تواصل حرائق الغابات الضخمة اجتياح منطقة ريباوت في جنوب فرنسا، مخلفة خسائر بيئية ومادية جسيمة حيث أُحرقت أكثر من 4500 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، في واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية التي تشهدها البلاد هذا العام.
وقالت مصادر من الإدارة المحلية الفرنسية، نقلاً عن الكولونيل ألكسندر جوسار، المسؤول في هيئة الدفاع المدني، إن سرعة انتشار ألسنة اللهب كانت غير مسبوقة بسبب الرياح القوية التي أججت الحريق، مما يجعل السيطرة عليه قبل حلول المساء أمراً غير مرجح.
ويشارك أكثر من 1000 رجل إطفاء في مكافحة النيران وسط ظروف صعبة نتيجة الموجة الحرارية التي تضرب المنطقة.
خلفية الحرائق في فرنسا وأوروبا
هذا وتعيش فرنسا وأجزاء واسعة من أوروبا موجة حر شديدة غير مسبوقة في عام 2025، حيث بلغت درجات الحرارة مستويات قياسية وصلت إلى 40 درجة مئوية في بعض المناطق، مما يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات وانتشارها بسرعة.
ويُعتبر هذا العام من الأسوأ منذ عقود فيما يتعلق بحرائق الغابات، التي تعزى إلى مزيج من التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة والجفاف المستمر.
هذه الحرائق لا تؤدي فقط إلى خسائر بيئية كبيرة من حيث تدمير التنوع البيولوجي والغابات، بل تؤثر أيضًا على الاقتصاد المحلي، خصوصًا في المناطق الزراعية التي تعتمد على الأراضي المحترقة، كما تهدد سلامة السكان، حيث أُجلي عدد من السكان القريبين من مناطق الحريق كإجراء احترازي.
تحديات المواجهة وآفاق السيطرة
رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإطفاء، يواجه رجال الإطفاء تحديات عديدة من بينها الرياح المتقلبة وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق الجبلية النائية.
وأطلقت السلطات الفرنسية نداءات تحذيرية للسكان بضرورة الالتزام بتعليمات السلامة وتجنب الاقتراب من مناطق الحريق، كما تم تجهيز مراكز إيواء مؤقتة للمتضررين.
وفي الوقت ذاته، يعكف الخبراء على دراسة أسباب زيادة وتيرة هذه الحرائق ومدى ارتباطها بالتغير المناخي العالمي، حيث تتكرر موجات الحر والجفاف بشكل متزايد، مما يعرض مناطق واسعة لخطر الحريق مستقبلاً.
ويأتي هذا الحريق في وقت تشهد فيه فرنسا وأوروبا موجات حر وجفاف متكررة تزيد من هشاشة البيئة وتدفع بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة لمواجهة الكوارث الطبيعية المتزايدة.






اترك تعليقاً