نصائح لمرضى السكري في رمضان

يتضمن صيام رمضان الامتناع عن جميع أنواع الطعام والشراب من وقت الفجر إلى مغيب الشمس، وهو أمر يحمل العديد من الفوائد الصحية للجسم، حيث تشير الدراسات إلى أنّ الصيام يساعد على التقليل من الالتهابات، ويساعد على خسارة الوزن، والتقليل من الكوليسترول، بالإضافة إلى تحسين قدرة الجسم على التعامل مع سكر الدم، أو الجلوكوز، والتقليل من مقاومة الإنسولين.

الصيام ومرض السكري

تعتمد التغيرات التي تحدث للجسم خلال الصيام على مدته، حيث غالباً ما يدخل الجسم في وضع الصيام بعد 8 ساعات من تناول آخر وجبة، ويبدأ عندها الجسم باستعمال الجلوكوز المخزن، ثم يبدأ بحرق الدهون المخزنة لاستعمالها كمصدر للطاقة، مما قد يؤدي على المدى الطويل إلى خسارة الوزن، وهو أحد الأمور المهمة للسيطرة على مرض السكري، وضغط الدم، والكوليسترول، عند الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، إلا أنّه يجب عدم استعمال الصيام كوسيلة لخسارة الوزن لفترات طويلة.

تشير بعض الدراسات الصغيرة إلى أنّ الصيام المتقطع قد يساعد مرضى السكري من النوع الثاني على التوقف عن استعمال الانسولين، والتقليل من استعمال أدوية السكري مع الوقت، إلا أنّ هذه النتائج تحتاج إلى دراسات أخرى أوسع تثبتها.

قد يؤثر الصيام أيضاً على كمية الإنسولين التي يحتاجها مرضى السكري من النوع الأول، حيث تشير دراسة إلى أنّ الصيام قد يساعد على التقليل من جرع الإنسولين اللازمة للتحكم بسكر الدم.

يمتلك الصيام أيضاً آثاراً إيجابية على أعضاء الجسم التي تلعب دوراً في مرض السكري، مثل الكبد والبنكرياس، حيث أنّ الجسم يخزن الجلوكوز الإضافي في الكبد على شكل نشأ الجليكوجين (بالإنجليزية: Glycogen)، والذي يتطلب مدة 12 ساعة لاستعماله من قبل الجسم، وفي حالة عدم تناول الطعام، كما هو الحال في الصيام، يبدأ الجسم بحرق الدهون بدلاً من الجلايكوجين ما يساعد على خسارة الوزن، ويعطي فرصة للكبد والبنكرياس للراحة.

مخاطر الصيام على مرضى السكري

قد يسبب الصيام الشعور بالجوع، وخصوصاً في الأيام الأولى، والصداع، والدوار، والعصبية، كما أنّ الجسم قد لا يحصل على ما يكفيه من المغذيات، إلا أنّ الخطر الأكبر الذي يحمله الصيام على مرضى السكري هو انخفاض مستويات السكر في الدم، ما يعرف بانخفاض السكر (بالإنجليزية: Hypoglycemia)، والذي غالباً ما يحدث مع مرضى السكري الذين يستعملون الأدوية مثل الانسولين.

عدم تناول الطعام خلال الصيام يقلل من مستويات السكر، بالإضافة إلى أن أدوية السكري تعمل على تقليل مستوى السكر بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى حدوث انخفاض السكر وظهور أعراضه، التي تتراوح ما بين الارتجاف، والتعرق، والدوار، وقد تصل إلى الدخول في غيبوبة.

قد يتسبب أيضاً البدء الإفطار بارتفاع السكر في الدم (بالإنجليزية: Hyperglycemia)، والذي عادة ما يحصل نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر، مثل الكربوهيدرات. قد يحدث ارتفاع في مستوى سكر الدم أيضاً عند مرضى النوع الأول من مرض السكري، مما ينتج عنه زيادة في تراكم الكيتونات، الأمر الذي قد يؤدي إلى تطور حالة خطيرة تعرف بالحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic ketoacidosis)، وتتضمن أعراض ارتفاع سكر الدم الشعور بالعطش الشديد، وكثرة التبول، والتعب الشديد، وغيرها.

التغير في النظام الغذائي خلال الصيام

يختلف النظام الغذائي وعادات الطعام خلال أيام الصيام عن الأيام العادية، إلا أنّه من الضروري للجميع، بما فيهم مرضى السكري، الحفاظ على نظام غذائي متزن يحتوي على جميع أنواع الأغذية مع الحرص على عدم الإفراط في تناول الطعام.
ينصح مرضى السكري باختيار الأطعمة بطيئة الامتصاص، والتي تمتلك مؤشر سكري (بالإنجليزية: Glycemic index) منخفض وقت السحور، الأمر الذي يساعد على الشعور بالشبع، والحفاظ على مستوى سكر الدم طيلة فترة الصيام، بالإضافة إلى تناول الخضروات والفواكه.

عند الإفطار، ينصح بتناول كميات صغيرة من الأطعمة التي تحتوي على السكريات والدهون، حيث أنّ الإفراط في تناولها يؤدي إلى زيادة الوزن، كما ينصح بالتقليل من استعمال الزيوت والأطعمة المقلية، واللجوء إلى شي الأطعمة، أو خبزها، أو اللجوء إلى القلي الجاف دون استعمال الزيوت، مع الحرص على شرب الكثير من الماء والسوائل الخالية من السكر والكافيين لتجنب الجفاف.

نصائح عامة لمرضى السكري خلال الصيام

قد تشعر أنك يمكنك أداء شعائر الصيام دون مشاكل، لكن كمصاب بمرض السكري ينبغي عليك توخي الحذر وأخذ حالتك الصحية بعين الاعتبار، لذلك إليك بعض النصائح لمساعدتك على الصيام:

  • استشر طبيبك قبل الصيام، حيث قد ينصح الطبيب بعدم الصيام في حال كنت تعاني من النوع الأول من السكري، أو مشاكل ومضاعفات صحية أخرى ناتجة عن مرض السكري مثل الحماض الكيتوني السكري، أو في حال كنت قد عانيت من انخفاض سكر الدم خلال الصيام سابقاً، أو تكرر حدوث ذلك خلال الأشهر الثلاث السابقة ، كما قد يُنصح بعض العاملين في المجالات التي تتطلب القيام بمجهود بدني كبير بعدم الصيام.
    أيضاً فإنّ مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفات المرض مثل مشاكل العيون، أو مشاكل في الكلى، أو مشاكل في القلب لا ينصحون بالصيام، بالإضافة إلى أنّ كبار السن، والنساء الحوامل، والأطفال الصغار المصابين بمرض السكري قد لا يستطيعون الصيام.
    أيضاً قد يتطلب الصيام عمل تغيرات في جرع الانسولين، أو أدوية السكري الأخرى، سواءً كان ذلك بعددها، أو وقتها، أو مقدارها.
  • استمر بتفحص مستوى السكر في الدم أثناء الصيام، حيث أن التفحص المستمر يقلل من خطر حدوث انخفاض أو ارتفاع في مستوى سكر الدم، ويساعد على التحكم به، حيث ينصح بتفحص سكر الدم بشكل أكثر من المعتاد.
  • راقب علامات انخفاض السكر، في حال بدأت تشعر بالارتعاش، أو التعرق، أو الارتباك فإنّ ذلك قد يشير إلى أنّ مستوى سكر الدم لديك منخفض جداً، وعليك التوقف عن الصيام فوراً، ومعالجة هذا الانخفاض بالشكل الذي تعالجه به عادةً، مثل تناول المشروبات السكرية، متبوعة بوجبة طعام متزنة بعد عودة السكر إلى مستوياته الطبيعية.
    أيضاً في حال نزول قراءة سكر الدم عن 70 ملجم/ دل فإن ذلك يدل على انخفاض سكر الدم، ويستوجب التوقف عن الصيام ومعالجة هذا الانخفاض.
  • توقف عن الصيام في حال ارتفاع سكر الدم بشكل كبير، حيث أنّ وصول قراءة سكر الدم إلى 300 ملجم/ دل أو أكثر هو مؤشر على ارتفاع مستوى سكر الدم، وعلى الحاجة إلى تعديل هذا المستوى باستعمال الانسولين.
  • تجنب ممارسة التمارين العنيفة أثناء الصيام، وأبقِ معك مشروب سكري، أو قطعة من الحلوى عند ممارستك للتمارين، أو أدائك للأعمال الشاقة أثناء الصيام، في حال شعرت بانخفاض في مستوى سكر الدم لديك.
  • حافظ على اتزان الوجبات التي تتناولها عند الإفطار والسحور، كما يمكنك اللجوء إلى أخصائي التغذية للحصول على نظام غذائي يتناسب مع وضعك الصحي.
  • تجنب النوم في الفترة التي تسبق موعد الإفطار خلال الأيام الأولى من الصيام، حيث تزيد فرصة انخفاض سكر الدم في هذه الفترة، مما يزيد من خطورة دخولك في غيبوبة وعدم ملاحظة الآخرين لذلك لاعتقادهم بأنك نائم.
  • حافظ على رطوبة جسمك، حيث أن مرض السكري يزيد من خطر الجفاف، الأمر الذي يجعل التحكم بمستوى السكر أكثر صعوبة، لذلك ينبغي الحرص على شرب كميات وافرة من الماء، والمشروبات الخالية من السكر قبل البدء بالصيام. أيضاً ينبغي الانتباه إلى أعراض الجفاف مثل خروج البول غامق اللون، والصداع، والتقيؤ، والغثيان، الأمر الذي يستوجب التوقف عن الصيام.
اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً