إيران تعلّق.. «ترامب» يُعيد وزارة الحرب ويُغير اسم خليج المكسيك لـ«خليج أمريكا»

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقّع، أمراً تنفيذياً يقضي بإطلاق اسم “وزارة الحرب” على وزارة الدفاع، في خطوة مثيرة للجدل تهدف، بحسب الإدارة الأميركية، إلى استعادة التسمية التاريخية للبنتاغون التي كانت قائمة بين عامي 1789 و1949.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن ترامب يسعى من خلال هذه الخطوة إلى “إبراز الطابع الهجومي للقوة العسكرية الأميركية”، معتبرة أنها تمثل “أحدث خطوة عسكرية” ضمن سياسة الرئيس الرامية إلى فرض “السلام من خلال القوة”.

وأوضح بيان رئاسي أن الأمر التنفيذي يتيح اعتماد “وزارة الحرب” اسماً ثانياً لوزارة الدفاع بشكل مبدئي، على أن يحل الاسم الجديد محل الاسم الأساسي بعد استكمال الإجراءات القانونية، بما في ذلك موافقة الكونغرس، وبموجب المرسوم، يُمنح وزير الدفاع صلاحيات مباشرة لاتخاذ الخطوات التنفيذية اللازمة للتغيير النهائي.

وخلال مراسم التوقيع في البيت الأبيض، ظهر ترامب إلى جانب وزير “الحرب” بيت هيغسيث، الذي اعتبر أن التغيير “يتجاوز المسألة الرمزية إلى إعادة إحياء روح المحارب داخل المؤسسة العسكرية”، ونشر هيغسيث لاحقاً مقطع فيديو يظهر لوحة جديدة تحمل لقب “وزير الحرب” على باب مكتبه في البنتاغون.

وقال وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة ستتبع نهجًا أكثر عدوانية في كسب الحروب، معتمدة على “أقصى درجات الفتك”، وذلك عقب تغيير اسم وزارة الدفاع رسميًا إلى وزارة الحرب.

وأوضح هيغسيث خلال كلمة في البيت الأبيض، حيث وقع الرئيس دونالد ترامب الأمر التنفيذي بشأن إعادة التسمية، أن وزارة الحرب ستقاتل بحسم وتهدف إلى الفوز، لا مجرد تجنب الخسارة، مشيراً إلى أن السياسة الجديدة ستعتمد الهجوم بدل الدفاع فقط.

وأضاف أن الوزارة ستلجأ إلى “أقصى درجات الفتك، لا الشرعية الفاترة”، وإلى “تأثير عنيف، لا إجراءات صحيحة سياسيًا”، معتبراً أن ذلك سيؤسس لـ”أمة جديدة من المحاربين، لا مجرد المدافعين”.

إلى ذلك، كشف تقرير صحيفة “بوليتيكو” أن البيت الأبيض يسعى لتفادي التصويت في الكونغرس بشأن إعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية إلى “وزارة الحرب”.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصدر مطلع، إن تغيير الاسم رسميًا يتطلب غالبًا موافقة الكونغرس، لكن الإدارة الأمريكية تبحث عن طرق لتفادي هذا التصويت لتسريع القرار.

وأضاف التقرير أن مسؤولين في البنتاغون أبدوا غضبهم وإحباطهم من إعادة التسمية، مشيرين إلى أن القرار قد يكلف مليارات الدولارات بسبب الحاجة لتغيير الرموز والشعارات واللافتات في أكثر من 700 ألف موقع داخل الولايات المتحدة وخارجها في 40 دولة.

كما أعرب البنتاغون عن مخاوفه من أن تغيير الاسم لن يعزز القدرات العسكرية الأمريكية، بل قد يُستخدم من قبل الخصوم لتسليط الضوء على الطموحات العسكرية للولايات المتحدة.

وأثارت الخطوة جدلاً داخلياً وخارجياً، إذ يرى مؤيدوها أنها تعكس قوة الردع الأميركية ورسالة “النصر” للعالم، بينما اعتبر معارضون، خصوصاً من الديمقراطيين، أنها “مناورة سياسية باهظة الكلفة”، حيث تشير تقديرات إعلامية إلى أن عملية التغيير قد تتجاوز مليار دولار.

وتأتي التسمية الجديدة ضمن توجه أوسع لترامب في ولايته الثانية لإبراز القوة العسكرية، من خلال تعزيز الانتشار الأميركي في مناطق حساسة مثل البحر الكاريبي، وشن ضربات على أهداف إيرانية، ونشر الحرس الوطني في الداخل، غير أن هذه الخطوة قد تتعارض مع سعيه للحصول على جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها، بعد أن أعلن أنه ساهم في إنهاء “سبعة صراعات” عالمية.

وبهذا القرار، يعيد ترامب جدلاً قديماً حول فلسفة القوة الأميركية، بين من يرى أن “وزارة الدفاع” تمثل سياسة ردع وحماية، ومن يعتقد أن “وزارة الحرب” تعكس الوجه الحقيقي للنفوذ الأميركي في العالم.

إيران تعلق على قرار ترامب: “البنتاغون كان دائمًا وزارة حرب”

علّقت إيران، على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغيير اسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إلى “وزارة الحرب”، معتبرة أن هذا التغيير يعكس واقعاً طالما وصفته به منذ فترات طويلة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي: “لقد اعترفوا بأمر واقع. نحن منذ فترات طويلة كنا نطلق في أدبياتنا الإعلامية على وزارة الدفاع الأمريكية اسم وزارة الحرب، لأن ممارساتها تعكس هذا الوصف”.

وأضاف: “ما جرى ليس إلا التعبير عن حقيقة قائمة، إذ إن هذه المؤسسة كانت على الدوام في حالة حرب مع الآخرين”.

ترامب يحتفل بتبني شركة دلتا تسمية “خليج أمريكا” تنفيذًا لأمره التنفيذي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن شركة الطيران “دلتا” أدرجت تعديلات على كتيباتها الرسمية، شملت استبدال تسمية “خليج المكسيك” بـ”خليج أمريكا”، وذلك التزامًا بأمره التنفيذي الذي أصدره خلال ولايته الثانية.

ونشر ترامب عبر منصته “تروث سوشال” صورة لوثيقة رسمية من دليل الملاحة الجوية لشركة دلتا، تظهر التعديلات التي تضمنت إعادة تسمية الخليج إلى “خليج أمريكا”، وكذلك إعادة استخدام مصطلح “إشعار للطيارين” بدلاً من “إشعار للبعثات الجوية”، في إشارة إلى إلغاء تغييرات سابقة اعتبرتها بعض الجهات “عنصرية”.

علق ترامب على المذكرة بالقول: “الليبراليون اعتبروا أن عبارة إشعار للطيارين تحمل طابعًا عنصريًا، فغيّروها إلى إشعار للبعثات الجوية، والآن دلتا أعادتها إلى إشعار للطيارين”. وأضاف: “أعتقد أنهم أخيرًا بدأوا يتبنون شعار (MAGA) اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا”.

من جهتها، أوضحت شركة دلتا أن هذه التغييرات جاءت تنفيذاً لتعليمات إدارة الطيران الفيدرالية.

وأشار التقرير إلى أن تطبيق خرائط “غوغل مابس” اعتمد التسمية الجديدة “خليج أمريكا” داخل الولايات المتحدة فقط، في حين لا تزال التسمية القديمة “خليج المكسيك” مستخدمة في المكسيك.

تجدر الإشارة إلى أن الأمر التنفيذي الخاص بإعادة تسمية “خليج المكسيك” إلى “خليج أمريكا” بدأ العمل به مع بداية ولاية ترامب الثانية، وتمت المصادقة عليه لاحقًا من قبل مجلس النواب.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً