فرنسا على أبواب الفوضى.. استقالة مفاجئة لرئيس الحكومة تهزّ الأسواق

سمع عدد من سكان العاصمة الفرنسية باريس عدة انفجارات تسببت في اشتعال النيران في شاحنة بالقرب من مكتب رئاسة الوزراء، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو من منصبه.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة “لو باريزيان”، أفاد شهود عيان بأنهم سمعوا ثلاثة انفجارات بالقرب من فندق ماتينيون، وهو الموقع الذي كان من المقرر أن يعقد فيه لوكورنو اجتماعات بعد استقالته.

وكان كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، رئيس الوزراء المنتهية ولايته سيباستيان لوكورنو بإجراء جولة أخيرة من المباحثات مع الأحزاب السياسية، بهدف إيجاد حل للأزمة السياسية التي تواجه البلاد، وذلك قبل حلول مساء الأربعاء

وكانت شهدت فرنسا صباح الإثنين، حالة من الفوضى السياسية، بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو بشكل مفاجئ، ما أثار تساؤلات حول استقرار حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وهذه الخطوة جاءت بعد يوم واحد فقط من إعلان ماكرون عن تشكيل حكومة جديدة واجهت انتقادات حادة، وهو ما أطلق سلسلة من ردود الفعل الغاضبة على مختلف الأصعدة.

وتركت الاستقالة الساحة السياسية في فرنسا تتخبط، وأحدثت ضغوطًا اقتصادية كبيرة. فقد شهدت الأسواق تراجعًا حادًا، حيث ارتفعت عوائد السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات بنسبة 9 نقاط أساس، مسجلة 3.6%، ما وسّع الفارق بين تكاليف الاقتراض الفرنسي ونظيرتها الألمانية إلى أعلى مستوى منذ عام 2024.

كما سجل مؤشر “كاك” للأسهم الفرنسية انخفاضًا بنحو 2%، في علامة على فقدان الثقة في الاستقرار السياسي.

وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث يترقب المستثمرون أي تأثيرات قد تطرأ على ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بينما حذر زعماء الأحزاب المعارضة من أن حكومة ماكرون قد فقدت شرعيتها بالكامل.

وفي وقت لاحق من اليوم، أضاف زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور أن فرنسا تمر بأزمة سياسية غير مسبوقة، في تأكيد على عمق الأزمة.

زعيم حزب ماكرون يعبر عن حيرة بعد استقالة ليكورنو

قال غابرييل أتال، رئيس وزراء فرنسا الأسبق والأمين العام الحالي لحزب النهضة الذي أسسه إيمانويل ماكرون، إنه لم يعد يفهم تصرفات الرئيس الفرنسي بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو.

وأضاف أتال في مقابلة مع قناة “تي إف 1” أن “الفرنسيين يمرون بأوقات صعبة، وأنا مثل الكثيرين لم أعد أفهم قرارات رئيس الجمهورية”.

وأشار إلى أن تصرفات ماكرون منذ حل الحكومة عام 2024 والإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة تبدو وكأنها محاولة محمومة للحفاظ على السيطرة السياسية.

وكان ليكورنو قد أعلن استقالته يوم الاثنين بعد أقل من شهر في منصبه، مؤكّدًا أنه سينفذ تعليمات الرئيس ويجري مشاورات لتشكيل حكومة جديدة. منذ إعادة انتخاب ماكرون عام 2022، تولى فرنسا خمسة رؤساء حكومة: إليزابيث بورن، وغابرييل أتال، وميشيل بارنييه، وفرانسوا بايرو، وسيباستيان ليكورنو.

بعد الاستقالة، طالب حزب التجمع الوطني بحل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات جديدة، بينما يصر حزب “فرنسا المتمردة” على سحب الثقة من ماكرون، فيما يظهر الاشتراكيون استعدادهم لقبول تعيين سياسي من “اليسار” أو “الخضر” لرئاسة الحكومة الجديدة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً