استشهد مدني نتيجة استهداف مباشر في الرأس إثر قصف قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لحي الجميلة في مدينة حلب، وفق ما أفادت به المصادر الرسمية.
واتهمت وزارة الداخلية السورية قوات “قسد” المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بـ”الغدر” بقوات الأمن الداخلي المتمركزة على الحواجز المشتركة، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار عليها، رغم الاتفاقات المبرمة بين الطرفين.
وأوضحت الوزارة إصابة عناصر من الأمن والجيش والدفاع المدني وعدد من المدنيين في الاشتباكات، مشيرة إلى أن الجيش السوري رد على مصادر النيران التي استهدفت منازل الأهالي ونقاط انتشار الجيش والأمن في محيط الحيين.
كما أعلن الدفاع المدني السوري إصابة عنصرين من كوادره التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث بجروح نتيجة استهدافهم المباشر أثناء تأديتهم مهامهم على دوار الشيحان بحلب، مع تعرض سيارة إنقاذ تابعة له لإطلاق نار، رغم وضوح شارات الدفاع المدني وارتداء العناصر الزي الرسمي.
وعبر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح عن قلقه البالغ من هذه الاعتداءات، مؤكداً أن استهداف الدفاع المدني جريمة خطيرة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ويعرقل تقديم الخدمات الإنسانية المنقذة للأرواح.
في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية إن عنصرين من قواتها أصيبا إثر هجوم نفذته فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع السورية على حاجز في دوار الشيحان، محملة الحكومة السورية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات.
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أكد في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالعاصمة دمشق أن الحكومة السورية لم تلمس من “قسد” إرادة أو مبادرة لتنفيذ اتفاق 10 مارس الذي يقضي باندماجها ضمن المؤسسات السورية، وأن هناك مماطلة ممنهجة في التنفيذ.
وأضاف أن دمشق قدمت مقترحاً لتحريك الاتفاق إيجابياً، وتدرس حالياً الرد على هذا المقترح لضمان تحقيق المصلحة الوطنية في الاندماج.
بدوره، أوضح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن عدم إحراز “قسد” تقدماً ملموساً في المباحثات يعرقل استقرار سوريا والمنطقة، مشدداً على ضرورة الالتزام باتفاق 10 مارس ودعم دمج “قسد” ضمن مؤسسات الدولة السورية.
وأكد فيدان أن التنسيق بين “قسد” وإسرائيل يمثل عقبة رئيسية أمام تقدم المفاوضات، داعياً إسرائيل للتخلي عن سياساتها التوسعية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وجرى خلال لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع وفد تركي رفيع بحث العلاقات الثنائية وآخر التطورات الإقليمية، بحضور وزراء الدفاع والخارجية ورؤساء أجهزة الاستخبارات.
محافظ حلب يؤكد الردع الكامل ضد أي خروقات أمنية ويشدّد على حماية المدنيين
شدد محافظ حلب عزام الغريب، مساء الاثنين، على أن السلطات السورية لن تتهاون في حماية المواطنين وردع كل من يعبث بأمن المدينة، عقب تكرار الخروقات من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في أحياء الأشرفية والشيخ مقصود.
وذكر الغريب في منشور عبر منصة X أن قوات “قسد” سحبت الحواجز المشتركة دون تنسيق مسبق يوم 22 ديسمبر، تبع ذلك استهداف مباشر للمدنيين وقوى الأمن الداخلي والجيش السوري وموظفي الدفاع المدني.
وأكد المحافظ رفع الجاهزية في جميع المديريات المختصة، بما فيها مديريات الطوارئ وإدارة الكوارث والصحة والخدمات والشؤون الاجتماعية لضمان سرعة الاستجابة والتدخل الفوري عند الحاجة.
ودعا الغريب المواطنين المتواجدين بالقرب من مناطق الاشتباكات إلى عدم الاقتراب من تلك المناطق، وتجنب الطرق المؤدية إلى مركز المدينة، والالتزام بعدم التجمع في النقاط القريبة، والتعاون الكامل مع قوى الأمن الداخلي، والتحري عن المعلومات من المصادر الرسمية والموثوقة فقط.
وكانت أظهرت لقطات نشرتها قناة الإخبارية السورية عمليات نزوح واسعة للأهالي من الأحياء المحيطة بحي الأشرفية في حلب، نتيجة الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية وعناصر قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وأفادت وكالة سانا بأن أهالي حي الميدان اضطروا لمغادرة منازلهم بعد استهداف “قسد” للمناطق السكنية بالرشاشات والمدفعية، فيما أشارت فرق الدفاع المدني إلى اندلاع حرائق في حيي الجميلية والشيخ طه نتيجة القصف.
واتفاق 10 مارس المبرم بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات “قسد” مظلوم عبدي يهدف إلى دمج “قسد” ضمن مؤسسات الدولة السورية وضمان وحدة الأراضي السورية ورفض أي تقسيم.
تركيا تعيد التمثيل الدبلوماسي بسوريا إلى مستوى السفراء بعد 13 عاماً بتعيين نوح يلماظ
باشر السفير التركي الجديد لدى سوريا، نوح يلماظ، مهامه اليوم الاثنين في دمشق، ليصبح أرفع ممثل دبلوماسي لأنقرة في العاصمة السورية منذ 13 عاماً.
وكان الإعلان عن تعيينه قد جرى في أكتوبر الماضي، وصادق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على القرار رسمياً في نوفمبر، ليخلف القائم بالأعمال المؤقت برهان كور أوغلو، ما يعيد التمثيل الدبلوماسي التركي في سوريا إلى مستوى السفراء لأول مرة منذ عام 2012، حين قطعت أنقرة العلاقات على هذا المستوى إثر تصاعد الأزمة السورية.
ويمثل تعيين يلماظ خطوة مهمة في تطور العلاقات بين البلدين، إذ يُعد من الكوادر الدبلوماسية والاستخباراتية البارزة في تركيا، حيث انضم عام 2013 إلى جهاز المخابرات الوطنية (MIT) وعمل إلى جانب وزير الخارجية الحالي هاكان فيدان حتى 2023، ثم انتقل إلى وزارة الخارجية ليشغل منصب المستشار الأول للوزير ورئيس مركز البحوث الاستراتيجية، ومنذ مايو 2024 يشغل منصب نائب وزير الخارجية مسؤولاً عن ملفي الشرق الأوسط وإفريقيا.






اترك تعليقاً