في عرض كروي استثنائي، واصل منتخب ليبيا للميني فوتبول تألقه اللافت في دوري المجموعات من بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المصغرة، المقامة بمدينة درنة الليبية، وحقق فوزًا ساحقًا على نظيره الكونغولي بنتيجة 7 أهداف دون مقابل على ملعب الجوهرة، ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة، ليؤكد مرة أخرى أنه أحد أقوى المرشحين للذهاب بعيدًا في البطولة.
هذا الانتصار الكبير لم يكن مجرد ثلاث نقاط تُضاف لرصيد المنتخب، بل كان رسالة واضحة بأن ليبيا تمتلك منتخبًا يلعب بثقة، ويمتلك هوية فنية واضحة، وأسلوبًا هجوميًا شرسًا لا يرحم خصومه.
مباراة من طرف واحد؛ فرسان المتوسط يفرضون هيمنتهم
منذ الدقيقة الأولى، بدا الإصرار واضحًا على لاعبي ليبيا، حيث بدأوا اللقاء بضغط هجومي مكثف، مع تحركات جماعية منظمة وسرعة في تدوير الكرة. لم يمنح المنتخب الليبي خصمه الكونغولي أي فرصة لالتقاط الأنفاس، وسيطر على زمام الأمور تكتيكيًا وبدنيًا.
اللاعبون تناقلوا الكرة بسلاسة، ونجحوا في اختراق الدفاعات من العمق والأطراف، فيما ظهر واضحًا التفاهم الكبير بين الخطوط الثلاثة، وخاصة بين لاعبي الوسط والهجوم.
الأهداف توالت واحدة تلو الأخرى، وسط ارتباك واضح في صفوف الكونغو، ليخرج المنتخب الليبي بشوط أول مثالي، قبل أن يضاعف الغلة في الشوط الثاني، وسط تصفيق الجماهير وتفاعل كبير من الجمهور الليبي الحاضر.
محمد خميس؛ فنان الكرة المصغّرة
لا يمكن الحديث عن هذا الانتصار دون التوقف عند الأداء الساحر الذي قدّمه النجم محمد خميس، الذي خطف الأضواء مجددًا، وتُوِّج عن جدارة بلقب أفضل لاعب في المباراة.
▪️ سجل هدفين بطريقة مميزة.
▪️ صنع أكثر من ثلاثة أهداف.
▪️ وكان المحور الحقيقي الذي دارت حوله معظم هجمات الفريق.
خميس لم يكن مجرد مهاجم هدّاف فقط، بل كان قائدًا فنيًا داخل أرض الملعب، يوجّه زملاءه، يضبط الإيقاع، ويصنع الفارق في كل لمسة.
إنه نموذج للاعب الشامل في الميني فوتبول: مهارة، رؤية، لياقة، والتزام.
تنوع في الأهداف وتوازن في الأداء
ما يُحسب للجهاز الفني الليبي، بقيادة المدرب الوطني، هو تنويع طريقة اللعب:
- أهداف جاءت من تسديدات قوية.
- وأخرى من تمريرات قصيرة داخل منطقة الجزاء.
في المقابل، حافظ الدفاع الليبي على انضباطه، ومنع أي تهديد على مرمى الفريق، لينهي المباراة بشباك نظيفة للمباراة الثالثة، وهو رقم يُحسب للفريق من الناحية التنظيمية.
ماذا تعني هذه النتيجة؟
• تصدّر المنتخب الليبي مجموعته بالعلامة الكاملة (9 نقاط من 3 مباريات).
• رفع الفارق التهديفي بشكل كبير، مما يعزز موقفه في حال التساوي بالنقاط.
• منح الجهاز الفني أريحية نفسية لتحضير لاعبيه للجولات الحاسمة.
في الختام، فوز ليبيا على الكونغو بسباعية نظيفة في الجولة الثالثة من دور المجموعات لا يُعتبر مجرد نتيجة، بل هو بيان كروي ورسالة قوية إلى بقية المنافسين.
منتخب ليبيا يلعب اليوم بثقة، ويقدّم كرة قدم حديثة، عنوانها: المتعة، والنتيجة، والانضباط.، وإن واصل “فرسان المتوسط” بنفس الروح والإصرار، فإن الحلم بالتتويج القاري لم يعد بعيدًا، بل يقترب مع كل مباراة.
اترك تعليقاً