كشفت صحيفة واشنطن بوست، تفاصيل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكوّنة من 21 بنداً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتشمل نشر قوة استقرار دولية مؤقتة داخل القطاع، نزع السلاح عن حركة حماس، وإطلاق برنامج لإعادة الإعمار تلتهب تسميته بـ”خطة تنمية ترامب”، مع ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية إقامة دولة فلسطينية في مرحلة لاحقة.
وتبدأ الخطة بوقف فوري وشامل لجميع العمليات العسكرية وتجميد الوضع على الأرض، ثم تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 48 ساعة — والعدد المشار إليه في المسودة 20 رهينة — وتسليم جثامين أكثر من 20 إسرائيلياً يعتقد أنهم قتلى.
وتعتبر واشنطن بوست أن وقف إطلاق النار الأولي وإخلاء الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية هي البنود الوحيدة ذات تسلسل تنفيذ واضح في النص المسرب، بينما تفتقر بقية البنود إلى تفاصيل زمنية أو آليات تنفيذ محدّدة.
وتنص البنود الأساسية على ما يلي:
- تدمير جميع الأسلحة الهجومية لحركة حماس ونزع قدراتها العسكرية الهجومية.
- منح عفو لمن يقرر الانضمام إلى “عملية السلام” وتسهيل سفر أعضاء حماس الراغبين بمغادرة غزة إلى دول خارجية.
- حظر التهجير القسري لسكان غزة مع تأكيد حق العودة لكل من يغادر، لكن النص لا يحدد أماكن إقامة السكان أثناء تنفيذ خطط إعادة الإعمار.
- إطلاق إسرائيل سراح 250 سجينا محكوما بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 1,700 موقوف من سكان غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بعد انتهاء عملية الإفراج عن جميع الأسرى. كما ينص المقترح على تبادل جثث بمعدل إطلاق جثث 15 من سكان غزة مقابل كل جثة إسرائيلي يتم تسليمها.
- إدخال المساعدات الإنسانية كاملةً فور قبول الاتفاق، وشمل ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)، إعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وإدخال معدات إزالة الأنقاض وفتح الطرق. الخطة لا توضح جهة التمويل أو الجهة المنفذة لهذه الأعمال.
- توجيه إدخال المساعدات وتوزيعها دون تدخل أي من الطرفين عبر الأمم المتحدة ووكالاتها ومؤسسات دولية أخرى تُمنع من أي ارتباط بالأطراف المحلية.
- إنشاء حكومة انتقالية مؤقتة لإدارة الخدمات العامة اليومية في غزة، تتألف من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، على أن تشرف عليها هيئة دولية جديدة تؤسسها الولايات المتحدة بالتشاور مع شركاءها الدوليين، فيما تستمر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بإجراءات الإصلاح الداخلية لتصبح مؤهلة لاحقاً لتولي إدارة غزة.
- تشكيل قوة استقرار دولية مؤقتة يشترك في إنشائها الولايات المتحدة مع شركاء عرب ودوليين، تختص بالإشراف الأمني على غزة أثناء تدريب القوات الفلسطينية، وتسلم إسرائيل تدريجياً المناطق التي تحتلها هناك.
وأشارت مصادر أطلعت عليها الصحيفة إلى أن بعض عناصر الخطة قد تواجه رفضاً إسرائيلياً أو تطبيق عملي صعباً، خصوصاً ما يتعلق بعملية نزع السلاح داخل غزة. مع ذلك، قال مسؤول إسرائيلي إن تل أبيب توافق على مبدأ قيام حكومة مؤقتة يديرها “سكان غزة وآخرون” على نحو مشترك، وأن الضربات على مدينة غزة هدفت إلى الضغط على حماس لإقناعها بقبول الاتفاق.
ويتضمن النص بنداً تفسيرياً يشير إلى أن تنفيذ الإصلاحات التنموية والسياسية المقترحة قد يهيئ الظروف لبدء مفاوضات جادة تقود إلى إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، مع تأكيد أن الولايات المتحدة ستشجع الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين للوصول إلى رؤية سياسية للتعايش والازدهار.
وتؤكد الصحيفة أن المسودة المسربة لم تفصّل تسلسل تنفيذ بنودها الـ21 عدا ما ذكر من الوقف الأولي وإطلاق الأسرى وزيادة المساعدات الإنسانية، كما لم تحدد بدقة الجهات الممولة أو آليات الرقابة الدولية على عمليات الإعمار والإدارة المؤقتة.
إسرائيل تقبل معظم بنود خطة ترامب لغزة مع تعديلات محتملة من نتنياهو
ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن معظم بنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة تحظى بقبول إسرائيل، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لإجراء تعديلات على بعض البنود.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلاً عن مصادر إسرائيلية ومقربين من نتنياهو، إن “التقديرات تشير إلى أن معظم بنود مبادرة ترامب مقبولة لدى إسرائيل، لكن نتنياهو يريد تعديل بعض البنود”.
وأوضحت المصادر أن نتنياهو “لا يؤيد إغلاق هيئة إغاثة غزة، ومستعد للتبادل وإطلاق سراح أسرى مؤبدين، لكنه لا يريد الإفراج عن الرموز مثل مروان البرغوثي”.
الإمارات تدعو أمام الأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين وتطالب بوقف فوري للحرب في السودان
قالت وزيرة الدولة في الخارجية الإماراتية، لانا نسيبة، الأحد، إن الحل العادل والمستدام للقضية الفلسطينية يمر عبر إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، مؤكدة على أهمية تنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل إلى تحقيق السلام.
وخلال كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شددت نسيبة على أن الإمارات تواصل دورها كأكبر مانح لقطاع غزة، مشيرة إلى أن بلادها ستستمر في تقديم الدعم الإنساني والتنموي رغم ما تواجهه من قيود وعراقيل أمام وصول المساعدات.
وأضافت أن إنهاء معاناة المدنيين في غزة يتطلب التزاماً دولياً واضحاً بالمسار السياسي وبتوفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وفعال، مؤكدة أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.






اترك تعليقاً