شنت روسيا، فجر الأحد 28 سبتمبر 2025، هجوماً جوياً واسع النطاق على العاصمة الأوكرانية كييف ومناطق أخرى، مستخدمة مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ، في واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء الحرب في فبراير 2022، بحسب ما أكدته مصادر رسمية ومراقبون ميدانيون.
الهجوم بدأ ليل السبت – الأحد واستمر حتى ساعات الصباح الأولى، حيث أُطلقت صافرات الإنذار في كييف بينما حلّقت الطائرات المسيّرة في سماء العاصمة، وسمعت أصوات الدفاعات الجوية تتصدى لها لساعات.
وأفادت إدارة العاصمة بتفعيل الإنذارات الجوية وتحذير السكان من البقاء في منازلهم أو التوجه إلى الملاجئ ومحطات المترو التي تحولت مجددًا إلى ملاجئ للطوارئ.
في هذا السياق، قال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن المدينة “تتعرض لهجوم ضخم”، مشيرًا إلى وقوع إصابات نقلت إلى المستشفيات. وأكد على استمرار الهجمات باستخدام المسيّرات والصواريخ في عدة أحياء بالعاصمة.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا إن الهجوم تسبب في سقوط عدد من الضحايا المدنيين وتدمير مبانٍ سكنية. وأضاف عبر منصة “إكس”: “شنت روسيا هجوماً جوياً مكثفاً جديداً على المدن الأوكرانية بينما كان السكان نائمين. ومرة أخرى، تسببت مئات المسيّرات والصواريخ في دمار كبير وضحايا مدنيين”.
وفي منطقة زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا، أكد الحاكم المحلي وقوع ضربات روسية تسببت بإصابة ما لا يقل عن أربعة أشخاص.
كما أكد أندري يرماك، رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، أن الهجوم استهدف بشكل مباشر البنية التحتية والمباني السكنية، واصفًا الضربات بأنها “حرب ضد المدنيين”، مطالباً برد دولي حازم وتشديد العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا.
حالة تأهب في بولندا وإغلاق جزئي للمجال الجوي
الضربات الروسية أثارت استنفارًا في بولندا المجاورة، التي أعلنت عبر قواتها المسلحة أنها نشرت مقاتلات في أجوائها ووضعت أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى. كما تم إغلاق المجال الجوي مؤقتًا في منطقتي لوبلين وزيسوف القريبتين من الحدود الأوكرانية.
وأعلنت القوات المسلحة البولندية، رفع مستوى التأهب الجوي في البلاد وإطلاق مقاتلات بولندية وحليفة، على خلفية تصاعد الأنشطة الجوية الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، والتي شملت شنّ ضربات جوية مكثفة.
وجاء في بيان رسمي نشرته القيادة التشغيلية للقوات المسلحة البولندية عبر منصة “إكس”: “انتباه.. بسبب الأنشطة الجوية الروسية التي تشن ضربات داخل الأراضي الأوكرانية، تحلّق طائرات بولندية وحليفة في مجالنا الجوي”.
وأكد البيان أن قائد العمليات اتخذ قراراً بتنشيط “جميع القوى والوسائل المتاحة”، وفقاً للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، لضمان الجاهزية الدفاعية وتعزيز مراقبة المجال الجوي.
الهجوم يأتي في وقت حساس تشهده جبهات القتال، حيث تواصل روسيا تكثيف ضرباتها الجوية ضد أوكرانيا في محاولة للضغط على القوات الأوكرانية واستنزاف الدفاعات الجوية، بينما تسعى كييف للحصول على دعم عسكري إضافي من حلفائها الغربيين لمواجهة هذا التصعيد.
من جهتها، تؤكد موسكو أن هجماتها تستهدف “مواقع عسكرية وبنى تحتية حيوية”، لكن الصور والمشاهد من المدن الأوكرانية تشير إلى أن الضربات كثيراً ما تطال مناطق سكنية ومدنيين.
زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا أنظمة “باتريوت” الدفاعية من إسرائيل
أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، اليوم السبت، ولأول مرة، أن أوكرانيا استلمت منظومة صواريخ “باتريوت” المضادة للطائرات من إسرائيل، مؤكداً أنها “باتت قيد الاستخدام”.
وأوضح زيلينسكي أن المنظومة الإسرائيلية تعمل في أوكرانيا منذ شهر، مشيراً إلى أن كييف ستتسلم بطاريتين إضافيتين هذا الخريف لتعزيز قدراتها الدفاعية.
جاء هذا الإعلان بعد أشهر من تصريح مفاجئ للسفير الإسرائيلي السابق لدى أوكرانيا، مايكل برودسكي، في يونيو الماضي، الذي أكد نقل إسرائيل لأنظمة دفاع جوي إلى كييف كانت قد استلمتها من الولايات المتحدة في أوائل التسعينيات.
وسبق أن نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقديم هذه المساعدات، قبل أن يؤكد زيلينسكي رسميًا صحتها.
وأشارت تقارير إعلامية، بينها تقرير فاينانشال تايمز، إلى وجود مناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأوكرانيا بشأن نقل بطاريات “باتريوت” لتعزيز الدفاعات الأوكرانية ضد الهجمات الروسية.
كما أعلن زيلينسكي أن كييف مستعدة لإبرام اتفاقيات منفصلة لأنواع معينة من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، إلى جانب الاتفاقية القائمة مع الولايات المتحدة لشراء أسلحة بقيمة 90 مليار دولار.






اترك تعليقاً