إلى القوى الوطنية الحقيقية وقبل الملتقى الوطني الجامع

إلى القوى الوطنية الحقيقية وقبل الملتقى الوطني الجامع

الذهاب إلى المؤتمر الوطني الجامع دون مشروع وطني واضح وحقيقي هو بمثابة انتحار ونحر للوطن ومساهمة فعالة في الإجهاز عليه، هناك الكثير من التحالفات والصفقات التي لاشك ستطرق أبوابكم وتخطب ودكم فإذا لم تكن مرفقة برؤية شاملة لكيفية المعالجة وإنقاذ الوطن فإنكم ستكونون لقمة سائغة وبالتالي ستنضمون الى كادر العمالة حتى وان لم تأتوه طواعية.

لايعني شيئا ايمانكم بالوطن إذا لم تكن لديكم الإرادة والتصميم للقيام بعمل استثنائي ينتظره الوطن منكم، إن نجاحكم في استعادة بلدكم إلى احضانكم يتوقف على مدى تفهمكم واستيعابكم لمتطلبات المرحلة، اعلموا أن المطلوب هو التقديم للوطن وليس الأخذ منه، هو جمعه وتوحيده وليس تقسيمه وتقاسمه بينكم، اعلموا انكم لاتخترعون البارود وما هو مطلوب منكم سيقوم به اي شريف لو وجد الفرصة كما وجدتموها فلا تتركوا المجال للشهوة تركبكم فتنسون وترضخون، اظهروا لمن يحاول اغراءكم النخوة والشرف والكبرياء، ان سيد الليبيين من يعطيهم من نفسه وليس من يأخد منهم لنفسه، ان اي مشروع وطني منقذ لايشتمل على النقاط الاتية سيكون مشروعا انتهازيا متلونا ومتلاعبا.

اولا لابد من جمع السلاح من كل احد والغاء كافة التشكيلات المسلحة وحلها وعدم السماح لافرادها بالانخراط الى اي جهاز امني او عسكري على الاقل لعشرة سنين قادمة كونهم مخترقين ومجندين ولايصلحون لخدمة الوطن بعد ان صاروا اتباعا وصناعا لمن يقودهم ويدفع لهم.

ثانيا ضرورة الاحتكام الى لجنة فنية متخصصة تتكون من خبراء وطنيين مطعمة بخبراء دوليين يتم عن طريق هذه اللجنة وحدها قبول الترشيحات للوظائف العامة الكبيرة والسيادية ولايسمح لاي وزير بتعيين مدير عام وما فوق دون عرض المرشحين على هذه اللجنة لفرز الاصلح والاجدر وبهذا نسحب اهم بند يتم التكالب من خلاله على المناصب وسد اهم باب للفساد والاثراء وكل من يعارض هذا التوجه انما هو عنصري قبلي فاسد، لان به نضمن تولي الاكفأ ونضمن ان يتولى ابناءنا الاكفاء مهمة قيادة بلادهم دون ان نعرضهم للابتزاز او الارتهان، الم يقولوا انهم جاءوا بثورة على القذافي لانه رسخ الوساطة والمحسوبية اذا علينا ان نلزم الجميع بمعتقداته ولانقبل من هؤلاء تنظيراتهم التي من خلالها يريدون ان يملكوننا الى ابد الابدين، اننا نريد ان نسحب البساط من تحت اولئك الذين لايبالون بتدمير الوطن فقط يهمهم ما يجنون ويضعون في جيوبهم، لابد من تحديد مرتبات الوزراء والنواب وممن سننتخبهم مستقبلا بحيث يكون العمل تكليف وليس تشريف او وسيلة للفشخرة وان يكون مرتبه على متوسط مرتبات الموظفين العامين في الدولة، يجب الا ننخدع بقصة الديمقراطية والاعيب الساسة اليوم والذين يريدون منا ان نكون خدما لهم ونخضع لمطالباتهم بترحيل هذه الامور وتركها للظروف او الدستور او الرئيس، إن المؤتمر الجامع اذا نجح سيكون اعلى من اي مؤسسة اخرى وستكون مخرجاته بمثابة الدستور الوطني الجامع، يجب ان نطرح فيه كل مخاوفنا ونضع لها الحلول.

ثالثا النظام الاقتصادي الذي تدار به البلاد حتى اللحظة مدمر وفوضوي وهذا مقصود و ممنهج وبه تم تقسيم الوطن ونهبه وخلق هوة سحيقة بين الفقراء والاغنياء وهذا الغنى انما تم بقوة السلاح وليس بسبب البناء والانتاج وادواته هي المدن المسلحة التي لازالت تخشى ثورة الشعب عليها بعد ان افسدت الوطن وقضت على اي امل نحو الاستقرار وباتت لاتفكر الا في تأمين نفسها عبر المزيد من التفريط والاغراق في الفساد والافساد، لابد من طرح مشروع يحمي الفقراء من سطوة هؤلاء اللصوص وضمان انسياب حقوقهم اليهم من ثروة بلادهم، وهذا يتم باسترجاع اموال الليبيين المنهوبة في القطاع العام واستثمارات ليبيا الداخلية والخارجية ومنع اي تواجد قبلي او مناطقي مدني او مسلح في اي مرفق عام من شواطي وغابات وصحارى واعادة ما تم الاستحواذ عليه وتغيير معالمه وتزوير مستندات الملكية فيه، اذا تم وضع المشروع الوطني الذي يكفل تنفيذ هذه النقاط فإن مسألة الدستور والانتخابات ستكون سهلة وبالامكان الولوج فيها بروح وطنية لاننا بذلك نكون قد عبدنا الطريق لتلك الاستحقاقات ونزعنا اسباب الخلاف والفساد والتكالب.

اخيرا على المبعوث الاممي ان يوظف امكانياته لكبح جماح اللصوص ومن عاثوا في ليبيا فسادا من خلال تقديم الدعم للمشروع الوطني الحقيقي الواحد الموحد للوطن خاصة انه من القلائل الذين استوعبوا الازمة الليبية واين تكمن.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً