أونروا: غزة تواجه كارثة «غير مسبوقة».. ماذا يخطط ترامب؟

قال المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، اليوم الخميس، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، محذّرًا من أن إسرائيل تحوّل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة عبر عرقلة دخول المساعدات وتقييد العمل الإنساني.

وأوضح أبو حسنة أن الاحتلال يمنع دخول آلاف الشاحنات المحمّلة بالخيام والمواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، رغم بقاء هذه الشاحنات على المعابر منذ أسابيع، مشيرًا إلى أن الوكالة تمتلك مساعدات تكفي لثلاثة أشهر، لكن إدخالها يُرفض بشكل منهجي، ما يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية.

وأشار إلى أن اقتحام مقر الأونروا في القدس ومصادرة معداتها وإنزال علم الأمم المتحدة يمثل تصعيدًا خطيرًا يعطل القدرة على تقديم الإغاثة، لافتًا إلى أن ما يحدث في غزة هو “تسونامي إنساني” يفوق قدرات الوكالات الدولية، خصوصًا مع استمرار نقص الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.

وأضاف أن العاصفة الجوية الأخيرة كشفت هشاشة أوضاع مئات آلاف النازحين داخل مراكز الإيواء وفي محيطها، حيث تضررت أكثر من 125 ألف خيمة، وفقد نحو 288 ألف أسرة مأواها الفعلي، كما أدت الأمطار إلى غمر العديد من مخيمات النزوح، ما تسبب في خسائر واسعة، بينها وفاة رضيعة في خان يونس نتيجة البرد وسوء ظروف الإيواء.

وفي ظل تعطل عدة نقاط طبية متنقلة وتضرر مرافق أساسية، حذّرت بلدية غزة وجهات إغاثية من تفاقم المخاطر الإنسانية نتيجة تداخل الكارثة المناخية مع الدمار الواسع الذي أصاب البنية التحتية خلال الحرب.

وأشار أبو حسنة إلى أن البيانات الموثّقة تظهر أن غزة استقبلت 14,534 شاحنة فقط خلال 62 يومًا، أي بمعدل يومي لا يتجاوز 234 شاحنة، من أصل 37,200 شاحنة كان يفترض دخولها وفق اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن الاحتلال يتبع سياسة حصار ممنهج تشمل تقليص الكميات، ومنع أصناف أساسية، وإبطاء عمليات الفحص، ما يعيق استقرار الوضع الإنساني، داعيًا إلى فتح تحقيق دولي مستقل حول آلية التعامل مع المساعدات.

ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة

كشف موقع “أكسيوس”، الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة.

وأفاد مسؤولان إسرائيليان لموقع “أكسيوس” أن سفير واشنطن في الأمم المتحدة مايك والتز، الذي زار إسرائيل هذا الأسبوع، أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بأن إدارة ترامب ستتولى قيادة قوة الأمن الخاصة في غزة من خلال تعيين لواء أميركي برتبة نجمتين قائداً لها.

وأوضح أحد المسؤولين الإسرائيليين أن والتز أشار إلى أنه يعرف الجنرال شخصياً وأكد أنه يتمتع بجديّة عالية في عمله.

وأكد مسؤولان أميركيان أن الخطة تتضمن بالفعل تعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية، بينما أشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أنه لم تُتخذ أي قرارات نهائية أو تُعلن بعد.

ويشير موقع “أكسيوس” إلى أن تعيين جنرال أميركي سيزيد من مسؤولية الولايات المتحدة في تأمين وإعادة إعمار غزة، ما قد يحوّل القطاع إلى أكبر مشروع سياسي-مدني-عسكري أميركي في الشرق الأوسط منذ أكثر من عقدين.

وتفاصيل المشروع تشمل إنشاء الولايات المتحدة مقراً مدنياً-عسكرياً في إسرائيل لمراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق المساعدات الإنسانية، وقيادة جهود التخطيط لإعادة إعمار غزة.

ومن المتوقع أن يرأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجلس السلام في القطاع، وسيكون كبار مستشاريه أعضاء في مجلس تنفيذي دولي، بينما ستتولى الولايات المتحدة قيادة قوات الأمن دون وجود عسكري أميركي على الأراضي في غزة.

مصر تؤكد رفض تهجير الفلسطينيين وتدعو لدعم قوة الاستقرار الدولية في غزة

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الخميس، على الرفض القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية والديموغرافية لقطاع غزة.

وجرى ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه عبد العاطي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تناول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الدولية لدعم مسار التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق الاستقرار في الضفة الغربية، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية تميم خلاف.

وأشار البيان إلى أن عبد العاطي استعرض الجهود المصرية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على ضرورة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، مع تناول المشاورات الجارية لنشر قوة الاستقرار الدولية.

كما شدد وزير الخارجية المصري على أهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مؤكداً العمل المشترك لزيادة حجم المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات القطاع، وحرص مصر على مواصلة التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وحذر عبد العاطي من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية، في ظل تصاعد العنف من قبل المستوطنين واستمرار سياسات مصادرة الأراضي، مؤكداً أن هذا النهج يفاقم التوتر ويفرض مسؤولية عاجلة على المجتمع الدولي للتدخل الفوري لمنع تدهور الأوضاع على الأرض.

وشدد الوزير المصري على الدور الحيوي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في دعم اللاجئين، مؤكداً أن هذا الدور غير قابل للاستبدال، مثمناً قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجديد ولاية الوكالة لمدة ثلاث سنوات إضافية.

وأشار إلى تلقيه اتصالاً هاتفياً من فيليب لازاريني، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام للأونروا، تناول خلاله دور الوكالة في توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات للفلسطينيين، خاصة في هذه الظروف الدقيقة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً