رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن السياسات التجارية التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعلى رأسها الرسوم الجمركية المرتفعة، شكّلت “هدية ثمينة” للرئيس الصيني شي جين بينغ، وساهمت في تقويض مصداقية الولايات المتحدة أمام حلفائها.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن هذه الرسوم لم تقتصر أضرارها على الاقتصاد الأمريكي الداخلي، بل امتدت لتضعف الثقة العالمية في التزامات واشنطن تجاه حلفائها، وفتحت الباب أمام بكين لتعزيز نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي.
وأضاف التقرير أن واشنطن، بتخليها عن دورها القيادي في الاقتصاد العالمي، تمنح الصين فرصة لتقديم نفسها كبديل أكثر استقراراً وموثوقية، ما يدفع بعض حلفاء الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في علاقاتهم التجارية معها.
وحذّرت الصحيفة من أن “الصدمة الجمركية” التي تسبب بها ترامب قد تُفشل مساعيه للعودة إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية، مشيرة إلى أن ناخبيه منحوه الثقة سابقًا بناءً على مؤشرات أداء اقتصادي قوي، إلا أن نهجه المتشدد في السياسة التجارية بات يهدد هذه المكتسبات.
وتطرقت الصحيفة إلى تفاصيل التصعيد الجمركي، مشيرة إلى أن ترامب فرض رسوماً بنسبة 34% على الواردات الصينية، أضيفت إلى رسوم سابقة بلغت 20%، ما دفع بكين للرد بالمثل. وتفاقم الأمر لاحقاً، حيث ارتفعت الرسوم الأمريكية إلى 125%، قبل أن يعلن البيت الأبيض أن النسبة الإجمالية بلغت 145% عند احتساب رسوم إضافية مرتبطة باتهامات للصين بعدم مكافحة الفنتانيل.
وفي المقابل، ردت بكين بوصف هذه السياسات بأنها “أنانية ولا تليق بدولة عظمى”، بحسب ما نقل عن المندوب الصيني في الأمم المتحدة، تشين شو.
من جهتها، حذّرت وكالة بلومبرغ من تداعيات اقتصادية محتملة على السوق الأمريكية، حيث قد تؤدي هذه الرسوم المرتفعة إلى نقص في السلع المستوردة، لا سيما مع بدء فترة الاستعدادات لمواسم العودة إلى المدارس وأعياد نهاية العام.
اترك تعليقاً