«معرض التجارة الإفريقية» في الجزائر.. الرئيس التونسي يؤكد العزيمة لتعزيز الوحدة

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، التزام بلاده بدعم التنمية في القارة الإفريقية، معتبراً أن إفريقيا تواجه فجوة كبيرة في البنية التحتية تقدر بنحو 90 مليار دولار سنوياً، ما يكلف القارة نحو 2% من إنتاجها المحلي السنوي.

وجاء ذلك في كلمته خلال افتتاح الدورة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025) في الجزائر، حيث شدد تبون على أن الجزائر ملتزمة بمواجهة هذا التحدي لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية.

وأشار إلى أن بلاده تعمل على تنفيذ مشروعات إقليمية طموحة مثل:

  • أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري
  • طريق إقليمي يربط الجزائر بدول الساحل
  • خط سكة حديدية يمتد إلى مالي ودول أخرى
  • خط بحري يربط شرق القارة بغربها
  • إنشاء خمس مناطق حرة في المغرب العربي ودول الساحل لتعزيز التكامل الاقتصادي

وأكد أن الجزائر تسهم بشكل كبير في تعزيز التجارة البينية الأفريقية ودعم الاستثمار في الموارد البشرية من خلال توفير حوالي 8 آلاف منحة دراسية سنوياً للطلاب الأفارقة، وقد ساهمت في تكوين نحو 65 ألف طالب أفريقي.

وأضاف تبون أن أفريقيا “قارة المستقبل” في ظل ما تعانيه قارات أخرى من “مرحلة الشيخوخة”، داعياً إلى منح أفريقيا مكانتها المستحقة في التنمية والسلم والأمن، ومؤكداً قدرة القارة على صياغة مستقبلها بنفسها عبر استثمار ثرواتها.

فعاليات المعرض

  • انطلقت الدورة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025) في الجزائر، وهو أول نسخة تُنظم منذ دخول اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف) حيز التنفيذ.
  • حضر الافتتاح رؤساء تونس وموريتانيا وتشاد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، بالإضافة إلى وزراء أفارقة وشخصيات حكومية رفيعة المستوى من داخل وخارج القارة.
  • تنظم الفعاليات في المركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” وقصر المعارض “صافكس”، بمشاركة أكثر من 2000 عارض و35 ألف زائر من كبار الفاعلين الاقتصاديين.
  • يتصدر “يوم الجزائر – منتدى الاستثمار والتجارة” فعاليات اليوم الافتتاحي، تحت إشراف الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، مع عرض فرص استثمارية ضخمة في قطاعات متعددة مثل الطاقة، الصناعة، الزراعة، البنية التحتية، والتحول الرقمي.
  • يُنظّم اليوم الثاني “قمة مصغرة لوكالات ترقية الاستثمار الإفريقية” بمشاركة أكثر من 30 وكالة أفريقية وهيئات تمويلية وخبراء، للتركيز على آليات التمويل المبتكرة وتبادل الخبرات وإطلاق استراتيجيات رقمية لتسهيل حركة رؤوس الأموال.
  • تشمل فعاليات المعرض ورش عمل تقنية متخصصة حول التجارة الإلكترونية، حماية الملكية الفكرية، التمويل البنكي، الشركات الناشئة، الأمن الغذائي، تطوير المدن الذكية، الطاقة والتحول الطاقوي، والبنية التحتية الحضرية.
  • كما تم تخصيص مساحات للقاءات ثنائية بين المستثمرين وصناع القرار، مع إطلاق منصات استراتيجية لدعم المشاريع الكبرى وتعزيز دور الجزائر كمحور لوجستي قاري.
  • من المتوقع تسجيل صفقات تتجاوز 44 مليار دولار خلال المعرض.

تحذير تبون وموقفه من أفريقيا

حذر الرئيس تبون من تهميش أفريقيا أو أن تصبح أبرز ضحايا التحولات العالمية، معتبراً أن ذلك سيقوض دورها في إعادة تشكيل النظام العالمي رغم إمكاناتها الكبيرة.

واعتبر أن معرض التجارة البينية الإفريقية ليس مجرد تظاهرة اقتصادية، بل محطة لبناء قارة متكاملة وفاعلة إقليمياً ودولياً.

ودعا إلى استغلال هذا الحدث لدفع مسار التكامل الأفريقي، خاصة في ظل الظروف العالمية المعقدة والتهديدات المتزايدة التي تواجه منظومة العلاقات الدولية.

وطرح سؤالاً محورياً حول مكانة أفريقيا في الاقتصاد العالمي، مع الإشارة إلى الإنجازات التي حققتها القارة خلال العقدين الماضيين.

تصريحات شخصية وأحداث متعلقة

قال أوليسيجون أوباسانجو، الرئيس الأسبق لنيجيريا ورئيس المجلس الاستشاري للمعرض، إن هذا الحدث يمثل منصة استراتيجية لتجسيد التكامل الاقتصادي الأفريقي ورمزًا لنهضة القارة الاقتصادية، ويُظهر وحدة أفريقيا في مجالي التجارة والاستثمار.

وأعلن أن النسخة الخامسة من معرض التجارة البينية الإفريقية ستقام في نيجيريا عام 2027.

الرئيس التونسي قيس سعيد يؤكد على عزيمة تونس في تعزيز الوحدة والتكامل الأفريقي ويدعو لدعم الشعب الفلسطيني

في كلمته خلال افتتاح الدورة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بالعاصمة الجزائرية، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، على اعتزاز تونس بانتمائها القاري الأفريقي، مشيراً إلى تمسك بلاده بحلم إقامة اتحاد أفريقي قوي وفاعل رغم العديد من التحديات التي تواجه القارة، مثل النزاعات الداخلية، الاقتتال، جرائم الاتجار بالبشر، ونقص مقومات الحياة الأساسية.

وأشار قيس سعيد إلى أن أفريقيا تزخر بثروات هائلة، لكن الفقر المنتشر يدفع الشباب إلى الانخراط في شبكات الاتجار بالبشر، قائلاً: “أفريقيا بحاجة إلى مقاربة جديدة لمواجهة قوى تحاول السيطرة على ثرواتها، سواء بشكل علني أو خفي.”

وشدد على ضرورة التعاون المتكافئ بين الدول الأفريقية، مؤكدًا أن المشروع الأفريقي المشترك لا يقتصر على قطاع بعينه بل يتعلق بمستقبل القارة والإنسانية، ويشمل كافة القطاعات التنموية.

كما أكد على أهمية دعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الكاملة على أرضه، في إشارة واضحة إلى التضامن مع القضية الفلسطينية.

وقال قيس سعيد إن القوى الاستعمارية القديمة ما تزال تحاول فرض سيطرتها على إفريقيا بطرق مختلفة، عبر التحكم في موارد القارة الطبيعية وتعطيل المبادرات التي تهدف إلى بناء قارة متماسكة وقادرة على توفير الحياة الكريمة لشعوبها.

وأضاف أن إفريقيا ما تزال تعاني من محاولات الهيمنة والتقسيم، رغم ما تمتلكه من إمكانات وثروات تجعلها قادرة على أن تكون قوة مؤثرة على الساحة الدولية.

وأشار إلى أن الإنسانية بحاجة ماسة اليوم إلى نظام دولي جديد يرتكز على قيم العدالة والحرية، بعيدًا عن منطق السيطرة والهيمنة.

وأكد الرئيس التونسي أن المشروع الذي تعمل عليه تونس وعدد من الدول الإفريقية هو مشروع حضاري شامل لا يقتصر على التجارة أو البنية التحتية أو التكنولوجيا، بل يعتمد على رؤية متكاملة تستند إلى أفكار ومفاهيم جديدة تصنعها إفريقيا بنفسها وبإرادتها.

وشدد على أن التحدي الحقيقي هو تحويل الإمكانات الهائلة التي تمتلكها القارة إلى مشاريع عملية تحقق التنمية والعدالة الاجتماعية وتفتح آفاقًا جديدة للأجيال القادمة، بعيدًا عن الهيمنة أو التراتبية بين الدول.

كما أشار إلى أهمية الانفتاح على التعاون مع الشركاء الدوليين بما يخدم مصالح شعوب إفريقيا

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً