أفغانستان المستقبل يجب أن تقوم على نظام إسلامي، فيما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن اختيار النظام السياسي للبلاد يعود للأفغان أنفسهم.

وتشمل الأطراف الرئيسية في المحادثات رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبد الله عبد الله وزعيم حركة طالبان الملا بردار أخوند ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وبدأت المراسم التاسعة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) بتلاوة القرآن وأعقب ذلك كلمة الافتتاح التي ألقاها وزير الخارجية القطري.

ونقلت وكالة “رويترز” عن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قوله، في كلمة الافتتاح إن الطرفين “لا بد وأن يتخذا القرار الحاسم بما يتفق مع التحديات القائمة وأن يسموا فوق كافة أشكال الفرقة… من خلال التوصل لاتفاق على أساس لا غالب ولا مغلوب”.

وقال عبد الله في كلمته إن اجتماع الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يتيح إمكانية إبرام اتفاق سلام لإنهاء صراع دام عقودا.

وأضاف: “أعتقد أنه إذا مد كل منا يده للآخر وعملنا بصدق من أجل السلام فسوف تنتهي المعاناة الراهنة في البلاد”.

أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقد حث الطرفين على انتهاز الفرصة وإبرام اتفاق سلام، وقال إن المحادثات المقرر أن تبدأ يوم الأحد تحتاج عملا شاقا وتضحيات لكنها يمكن أن تتمخض عن سلام دائم.

وقال: “اختيار النظام السياسي المستقبلي أمر أنتم من يحدده بالقطع”، مضيفا أنه يأمل أن يكفل الحل حقوق جميع الأفغان ويضمن تطور المجتمع بما في ذلك مشاركة المرأة في الحياة العامة.

وتابع: “أحثكم بقوة على انتهاز هذه الفرصة”.

من جانبه قال الملا عبد الغنی برادر، زعيم “طالبان” السياسي إنه “يتطلع لأفغانستان تنعم بالسلام والاستقرار”، مشددا على ضرورة أن تكون أفغانستان “دولة مستقلة”.

وتنعقد محادثات السلام الأفغانية التي طال انتظارها، في أعقاب اتفاق على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أبرمته واشنطن مع “طالبان”.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة وحركة “طالبان”، سبق وأن وقعتا يوم 29 فبراير الماضي في الدوحة، أول اتفاق سلام بعد 18 عاما من الحرب بين الطرفين، ينص على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد 14 شهرا وإطلاق حوار أفغاني داخلي في العاصمة القطرية بعد عقد صفقة حول تبادل الأسرى.

وينص الاتفاق على إفراج الحكومة الأفغانية عن 5000 عنصر معتقل من الحركة مقابل إخلاء سبيل 1000 عسكري تابع للسلطات في كابل من قِبل “طالبان”.

وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات السلام الأفغانية في مارس الماضي، لكن الخلافات بشأن تواصل العنف وتبادل السجناء أدت إلى تأجيل موعد انطلاقها مرات عديدة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً