رسالة عاجلة لمجلس الأمن.. إثيوبيا  تفتتح «سد النهضة» وتصدم مصر والسودان: «عليكم أن تدفعوا»

دشّنت إثيوبيا، الثلاثاء، سد النهضة الضخم على نهر النيل، في احتفال رسمي حضره عدد من القادة الأفارقة مثل رئيس كينيا وليام روتو، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، بالإضافة إلى قيادات إثيوبية ومسؤولين عسكريين ودوليين.

ويُعد سد النهضة أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 5 آلاف ميغاوات، أي ضعف ما تنتجه إثيوبيا حالياً، ويبلغ ارتفاع السد 145 متراً وعرضه 1.8 كيلومتر، مع سعة تخزينية تبلغ 74 مليار متر مكعب من المياه. ويعتبر هذا المشروع إنجازاً وطنياً عظيماً في إثيوبيا، حيث يؤكد رئيس الوزراء آبي أحمد أنه لن يضر بدول الجوار.

لكن هذه الخطوة أثارت قلق مصر والسودان بشكل كبير، إذ تعتمد مصر على نهر النيل لتلبية 97% من احتياجاتها المائية، وتعتبر سد النهضة تهديداً وجودياً لأمنها المائي، خاصة مع الفجوة الكبيرة بين مواردها المائية واحتياجاتها.

بدورها، عبرت السودان عن مخاوفها من “الإجراءات الأحادية” التي اتخذتها إثيوبيا، ورفضت سياسة فرض الأمر الواقع.

وفي خطوة دبلوماسية، وجهت مصر خطاباً رسمياً إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، تدين فيه إعلان إثيوبيا تشغيل سد النهضة، معتبرةً ذلك إجراءً أحاديًا وغير قانوني يخالف القانون الدولي ويهدد مصالح دولتي المصب (مصر والسودان).

وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على تمسك القاهرة بحقوقها المائية وعدم التنازل عنها، مشدداً على ضرورة تطبيق قواعد القانون الدولي وحق مصر في اتخاذ كافة الإجراءات لحماية مصالح شعبها.

من جهته، صدم مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، مصر والسودان بتصريحاته التي طالب فيها الدولتين بتحمل نصف تكلفة بناء السد، مستنداً إلى الفوائد المشتركة التي ستجنيها كلا الدولتين من تنظيم تدفق المياه، والحد من الفيضانات السنوية في السودان، وتحسين الري الزراعي، مع التأكيد على أن الملء النهائي لخزان السد سيستمر رغم المخاوف المحتملة.

ووسط هذه التوترات، شهدت إثيوبيا احتفالات شعبية واسعة في العاصمة أديس أبابا ومناطق قرب السد، تعبيراً عن الفخر الوطني بعد سنوات من الجهد لتحقيق هذا المشروع الاستراتيجي.

في المقابل، رفضت مصر الدعوة الإثيوبية لحضور الافتتاح الرسمي للسد، وأكدت أن هذه الخطوة تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، فيما حذر السودان من تهديدات محتملة لسدوده، خصوصاً سد روزيرص، مع توقع نقص في تدفق المياه يصل إلى 25% في مواسم الجفاف.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً