كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن وجود مناقشات جارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية نشر قوات أميركية على الأراضي الأوكرانية، في إطار ضمانات أمنية واسعة لدعم جهود إنهاء الحرب مع روسيا وتعزيز الاستقرار في البلاد.
وأوضح زيلينسكي أن هذه المناقشات تأتي ضمن مفاوضات بين كييف وواشنطن ومع ممثلي ما يُعرف بـ”تحالف الراغبين”، مؤكدًا أن القرار النهائي بشأن نشر القوات الأميركية يعود إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن وجود هذه القوات سيشكل ضمانًا مهمًا لتعزيز الأمن والاستقرار.
في الوقت ذاته، حاولت أوكرانيا احتواء التداعيات الدبلوماسية للاتهامات الروسية حول استهداف مقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفةً هذه المزاعم بأنها “كذبة تهدف إلى تقويض المفاوضات مع واشنطن”.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن أوكرانيا أرسلت 91 طائرة مسيّرة في محاولة استهداف مقر بوتين عند بحيرة فالداي، بينما نفى زيلينسكي وقوع أي هجوم.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى استعداده لأي صيغة اجتماع مع بوتين لإنهاء الحرب، مؤكدًا ضرورة ألا يشعر الجانب الروسي بالخوف، ومجدّدًا دعوته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة أوكرانيا شرط ضمان عدم شن غارات جوية.
وأعلن زيلينسكي عن عقد قمتين أوروبيتين خلال الأيام المقبلة، الأولى اجتماع مستشاري الأمن القومي لدول “تحالف الراغبين” في أوكرانيا في الثالث من يناير، والثانية اجتماع القادة في فرنسا يوم السادس من نفس الشهر. ويضم التحالف أكثر من 30 دولة بقيادة بريطانيا وفرنسا لدعم جهود السلام وإقرار ضمانات أمنية.
في المقابل، شددت روسيا على موقفها التفاوضي بعد الاتهامات الموجهة لأوكرانيا، مؤكدة أنها ستراجع نهجها في المحادثات لكنها لن تنسحب من المسار التفاوضي، ودعت إلى انسحاب القوات الأوكرانية من دونباس لوقف القتال.
وأكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن السلام في أوكرانيا يمكن تحقيقه خلال أسابيع بدعم الضمانات الأمنية الأميركية، مع الإشارة إلى أن فرص النجاح غير مؤكدة بالكامل، مرجّحًا احتمال نشر قوات أميركية على خط التماس دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
أوكرانيا تعرض التنازل عن 20% من أراضيها لتحقيق السلام مع واشنطن
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن مسؤولين أوكرانيين أبدوا استعدادهم للتخلي عن نحو 20% من أراضي أوكرانيا للمرة الأولى، في إطار مفاوضات السلام مع واشنطن التي جرت في العاصمة السعودية الرياض يوم 11 مارس الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم يكشف عن هويته قولًا إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن عبر مبعوثيه استعداد بلاده للتنازل عن هذا الجزء من أراضيها لتحقيق السلام.
وأوضح أحد أعضاء الوفد الأمريكي أن ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايكل والتز سلّم أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم عميروف قلمًا لتحديد الحدود المستقبلية على الخريطة، وقام عميروف برسم خط على طول خطوط المواجهة العسكرية الحالية، ووضع دائرة حول محطة زابوروجيه للطاقة النووية، كما حدّد خطًا يفصل لسان كينبورن الساحلي لضمان وصول السفن الأوكرانية إلى ميناء نيكولاييف.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن أوكرانيا باتت في موقف “محاصر” بعد هذا القرار.
وتطرقت المفاوضات إلى مستقبل شبه جزيرة القرم، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو استعداد بلاده للاعتراف بالقرم كأراض روسية، دون مطالبة أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي بالقيام بالمثل.






اترك تعليقاً