سوريا تخطط لطرح عملة جديدة وحذف أصفار لتعزيز الثقة بالليرة

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، مساء الاثنين، إزالة لوائح العقوبات المفروضة على سوريا من مدونة القوانين الفيدرالية، في خطوة تاريخية تعكس تحولاً كبيراً في العلاقة الاقتصادية والسياسية بين واشنطن ودمشق.

وأفادت الوزارة أن قرار الإزالة سيدخل حيز التنفيذ ابتداءً من يوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025، ما يمهد الطريق أمام عودة سوريا للنظام المالي العالمي وإعادة تفعيل تعاملاتها الاقتصادية الدولية.

في السياق، يشهد الاقتصاد السوري خطوات ملموسة لإعادة هيكلة النظام النقدي، مع توجه المصرف المركزي نحو حذف أصفار من العملة الوطنية وطرح عملة جديدة، في محاولة لتسهيل التعاملات اليومية وتعزيز الثقة بالليرة، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وأكد حاكم المصرف المركزي السوري، عبد القادر الحصرية، في لقاء خاص مع الإخبارية، أن المصرف بصدد دمج النظام المالي السوري مع النظام المالي العالمي للمرة الأولى في تاريخ الاقتصاد السوري.

وأشار الحصرية إلى أن المصرف نجح منذ سقوط النظام السابق في تحسين قيمة الليرة السورية بنحو 35% رغم الظروف الصعبة، مؤكداً أن حذف الصفرين من العملة السورية أمر محسوم ولن يؤثر على قيمتها الفعلية.

وأضاف أن طباعة العملة الجديدة ستتم بالاعتماد على مصدرين أو ثلاثة مع وضع معايير أمنية مشددة لحمايتها من التزوير وتعزيز الثقة بها، موضحاً أن العملية لن تتم عبر التمويل بالعجز كما كان يحدث في النظام السابق، بل وفق ضوابط اقتصادية تراعي مصالح المواطنين.

وأكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، وجود “خطة قيد الإعداد وهي في مراحل متقدمة لطرح عملة نقدية جديدة لسوريا”، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو تطوير البنية النقدية وتحسين جودة الأوراق النقدية وضمان تلبية احتياجات السوق، وأضاف أن “العملة الجديدة ستدخل التداول بشكل أصولي وفق أحكام قانون مصرف سورية المركزي رقم 23 لعام 2002، ولن تكون هناك انعكاسات سلبية على قيمة العملة الوطنية”.

وستطرح العملة الجديدة وفق خطة ثلاثية المراحل: المرحلة الأولى تداول تدريجي بجانب الفئات الحالية، المرحلة الثانية البدء بالتبديل، والمرحلة الثالثة يصبح التبديل حصرياً عبر مصرف سورية المركزي، وستُطبع الأوراق النقدية الجديدة لدى مصادر دولية موثوقة باستخدام أحدث التقنيات المضادة للتزوير، بحسب تصريح حصرية، فيما ذكرت “رويترز” أن شركة روسية ستتولى الطباعة.

حاكم مصرف سوريا المركزي يكشف عن تصميم الليرة السورية الجديدة: رمز لسوريا التي ولدت من جديد بدلاً من صورة الأسد

كشف حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، في مقابلة مع “CNBC عربية” اليوم الاثنين، تفاصيل العملة السورية الجديدة التي تستعد الحكومة لطرحها قريباً.

وأشار حصرية إلى أن التصميم الجديد للعملة السورية لن يحمل صورة أي شخصية، بما في ذلك صورة الأسد التي كانت موجودة سابقاً، بل سيكون رمزيًا ويعكس “سوريا التي ولدت من جديد”.

وأضاف أن العملة الجديدة تمثل “جزءاً من تحررنا المالي بعد تحقيق تحررنا السياسي”.

وأوضح أن المصرف يستعد لطرح عطاء دولي لطباعة العملة الجديدة، مفتوح لجميع الدول، حتى الولايات المتحدة، مع وجود فترة انتقالية كافية لاستبدال العملة القديمة بالجديدة.

وحول الإصلاحات النقدية، أكد أن حذف صفرين من العملة لا يؤثر على قيمتها الشرائية، بل يهدف إلى تسهيل العمليات الحسابية وتعزيز الثقة بالليرة السورية.

كما شدد على استقلالية المصرف المركزي عن الحكومة السورية كركيزة أساسية في رسم السياسات النقدية.

وفيما يخص حوالات المغتربين، أوضح أن المصرف المركزي يعمل على إعادة بناء شبكة علاقات مع البنوك المراسلة عالمياً لتسهيل تحويل الأموال، كما كشف عن فتح حسابات لدى بعض البنوك المركزية لتعزيز الحضور المالي لسوريا دولياً.

وبالنسبة لنظام “سويفت”، أفاد حصرية بأن المصارف الخاصة السورية تستخدم النظام فعلياً، فيما يجري إدخال المصارف العامة ضمنه خلال أسابيع مقبلة، دون تحديد موعد دقيق.

وتشير التجارب العالمية إلى أن نجاح حذف الأصفار مرتبط بإصلاحات اقتصادية شاملة، مثلما حدث في تركيا عام 2005 أو البرازيل، حيث لم يكن مجرد تغيير الأصفار كافياً لمعالجة المشاكل الاقتصادية.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور مازن ديروان، مستشار أول وزير الاقتصاد والصناعة السوري، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن “حذف الأصفار أو إضافتها بحد ذاته لا تأثير له على الاقتصاد بشكل عام. ما يؤثر هو حجم الكتلة النقدية مقابل الناتج القومي ومخزون المصرف المركزي من القطع النادرة والذهب”.

وأضاف: “الفرق الوحيد هو تسهيل التعامل بالليرة لتصغير الأرقام، ويمكن إجراء إصلاح اقتصادي فعال دون تغيير عدد الأصفار”.

من جهته، رأى الدكتور عماد الدين المصبح، أستاذ الاقتصاد في كليات الشرق العربي، أن حذف الأصفار “إجراء صحيح من الناحية التنظيمية لتبسيط التعاملات اليومية وتخفيف عبء الأرقام الفلكية”، لكنه شدد على أن “نجاح الخطوة يرتكز على إصلاحات هيكلية عميقة تشمل تعزيز الإنتاج الزراعي والصناعي، إصلاح ضريبي جذري، ترشيد الاستيراد وتشجيع التصدير، وإعادة دمج الثروة الوطنية ضمن الدورة الاقتصادية الشفافة”.

ووفق المصبح، فإن آلية التنفيذ تتطلب خارطة طريق واضحة تشمل استبدال تدريجي للعملة القديمة بالجديدة، فترة تداول مزدوجة لضمان سلاسة الانتقال، وسحب منظم وشفاف للأوراق النقدية الملغاة، مع التأكيد أن الأثر المباشر على السيولة وسعر الصرف سيكون محدوداً ومؤقتاً ما لم يُدعَّم بخطوات إصلاحية أعمق.

سيناتور أمريكي يدعو لإلغاء قانون قيصر ويؤكد: آن الأوان لرفع العقوبات عن سوريا

أكد السيناتور الأمريكي جو ويلسون، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولاينا، أن الوقت قد حان لإلغاء قانون “قيصر” المفروض على سوريا، واصفاً ذلك بأنه “أولوية لإدارة الرئيس دونالد ترامب”، ومعبّراً عن التزامه بدعم هذا التوجه على مستوى الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وقال ويلسون في منشور له على منصة “إكس” بعد زيارة قام بها إلى دمشق: “زيارة سوريا كانت ذات مغزى خاص بالنسبة لي، وأنا ممتن للاستقبال الحار. لقد حان الوقت لإلغاء قانون قيصر بالكامل”.

وأضاف أن “سوريا الموحدة والمستقرة والمزدهرة تتطلب تمثيلاً من الجميع، ولصالح الجميع”، مشيراً إلى أن الحوار هو الطريق لتجاوز الخلافات، لا العنف.

وتابع السيناتور: “لطالما ألهمني الشعب السوري، سواء الذين التقيتهم في مخيمات اللاجئين أو الأمريكيون السوريون الذين يدافعون عن سوريا حرة. لقد أعلنني نظام الأسد عدواً للدولة، هو الآن في موسكو، وأنا بفضل الله في دمشق”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً