يوم جديد ليس كالذي مضى

يوم جديد ليس كالذي مضى

يوم جديد ليس كالذي مضى، آمل أن يكون أفضل منه، وكذلك الأيام التي تليه، أن ننتقل إلى الأفضل دائما، أن نقرر الخير بالصبر والشكر لله في كل الأحوال، وإرادة الخير لأنفسنا وللغير، أن يسود الخير على أنفسنا وأوطاننا، ليصبح الخير سيد الموقف، وعندما يسود الخير بذواتنا يسود بأوطاننا، هذا هو جوهر التغيير.

لقد مر الشعب الليبي بأوقات عصيبة، ثمانية أعوام عاصر فيها الخير والشر معا في آن، الأخيار والأشرار المنافع والمضار، المزايا والعيوب، الصواب والأخطاء، من العديد والعديد بالداخل والخارج، أزمات طفح فيها الشر والضرر ولكنه كالزبد يأخذ وقته ويذهب جفاء، قال تعالى : {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَال} [الرعد:17]، وقد حيكت المؤامرة ضد الشعب الليبي معلنة كانت أم غير معلنة، بأهدافها المتعارف عليها أم غير المتعارف عليها، فلا يخفى على أحد تكالب بعض الدول المعادية عليه، سرا أو جهرا كان العدوان هذا لا يعنيني، يكفي أن يعلم الجميع أنه قد تم الاعتداء عليه – الشعب الليبي – وعلى أرضه ومقدراته وثرواته الطبيعية وخيراته التي من الله بها عليه، وأحداث الثمانية أعوام وارتباطاتها بالداخل والخارج خير دليل، ولم ترضخ ليبيا بتاتا لهذا العدوان، وقد كان لليبيا أصدقاء – بعض الدول العربية والغربية – والتي لم يرضيها هذا الحال ووقفت مع ليبيا كلا على قدر استطاعته.

لا أريد سرد الأزمات التي عاصرها الشعب الليبي في هذه الثمانية أعوام فقد يطول السرد ولا يكفيها هذا المقال، إنما إيجازها أنها محنة استغلها بعض الطامعين من الخارج بمساعدة بعض العملاء من الداخل ولله حكمته في كل شيء، قال تعالى : {وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيط} [البروج:20] ، {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:64]، حكمة الله متحققة لا محالة، ومآل الشر أن يخدم الخير من حيث يدري أو لا يدري فلا يوجد شر مطلق إنما الخير مطلق والشر نسبي، وفي كل محنة منحة تأتي بالصبر والشكر لله على كل حال، هنالك يتحقق الخير.

أزمات عقائدية وفكرية أدت إلى حرب فوق حسية في عالم القناعات والأفكار، لقد كان العقل الجمعي للشعب الليبي من ضمن المستهدفين، أدت هذه الحرب فوق الحسية بطبيعة الحال إلى حرب ضروس حسية في عالم الأشخاص والأحداث بين الجيش الليبي والإرهاب والتطرف الذي تم تمويله من الخارج والداخل وقد سهلت بعض الدول دخول الإرهاب والتطرف إلى ليبيا وهذا لا يخفى على أحد، لم ترضخ ليبيا لعدوان الإرهاب والتطرف بتاتا، وبدأت تتلاشى الحرب رويدا فرويدا بانحسار الإرهاب والتطرف وانتشار الاعتدال والاتزان تدريجيا وأزمات اقتصادية وسياسية منها ما هي مفتعلة لمصالح خارجية وداخلية ومنها ما هي غير مفتعلة كانت انعكاسا للأولى بطبيعة الحال، أدت إلى تشظي سياسي واقتصادي الأمر الذي أدى أيضا إلى نشوء أزمات معيشية تمس الاحتياجات الأساسية والحياتية للمواطنين والتي قد نقول أنها بدأت في الانحسار تدريجيا، وسيتسارع انحسارها ببزوغ فجر التوافق على دستور يضمن انتخابات برلمانية ورئاسية قادمة يحقق بها الشعب مكاسبه في اختيار نوابه ورئيسه القادم، لتحقيق دولته التي طالما كان طموحا لتحقيقها.

هذا الشعب الذي أنتمي إليه تعلم الصبر، هذا ما أراه حسب وجهة نظري والله ورسوله أعلم، إن بشارة الخير مقرونة بالصبر قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155] ، وزيادة الخير مقرونة بالشكر قال تعالى : {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7]، اللهم اجعل بلدنا آمنا مستقرا وسائر بلدان العرب والمسلمين سخاء نماء رخاء بإذنك وفضلك ومشيئتك واكفنا الشر بما شئت ووفقنا اللهم إلى الاعتدال والاتزان والإتقان قناعة وفكرا وقولا وعملا وسلوكا مع أنفسنا والغير وإلى ما فيه الخير ومحبتك ومرضاتك وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين إنك وحدك قريب مجيب الدعاء وصلى الله على سيدنا محمد رحمة الله للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

علي بوخريص

كاتب ليبي

التعليقات: 1

  • عبدالحق عبدالجبار

    كل ايام ليبيا زي بعض لا يوم جديد ولا قديم …. كله امتداد لبعضه …. الا في كل مرة يكثر ضحايا يعتقدون انه يوم جديد … هذا فبراير قادم وان كان 15 او 17 والأيام بيننا … و كذلك 18 ماضي و 19 علي الابواب و 20 قادم ونحن لهم شاهدون …انهم ليبيين وأكثرهم صفاتهم معروفة و بهذه الصفات لن تبحر السفينة

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً