في مشهد دموي جديد يُضاف إلى مأساة اليمن المستمرة، قُتل وأصيب العشرات في غارات جوية عنيفة شنتها مقاتلات إسرائيلية وأمريكية على محافظة الحديدة، مستهدفة مصنعاً للأسمنت ومرافق في ميناء المدينة، ووسط ركام المنشآت المدمرة، أعلنت سلطات “الحوثيين” عن حصيلة أولية بلغت 44 ضحية بين قتيل وجريح، في هجوم أثار موجة استنكار واسعة وأعاد تسليط الضوء على الكلفة البشرية لتصاعد النزاع في المنطقة.
وأعلنت جماعة الحوثي، الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا القصف الجوي الذي استهدف مصنع أسمنت في مديرية باجل بمحافظة الحديدة إلى 44 شخصاً بين قتيل وجريح.
وذكرت وزارة الصحة في حكومة “الحوثيين” غير المعترف بها دولياً أن الهجوم، الذي نُفذ مساء الإثنين، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 42 آخرين، محذرة من أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وفي السياق نفسه، شنّ الجيش الأميركي غارة جوية على منطقة السواد بمديرية سنحان في محافظة صنعاء، بالتزامن مع الهجوم على الحديدة.
إلى ذلك، أفاد مصدر في إدارة الأرصفة بميناء الحديدة لوكالة الأنباء الألمانية بأن القصف تسبب بتضرر أربعة أرصفة بشكل جزئي، بينما تضرر رصيف خامس بشكل كلي، مؤكداً عدم تسجيل وفيات، مع وجود إصابات طفيفة فقط.
وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته استهدفت “بنى تحتية إرهابية تابعة لنظام “الحوثي” في ميناء الحديدة ومحيطه، على بعد نحو 2000 كيلومتر من إسرائيل”، مشيراً إلى أن الهجوم شمل منشآت تُستخدم لنقل أسلحة ومواد عسكرية إيرانية إلى الحوثيين، بالإضافة إلى مصنع أسمنت باجل، الذي يُستخدم – بحسب البيان – في دعم القدرات العسكرية والأنفاق التابعة للجماعة.
ووصف الجيش الإسرائيلي ميناء الحديدة بأنه “مصدر دخل مركزي لنظام الحوثي”، متهماً الجماعة بتنفيذ هجمات صاروخية ومسيرات باتجاه الأراضي الإسرائيلية بتمويل وتوجيه من إيران.
وأكد البيان أن “جيش الدفاع مصمم على مواصلة العمل بقوة ضد كل تهديد لمواطني وسكان إسرائيل، وفي أي مكان يتطلب ذلك”.
هذا ومنذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023، كثفت جماعة “الحوثي” المدعومة من إيران هجماتها على إسرائيل والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن ما تقول إنه دعم للمقاومة الفلسطينية، ورداً على تلك الهجمات، شنت واشنطن وتل أبيب سلسلة من الضربات ضد أهداف حوثية في اليمن، ما ينذر بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة.
اترك تعليقاً