إسرائيل خسرت حربها على تويتر أيضاً

جندي إسرائيلي يلقي نظرة على صفحة الفيسبوك للجيش الإسرائيلي

وفي وقت كانت شاشات «الجزيرة» و«العربيّة» و«الميادين» تتوحّد، على نقل مشاهد الفرح في شوارع غزة، وتحكي عن وجه نتنياهو المكفهّر بعد التهدئة، كان المتخصصون في الميديا يحصون خسائر «جيش الدفاع» كما يسمّونه، على حلبة «الميديا الجديدة». عبارة «هزيمة» لم تستخــدمها قناة «المنار» فقط، بل المواقع الإسرائيليّة أيضاً. الإحباط تبلور بالأمـس، لكنّه بدأ يتشــكّل منذ الأسبوع الماضي. وقرأنا قبل يومين مقـالةً على مدوّنة +972 الإسرائيليّة، تتحدّث عن «أوّل خسارة إسرائيليّة للحرب… على تويتر». وقالت كاتبة المقالة إنّ «الحكومة الإسرائيليّة وجيش الدفاع، لم يقوما بعمل جيّد للحفاظ على صورة إسرائيل، خصوصاً على الإنترنت». وأضافت إنّ «هذا أمر مثير للسخرية، خصــوصاً بعد كلّ الجهود التي استهلكها جيش الدفاع على تويتر ويوتيوب منذ بدء هذه العمليّة العسكريّة».

ما قام به جيش الاحتلال، كان التأسيس لجبهة افتراضيّة فعلية، بين «فايسبوك» و«تويتر»، «يوتيوب» وحتى «فليكر». ولكن، يبدو أنّ الناشطين الفلسطينيين نجحوا باكتساح ساحات الميديا البديلة، بشكل أكثر فعالية من الجيش الإسرائيلي. ففي وقت كان أفيخاي أدرعي يتفوّق على نفسه في ابتكار حجج هزيلة، كان الجيش الإسرائيلي «يدعمه» بصور وأشرطة يتمّ بثّها عبر الشبكة، «لتوعية العالم على خطر حماس». لكنّ تلك الأشرطة كانت «صعبة الفهم وغير فعّالة»، بحسب مدوّنة +972 الإسرائيليّة.

المفارقة الأكبر رصدتها صحيفة «واشنطن بوست» من خلال تتبّع الأرقام التي نشرها «تويتر»، خلال أيام العدوان. إذ كانت كلمتا «حماس» و«غزّة» من بين أكثر الكلمات استخداماً على موقع التدوينات القصيرة، ليس عربياً فقط، بل عالمياً أيضاً. وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، فإنّ مفاتيح التاغ التي أطلقها الداعمون لغزّة تفوّقت بـ 150 مرّة على تلك التي أطلقها جيش العدوّ. هذا الأخير أطلق تاغ «عمود السحاب»، فتمّ استخدامه 808 مرات فقط، بعد ساعات على إطلاقه. في حين استخدم مفتاح «غزّة تحت العدوان» أكثر من 120 ألف مرّة في المدّة ذاتها. وكان لافتاً بحسب تقرير «واشنطن بوست» كان استخدام التاغ المناصر لغزّة باللغة التركيّة بكثافة.

«الناطق باسم جيش الدفاع» هو اسم الحساب الرسمي الذي فعّله العدو خلال الحرب، ويصل عدد تابعيه على تويتر إلى أكثر من 71 ألف تابع.. في حين لا يتعدّى تابعو حساب «حماس» عشرين ألفاً. كما أنّ الجهد الذي بذل على تويتر من قبل العدوّ كلّف أموالاً باهظة بين تصميم لملصقات وأشرطة فيديو، في حين أنّ رأسمال حملة المقاومة الفلسطينيّة كلّها لم يزد ربّما عن زرّ «ريتويت» لتغريدة تحمل تاغ «غزّة تحت العدوان».

الظاهرة تثير أسئلة كثيرة، قد تحتاج لتحليل أعمق يتراكم مع مرور الوقت. لكنّ الأكيد أنّ الشباب العربي الذي نشط على «تويتر» و«فايسبوك» للتغيير والدعوة للتظاهر والحريّة والعدالة، لن يصعب عليه تكرار الأمر في فلسطين.. هنا، بدا قادراً على طرد إسرائيل نهائياً تقريباً، عن عالم «تويتر».

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً