إيران تشحن النفط للصين سرا وتبحث عن مشترين في آسيا

أفادت وكالة “رويترز” عن بيانات من شركة “ريفينيتيف” و 6 مصادر بقطاع النفط قولهم إن “إيران شحنت سرا كميات كبيرة من النفط الخام إلى الصين خلال الأشهر الماضية، وبكين هي أكبر مستورد للنفط الإيراني”.

وأكدت المصادر أن “شركات تكرير حكومية هندية تخطط لاستيراد كميات من النفط الإيراني، على افتراض أن الولايات المتحدة ستخفف قريبا العقوبات المفروضة على طهران”.

وقالت المصادر لرويترز إن “شركة النفط الوطنية الإيرانية بدأت التواصل مع زبائن في آسيا منذ تولي بايدن لمنصبه، وذلك لتقييم الطلب المحتمل على نفطها”.

وأدت العقوبات الأميركية لانخفاض صادرات النفط الإيرانية إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية منذ أواخر 2018. وتستورد آسيا أكثر من نصف احتياجاتها من النفط الخام من الشرق الأوسط.

وقال مصدر بشركة تكرير هندية “خاطبونا وقالوا إنهم يأملون في القريب العاجل استئناف إمدادات النفط”. وقال مسؤول حكومي إن الهند التي تضررت من الارتفاع العالمي لأسعار النفط الخام تتوقع عودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.

وقال مسؤول آخر بشركة تكرير إن شركته “تلقت من مسؤولي شركة النفط الوطنية الإيرانية ما يفيد أن اتفاقا رسميا بشأن إمدادات النفط الخام سيوقع بعد الانتخابات الإيرانية في يونيو المقبل”. وقد تواصلت الشركة الإيرانية بالفعل مع زبائن آخرين في آسيا وفقا لرويترز.

وقال متعامل مع شركة تكرير في شرق آسيا “تواصلت معنا شركة النفط الوطنية الإيرانية مؤخرا لتسألنا عن الطلب، ويبدو أن إيران تتأهب للعودة إلى السوق”. وقال مصدر آخر بقطاع التكرير إن “المحادثات في مرحلة أولية للغاية، وأن إيران تريد معرفة ما إذا كانت الشركة ستستأنف شراء النفط الإيراني”.

ولم تتوقف الصين عن استيراد النفط من إيران. وأظهرت بيانات “أويل ريسيرش من ريفينيتيف” أن إيران شحنت حوالي 17.8 مليون طن (306 آلاف برميل يوميا) من الخام إلى الصين خلال الأربعة عشر شهرا الماضية، وأن الشحنات بلغت مستويات قياسية في يناير وفبراير الماضيين، بحسب رويترز.

وأشارت البيانات إلى أن “75% من الواردات غير مباشرة وتوصف بأنها نفط من سلطنة عمان أو الإمارات أو ماليزيا، ودخلت الصين في الأساس من موانئ في إقليم شاندونغ الشرقي الذي يوجد فيه أغلب شركات التكرير المستقلة في الصين أو من ميناء إينغكو في إقليم لياونينغ في الشمال الشرقي”.

ووفقا للبيانات فإن “25% من الواردات وصفت بأنها مشتريات رسمية للاحتياطي البترولي الاستراتيجي في الصين، إذ تقوم الصين بشراء البترول الإيراني بكميات صغيرة رغم العقوبات الأميركية”.

وعادة ما تغلق الناقلات التي تحمل النفط الإيراني أجهزة تحديد مواقعها عند التحميل لتجنب رصدها، ثم يصبح من الممكن متابعتها مرة أخرى عن طريق الأقمار الصناعية قرب موانئ في سلطنة عمان والإمارات والعراق.

وقالت مسؤولة في ريفينيتيف إن “بعض الناقلات تنقل جزءا من شحناتها إلى سفن أخرى قرب سنغافورة وماليزيا قبل أن تبحر إلى الصين”.

ودون ذكر الصفقات النفطية بشكل مباشر، قال مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن “إيران دولة صديقة للصين وبين البلدين اتصالات عادية، وتعاوننا في إطار القوانين الدولية صائب ومشروع ويستحق الاحترام والحماية”.

وقالت شركة “بترولوجيستكس” لتتبع الناقلات في جنيف إن “حجم تحميلات النفط الإيراني في يناير تجاوزت 600 ألف برميل في اليوم للمرة الأولى منذ مايو 2019”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً