ترامب يُشيد بهجوم أوكرانيا «المُبهر».. بريطانيا والسويد تضخان مئات ملايين الدولارات لدعم كييف

أعلنت كل من بريطانيا والسويد، اليوم الخميس، عن تعزيز دعمها العسكري لأوكرانيا ضمن مبادرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ظل استمرار الحرب مع روسيا وتصاعد حدة النزاع.

وفي خطوة كبيرة، تعهدت بريطانيا بتزويد أوكرانيا بـ100 ألف طائرة مسيرة بحلول أبريل 2026، بقيمة إجمالية تصل إلى 473 مليون دولار (350 مليون جنيه إسترليني)، ضمن حزمة دعم عسكري أوسع تبلغ قيمتها 4.5 مليار جنيه إسترليني، كما أتمت لندن شحن 140 ألف قذيفة مدفعية إلى كييف منذ يناير الجاري، مع تخصيص 247 مليون جنيه إسترليني لتدريب القوات الأوكرانية هذا العام.

وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع السويدية عن تخصيص مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 57 مليون دولار، موزعة بين معدات غير قاتلة تشمل الدعم الطبي والمركبات والوجبات الغذائية بقيمة 31 مليون دولار، ومبادرة خاصة بدعم الأمن والتدريب بقيمة 26 مليون دولار، وذلك ضمن إطار دعم الناتو المتواصل لكييف.

وتأتي هذه الإعلانات في وقت تشدد فيه روسيا على معارضتها الشديدة لإمداد أوكرانيا بالأسلحة، معتبرةً أن ذلك يعقّد جهود الحل السياسي، ويزيد من تصعيد النزاع، حيث وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شحنات الأسلحة بأنها “أهداف مشروعة” للقوات الروسية.

ويبرز الدعم الغربي المتزايد في إطار الناتو كجزء من استراتيجية لدعم أوكرانيا عسكرياً في مواجهة الهجمات الروسية، وسط عمليات أوكرانية نوعية مثل هجوم “شبكة العنكبوت” الذي استهدف قواعد جوية روسية بعيدة المدى، محدثًا أضرارًا جسيمة في الطائرات الروسية.

هذا الدعم العسكري المكثف يعكس التزام الدول الغربية بمساندة أوكرانيا وتعزيز قدراتها في حربها المستمرة ضد العدوان الروسي.

ترامب يبدي إعجابه بهجوم أوكرانيا “المبهر” بطائرات مسيّرة ويحذر من تصعيد روسي يعرقل جهود وقف الحرب

في موقف لافت، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم المفاجئ الذي شنّته أوكرانيا بطائرات مسيّرة على قاعدة جوية روسية استراتيجية نهاية الأسبوع الماضي، بأنه “قوي ومبهر”، لكنه في الوقت نفسه أعرب عن قلقه العميق من أن هذا التصعيد قد يعرقل فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر مطّلعة، أن ترامب، وعلى الرغم من صمته العلني إزاء الهجوم الأوكراني، إلا أنه عبّر في جلسات خاصة عن إعجابه بالعملية التي نُفّذت على مسافة آلاف الأميال، واعتبرها “أقوى مما كان يظن”، في إشارة إلى امتلاك أوكرانيا أوراقًا غير مكشوفة قد تغيّر مجرى الصراع.

وقال ترامب، يوم الأربعاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه “بقوة شديدة” خلال مكالمة هاتفية بأنه سيرد على هذا الهجوم.

وأوضح الرئيس الأميركي أن المكالمة كانت “جيدة”، لكنها “ليست محادثة ستؤدي إلى السلام الفوري”، في تعبير يعكس تعقيدات المرحلة وخطورة التصعيد المحتمل.

ونقل أكسيوس عن أحد المقربين من ترامب قوله: “الرئيس اعتبر العملية مبهرة للغاية”، لكنه في المقابل حذر من أن رد فعل بوتين قد يكون “كبيرًا جدًا”، الأمر الذي قد يجهض مبادرة ترامب الدبلوماسية الساعية لإحياء مسار التفاوض بين الطرفين.

وأوضح مصدر آخر تحدث إلى ترامب، أن الرئيس الأميركي يشعر بخيبة أمل، لأن مثل هذه العمليات العسكرية تدفع بوتين نحو مزيد من التصعيد، مما يُضعف فرص خفض التوتر.

وقال: “نريد لهذه الحرب أن تنتهي. نريد خفض التصعيد. لذا، إذا فقد بوتين أعصابه، فهذه مخاطرة حقيقية”، في إشارة إلى المخاوف من تفجر موجة عنف جديدة.

من جانبه، علّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الهجوم خلال اجتماع نقله التلفزيون الروسي، مؤكدًا أن هذه العمليات “تضع موضع الشك أي وقف لإطلاق النار أو اجتماع محتمل على مستوى القادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي”.

وتزامن ذلك مع تحذيرات أميركية متصاعدة من مخاطر التصعيد، لا سيما أن الهجوم الأوكراني استهدف قاذفات روسية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن هذا النوع من الهجمات “يمس بجوهر الردع النووي الروسي”، واصفًا الوضع بأنه “نقطة شديدة الخطورة”.

وأضاف المسؤول أن “الهجوم لم يكن مفاجئًا، لأنه يأتي في سياق حرب طويلة، لكننا قلقون من أنه سيؤدي إلى إطالة أمد النزاع. الرئيس يريد أن يتوقف القتال، وكل عملية من هذا النوع تُشعره بخيبة أمل”.

ويأتي هذا التطور في ظل تحذيرات متكررة من واشنطن من “احتمالات كبيرة للتصعيد”، مع تزايد القلق من فقدان السيطرة على مسار الحرب، خصوصًا مع استخدام أسلحة متطورة وهجمات جريئة على منشآت عسكرية حساسة.

روسيا: ارتفاع حصيلة الاعتداء الإرهابي على قطار بريانسك إلى 7 قتلى و119 مصاباً

أعلنت السلطات الروسية، ممثلة في وزارة الطوارئ، ارتفاع عدد ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف قطار ركاب في مقاطعة بريانسك جنوب غربي روسيا، إلى 7 قتلى و119 مصاباً.

وجاء هذا الاعتداء، الذي نفذته استخبارات كييف، ضمن هجومين إرهابيين وقعا يومي 31 مايو و1 يونيو، حيث استهدفا قطارين للركاب في مقاطعتي بريانسك وكورسك.

وكشفت لجنة التحقيق الروسية أن الانفجار تسبب في انهيار جسر فوق قطار الركاب في بريانسك، فيما تسبب حادث آخر بانهيار جسر أثناء مرور قطار شحن في مقاطعة كورسك.

وتأتي هذه الهجمات في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، ما يفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً