إلى أين سيأخدنا السراج ؟

إلى أين سيأخدنا السراج ؟

السيد السراج أتى من بيئة مسالمة لاتعرف الخصومة ولاتحب المشاكل بيئة خطابها العام البناء ومواكبة الحضارة …وسط مترف ومنعزل …بالمقابل السراج شخصية غير مثقفة حسب واقعه فلا يمكننا تصور وجود ثقافة قيادية سياسية لديه حيث وعيه الشخصي يسيطر عليه الوسط الذي يشتغل فيه وهو الوسط الهندسي وهو لايحتاج للبعد الثقافي …عمل ذهني ليس بعقلي ولا فكري ..ايضا لم يعرف عنه أي نشاط سياسي سابق من هنا يمكننا القول ان  مجيئه لايعني السياسة الا بما يحقق الطمأنة …..الخشية من هكذا شخصية انها لن تكون شخصية مهمومة بالبحث عن الحقائق بل ستلجأ الى الاسهل وحتما ما هو جاهز…انما هناك سيرورة الذهاب والاياب تفعل فعلها في احيانا كثيرة وفوق المتوقع …اي قد يكون السراج الشخصية الفلتة التي تنتهز الفرصة وقد دقت بابه فيقيم دولته متسلحا بقوة الجديد فيضع بصمته مدهشا الجميع بسرعة تجاوبه مع المتطلبات …الشعب الليبي سهّل عليه الامر كثيرا وبين له الخطوط العريضة لما يمكن عمله لاجل ليبيا الحبيبة   والتي لاتتعدى لقمة العيش …لقمة تتطلب بالضرورة استقرارا وأمنا وعدالة …حياته المهنية السابقة لاشك ستلقي بظلالها عليه وبالتالي هو مطالب برياضات فكرية وعقلية كي يحوز على القدرات التي تمكنه من المناورة مع خصومه الالداء المتربصين به والذين لهم حساباتهم الخاصة وارتباطاتهم وعهودهم التي قطعوها لاولئك الذين يقفون خلفهم واعني الجالسين بجواره القابعين معه.. اعضاء مجلسه الرئاسي…اي انه في جحر الضباع .

الانتماء الاستقراطي لسيادته هو من قذف به الى هذا المعترك .. اختيار حصيف لم يأتي هكذا صدفة بل خضع لقراءة مستفيضة بتأثير اللوبي الطرابلسي الذي باشر الاستيقاظ من سباته وان بدأ حقيقة قبل 17فبراير اذ شارك هذا اللوبي وبقوة في حل مشكلة لوكربي وكان له الفضل في طي صفحتها … الاستيقاظ الاكبر لهذا اللوبي  كان بعد 17 فبراير 2011 عبر اجتماعات متواصلة  في تونس والتي لم تتوقف وهي تنسج خيوطها مع الادارات السياسية بمختلف الدول الفاعلة…السراج يشكل عودة لنقطة البداية بالنسبة للغرب اعتمادا على واقع بيئته الواضحة وتاريخ اسرته وتوجهاتها وايضا من عمل على توليه .

بهذه المرجعية الاسرية المتحضرةاختيارالسراج يخدم الشرق والجنوب اذ انه لايشكل استفزازا للنافذين القبليين هناك فلا قبيلة له ولاعشيرة يمكنها ان تساومهم  او تزاحمهم عند جني الفوائد كما يعتقدون.

بالمقابل امام نجاح السراج مهام لابد من انجازها تبدأ اولا وقبل كل شي  بتنظيف بيته وفناءه أي المنطقة الغربية من العوالق والمنغصات والتي  تشكل خطرا حقيقيا امام قيام دولة القانون واعني تلك الاختلاقات الوهمية التي يتم تضخيمها من قبل لصوص ما بعد فبراير قصدا لأستمرار استنزاف الدولة الليبية فمثلا لا يمكن تصور نجاحه او استمراره ناجحا اذا بقي مكتبه محاطا بمليشيات لاترضخ لمفهوم الدولة والتزاماتها.. ايضا اذا لم يعمل على فك الاشتباك المختلق والقائم بين مصراته وبني وليد واعادة الوئام بينهما عبر اتفاق وطني يذهب الى الوجع الحقيقي فيعالجه بضمانات دولة وليس افراد او قبائل دون ان يترتب عن ذلك أي التزامات قد تؤثر في مسيرة الدولة نحو تحقيق طموحات الشعب انفة الدكر .

ايضا لايمكنه النجاح والمتاريس لازالت قائمة والاصابع على الزناذ بين الزنتان وجيرانها في الجبل الغربي من مشاشية الى ككله وغيرهم ..لا بد من اعادة الواقع الى سيرورته بمصادرة اسلحة الدولة للدولة من هذه القبائل وايضا سحب أي قدرة لديها لتكون مركز قوة يهدد الدولة وهذا يتطلب عدم الانصياع الى أي شروط قد تعطي هذه القبيلة او تلك أي امتيازات واذا كان ولابد فتشكيل جيش وطني محترف بالجبل الغربي تكون نسبة المنخرطين فيه حسب عدد سكان مناطقه ويأتمر بالدولة وقوانينها سيكون ضمانا للخروج من حالة التميز التي يرسخها السلاح المتكدس بأيدي تلك القبائل فلا فضل لاحد على احد في الدولة العادلة ..الا لمن يستطيع ادخال العملة الصعبة الى خزائنها بمجهوده وانتاجه اما غير ذلك فهو حرث في البحر واستمرار لسياسة المحاصصة والفيدرالية بطرق ملتوية.

وغيره من  حالات العداء بين الاخوة في ورشفانة والزاوية و ما بين الجميل وزوارة وما بين التوارق والتبو وما بين البدو والحضر وما بين العسكر والاسلاميين ….السراج ايامه عصيبة انما عصاته السحرية لدحر تلك الكوارث التأييد الدولي له ووقوفه معه وهذا لايتأتى الاستفادة منه ما لم تكن له رؤية واضحة واهداف محددة قصيرة المدى وبعيدا عن سطوة المليشيات ومراكز القوى التي ستحاول السيطرة على القرار. …نجاح السراج مرهون بمدى قدرته على تطهير الدولة من السراق  وجامعي الاموال سواء تحت مسميات رجال اعمال او ثوار او صناديق تعويضات…مواطن الخلل واضحة وهي حيث المال صرفا وعدا .. من وزارة المالية الى قطاع المصارف مرورا بالخارجية ورئاسة الاركان وقوى الامن …على السراج ان يستغل الظروف المواتية له  فقد جمعت له امراض ليبيا ومصائبها التي ذكرناها ووضعت في مكتبه وامام عينيه وهم اعضاء المجلس الرئاسي فكل شخص منهم يمثل كارثة من كوارث ليبيا التي يجب القضاء عليها ..القضاء عليها لايكون بمسايرتهم بحجة تمثيلهم لمن سيقولون انهم يمثلونهم …هؤلاء لاعلاقة للشعب الليبي بهم اللهم الا بضعة غوغائيين امتلكوا زمام الاعلام لاوزن حقيقي لهم وكلما صرخ اعضاء مجلسه غيظا وحنقا فمعنى ذلك انه يسير نحو الشعب وتحقيق طموحاته واذا سكتوا ورضوا عنه وبادلوه الابتسامات والعزومات فعندها إن لله وإن اليه راجعون .

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً