سوريا.. الشرع يؤكّد مواجهة دعوات «اللامركزية» طريف: الحل يكمن بحماية الأقليات

قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن العالم خذل سوريا في مراحل مفصلية من أزمتها، لكنه دعا في الوقت ذاته المجتمع الدولي إلى “تصحيح المسار” عبر دعم جهود إعادة الإعمار والاستقرار.

وأضاف الشرع، في تصريحات نقلتها العربية نت خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، أن السلطات السورية نجحت في إخراج الميليشيات الإيرانية وحزب الله من الأراضي السورية، واصفاً هذه الخطوة بـ”الحاسمة” نحو استعادة السيادة الوطنية والاستقرار الداخلي.

وأشار إلى أن أولويته في المرحلة الحالية هي تمكين اللاجئين السوريين من العودة الآمنة إلى وطنهم، مشدداً على ضرورة تهيئة الظروف الاجتماعية والاقتصادية المناسبة لذلك.

كما كشف الشرع عن خطط للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشيراً إلى أن ترمب “اتخذ خطوات كبيرة تجاه سوريا”، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.

وكان استحضر الرئيس السوري أحمد الشرع قانون الإدارة المحلية “رقم 107” الصادر عام 2011، رداً على مطالب “قوات سوريا الديمقراطية” باللامركزية، مؤكداً أن سوريا تعتمد بالفعل بنسبة 90% على نظام لامركزي بموجب هذا القانون.

ورفض الشرع أي نقاش حول الأنظمة الفيدرالية، مشيراً إلى أن هذه المطالب تمثل في حقيقتها أشكالاً من الانفصالية.

وينص قانون الإدارة المحلية رقم 107 على تعزيز الحكم المحلي من خلال نقل السلطات والمسؤوليات إلى المجالس المحلية المنتخبة ومنحها استقلالية إدارية ومالية، بحيث تتولى هذه المجالس مسؤولية الخدمات العامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ضمن مناطقها، بينما تظل الحكومة المركزية مسؤولة عن التخطيط للمشاريع الاستراتيجية الكبرى وسن التشريعات الوطنية، كما يهدف القانون إلى جعل المجتمعات المحلية شريكاً في إدارة مواردها وتحسين مستوى المعيشة ضمن هيكلية انتخابية تمثل إرادة السكان.

وفي سياق متصل، أشار الشرع إلى أن فشل دمج “قوات سوريا الديمقراطية” قبل نهاية العام قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مضيفاً أن تركيا قد تلجأ إلى عمل عسكري إذا لم يتم التكامل بحلول ديسمبر المقبل، بعد أن نجحت دمشق في إقناع أنقرة بإعطاء المفاوضات فرصة بدلاً من شن عملية عسكرية مباشرة.

نتنياهو: نناقش اتفاقاً أمنياً مع سوريا ولن نتخلى عن المنطقة العازلة في الجولان

صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته تُجري مفاوضات مع سوريا بشأن اتفاق أمني يشمل نزع سلاح المناطق الجنوبية من البلاد، مشدداً على أن إسرائيل لن تتخلى عن المنطقة العازلة في هضبة الجولان، ولن تتنازل عن أراضٍ إضافية ضمن أي تسوية محتملة.

وقال نتنياهو في تصريحاته: “نحن نناقش مع سوريا ترتيبات أمنية لم تكن مطروحة قبل انتصارنا الكبير على حزب الله… الاتفاق يتضمن نزع السلاح من جنوب غرب سوريا وتولي إسرائيل حماية الدروز في المنطقة”.

وأضاف أن إسرائيل ستواصل السيطرة الكاملة على الجولان و”رعاية” الطائفة الدرزية هناك، منتقداً ما وصفه بـ”السياسيين اليساريين” الذين لم يعززوا الجبهة الشمالية في السابق، مؤكداً أن حكومته رسّخت “القبضة الإسرائيلية ليس فقط على الجولان بل أيضاً على قمة جبل الشيخ”.

وشدد نتنياهو على أن أي اتفاق محتمل لن يتم على حساب أمن إسرائيل، قائلاً: “إسرائيل لا تنوي التخلي عن السيطرة على المنطقة… وعلى سوريا الالتزام الكامل بنزع السلاح جنوباً”.

طريف: الحل يكمن بحماية الأقليات

نفى الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، أي معرفة أو دور له في إدخال إسرائيل السلاح إلى السويداء السورية ضمن المساعدات المقدمة للمنطقة، مؤكداً أن ما يُتداول حول مشاركته في ذلك لا أساس له من الصحة.

وفي تصريحاته، أعرب طريف عن أسفه الشديد للأوضاع الإنسانية المتدهورة في السويداء نتيجة الحصار المستمر الذي أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، ما زاد من معاناة المدنيين في المنطقة.

وأشار الزعيم الدرزي إلى أن الأزمة أجبرت أكثر من 32 ألف شخص على ترك منازلهم والتهجير إلى مناطق أخرى، بالإضافة إلى أكثر من 700 شخص من الرجال والنساء الذين تم اختطافهم، موضحاً أن هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة تتطلب تدخل المجتمع الدولي لتخفيف معاناة السكان.

وأكد طريف أن الحلول الدائمة في الشرق الأوسط تتطلب إيجاد آليات لحماية الأقليات، وبخاصة الأقلية الدرزية في سوريا، مشيراً إلى أن تجاهل المجتمع الدولي لما يجري في السويداء من هدم وتهجير واعتداءات قتل واغتصاب دفعه للضغط على إسرائيل من أجل التدخل الإنساني وتقديم المساعدات اللازمة للمدنيين.

وشدد طريف على أن أي تدخل إسرائيلي يجب أن يكون محدوداً وشفافاً، وأن دوره كزعيم روحي يقتصر على تقديم النصح والضغط لحماية المدنيين وليس المشاركة المباشرة في شحنات السلاح أو العمليات العسكرية.

مسؤول أمني إسرائيلي يشكك في نشاط المبعوث الأميركي ويكشف عن سخرية الشرع والشيباني من توم باراك

شكك القائد السابق لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية، حنان جيفن، في جدوى أنشطة المبعوث الأميركي توم باراك في سوريا، وذلك عقب تقارير عن إمكانية التوصل لاتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا.

وقال جيفن في مقابلة مع قناة “i24 News”: “باراك لا يدرك ماذا يفعل.. والرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني يسخران من تصديقه كل ما يقولانه”.

وأضاف: “حينما أتخيل ما يقوله الشيباني والشرع بين أنفسهما أراهما يسخران ويقولان أن لديهما أمريكيا ساذجا وبإمكانهما أن يفعلا كل شيء، وينجحان بذلك على مدار نصف عام”.

وأكد المسؤول الإسرائيلي السابق أن باراك تبنى موقف سوريا وكأنها دولة معتدلة تسعى للسلام، مع التركيز على إلغاء قانون قيصر، متجاهلاً باقي التطورات في سوريا.

وفي سياق المفاوضات، أفاد موقع “أكسيوس” بأن إسرائيل قدمت مقترحاً مفصلاً لاتفاق أمني جديد، يشمل خريطة تمتد من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع إسرائيل، لكن سوريا لم ترد بعد وتعمل على إعداد مقترح مضاد، ويهدف الاتفاق المقترح إلى استبدال اتفاق “فك الارتباط” لعام 1974، ويستلزم من سوريا إنشاء منطقة منزوعة السلاح ومنطقة حظر طيران، مع السماح لها ببقاء قوات الشرطة وبعض القوات في مناطق محددة، مقابل انسحاب تدريجي لإسرائيل من الأراضي التي احتلتها مؤخراً، باستثناء موقع على قمة جبل حرمون الاستراتيجي.

وقالت مصادر مطلعة إن المفاوضات تظهر تقدماً لكن لا يبدو أن هناك اتفاقاً وشيكاً، فيما يُنتظر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعاً حاسماً بشأن المفاوضات وفقاً لتقارير القناة 12 العبرية.

سوريا تعلن موعد أول انتخابات برلمانية في ظل الإدارة الجديدة مطلع أكتوبر

أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء، اليوم الأحد، أن سوريا ستجري أول انتخابات برلمانية في ظل حكم الإدارة الجديدة بتاريخ 5 أكتوبر المقبل.

وأوضحت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب عبر قناتها على تطبيق “تلغرام”، أن تحديد الموعد جاء استناداً إلى أحكام الإعلان الدستوري والمرسومين رقم (66) و(143) لعام 2025.

وفي سياق متصل، أصدرت اللجنة، أمس السبت، قراراً بتمديد فترة تقديم الطعون على أعضاء الهيئات الناخبة حتى نهاية الدوام الرسمي من اليوم الأحد.

وستُجرى الانتخابات في معظم المحافظات السورية، فيما تم إرجاؤها في محافظات السويداء، والرقة، والحسكة لأسباب أمنية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً