ذكرت وسائل إعلام غربية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس خطة استراتيجية لتقليل وجودها العسكري في منطقة “الشرق الأوسط”، تشمل إعادة توزيع الموارد الأساسية وتغيير موازين القوى داخل هرم القيادة العسكرية الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة الغربية، أن كبار المسؤولين في وزارة الحرب الأمريكية يستعدون لإعداد الخطة، التي تهدف إلى تقليص عدد المقرات الرئيسية للجيش الأمريكي في المنطقة، مع إدخال تعديلات كبيرة على قيادة القوات وإعادة توزيع النفوذ بين كبار الجنرالات، في خطوة يصفها محللون بأنها الأهم منذ عقود.
وأشار التقرير إلى أن هذه الخطة، التي يشرف عليها وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيت، ستنقل الموارد العسكرية الأساسية بعيدا عن الشرق الأوسط وأوروبا، وستؤدي إلى إعادة توجيه العمليات نحو النصف الغربي من العالم، مع التركيز على تعزيز قيادة القوات في الأمريكيتين.
وتشمل الخطة تقليص عدد الجنرالات من فئة الأربع نجوم، ووضع القيادة المركزية الأمريكية والقيادة الأوروبية والقيادة الأفريقية تحت سلطة منظمة جديدة تعرف باسم “القيادة الدولية الأمريكية”. كما من المتوقع أن يقدم رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كاين تفاصيل المقترح إلى هيغسيت خلال الأيام المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الإدارة الأمريكية لنقل الموارد بعيدا عن مناطق النزاعات التقليدية في الشرق الأوسط، وتوسيع نطاق العمليات العسكرية في نصف الكرة الغربي، مع إعادة مواءمة القيادة الجنوبية والشمالية تحت مقر جديد يعرف باسم “قيادة الأمريكيتين” (أمريكوم).
ويفترض أن يؤدي هذا التعديل إلى خفض عدد القيادات القتالية العليا من 11 إلى 8 قيادات، وتقليص عدد الجنرالات والأدميرالات من فئة 4 نجوم الذين يرفعون تقاريرهم مباشرة إلى وزير الحرب، بما يعكس تحولا كبيرا في هيكلة القيادة العسكرية الأمريكية منذ عقود.
وتمتلك الولايات المتحدة منذ عقود وجودًا عسكريًا واسعًا في الشرق الأوسط، يشمل قواعد في العراق وسوريا والسعودية وقطر والكويت، في إطار سياسات تهدف إلى الحفاظ على استقرار المنطقة وحماية مصالحها الاستراتيجية، بما في ذلك النفط وممرات التجارة الدولية.
وتأتي هذه الخطة الجديدة بعد سنوات من النزاعات الممتدة، والتوترات مع إيران، والصراعات الإقليمية التي أدت إلى عبء مالي وعسكري كبير على واشنطن، ما دفع صناع القرار إلى إعادة تقييم الأولويات العسكرية ونقل الموارد إلى مناطق أخرى مثل الأمريكيتين وأوروبا الغربية.






اترك تعليقاً