تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، الذي قارن بين تجربة الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي الأسبق جورج واشنطن، مشيراً إلى تشابه مسيرتهما في خوض معارك طويلة قبل تولي رئاسة البلاد.
وخلال مقابلة له على قناة “LBC” اللبنانية، أشار باراك إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير الأنظمة في سوريا، وركز على أن الدور الأكبر في التطورات الأخيرة في سوريا يعود لقوى إقليمية مثل تركيا والسعودية والأردن وقطر والعراق وإسرائيل، وأضاف أن رفع العقوبات الأمريكية عن النظام السوري يأتي كفرصة جديدة بعد فترة من العقوبات على النظام القديم.
وأكد باراك أن تجربة أحمد الشرع تشبه إلى حد كبير تجربة جورج واشنطن الذي خاض حروب الاستقلال الأمريكية قبل أن يصبح رئيساً، مشيراً إلى أن واشنطن خاض عدة معارك قبل أن يتولى الرئاسة بعد 12 عاماً من الصراع.
وقال باراك: “نحن لم نقرر أي شيء بخصوص سوريا… تغيير الأنظمة الحاكمة لم يفد أمريكا أبدًا. لدينا خمس محاولات لتغيير الأنظمة خلال العشرين سنة الماضية، جميعها فشلت”، وأضاف: “نحن لا نعمل في مجال تغيير الأنظمة، والرئيس الحالي (ترامب) لا يعمل في بناء الأمم. ما حدث في سوريا لا علاقة له بنا، ولا صلة لنا بنظام الأسد”.
تصريحات باراك أثارت ردود فعل متباينة بين النشطاء، حيث أبدى البعض تأييدهم للمقارنة واعتبروها تسليطاً للضوء على حقيقة التطورات السورية، بينما أعرب آخرون عن رفضهم، مؤكدين أن الظروف السورية تختلف عن الأمريكية.
وفي تطور منفصل، التقى الرئيس السوري أحمد الشرع مع المبعوث الأمريكي توم باراك في دمشق لمناقشة آفاق التعاون وتعزيز الحوار السياسي بين البلدين.
مبعوث ترامب: لا تقدم في محادثات دمج “قسد” في الجيش السوري وواشنطن غير مستعجلة لسحب قواتها
قال المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، إن الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لا تزالان على خلاف بشأن خطط دمج “قسد” في المؤسسة العسكرية السورية، مشيرًا إلى أن المحادثات بين الجانبين لم تُحرز تقدمًا ملموسًا حتى الآن.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة، أوضح باراك أن دمشق قدّمت خيارات لقسد للنظر فيها، لكنه استدرك بالقول: “لا أعتقد أن هناك أي تطور في هذا الملف حتى اللحظة”.
المبعوث الأميركي أكد في الوقت ذاته أن قوات سوريا الديمقراطية كانت شريكًا مهمًا في الحرب على تنظيم داعش، مشددًا على رغبة بلاده في أن تحصل قسد على فرصة حقيقية للاندماج في الدولة السورية، ضمن تسوية سياسية شاملة.
وحول مستقبل الوجود الأميركي في سوريا، قال باراك إن واشنطن ليست في عجلة من أمرها لسحب قواتها، لكنها “واثقة تمامًا في الحكومة السورية وجيشها الجديد”، في إشارة إلى التحولات التي تشهدها دمشق منذ تسلم أحمد الشرع للرئاسة.
يُذكر أن لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالمبعوث الأميركي توم باراك في إسطنبول يوم 24 مايو الماضي، تم خلاله الاتفاق على ضرورة إنهاء ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، وبحث آليات إدماج قسد في مؤسسات الدولة، وفق إعلان رسمي صادر عن دمشق آنذاك.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان الحزب الحاكم في تركيا أن الحل الشامل لنزع السلاح في المنطقة سيشمل أيضًا قوات قسد في سوريا، إلى جانب حزب الحياة الحرة الكردستاني “بجاك” في إيران، ضمن ما يبدو أنه تنسيق إقليمي متعدد الأطراف يهدف إلى إنهاء التهديدات الكردية المسلحة.
اترك تعليقاً