اجتماع لرؤساء الأركان العرب الأربعاء لبحث القوة المشتركة

612979D5-6D09-4C54-B00E-11FDBE173B5C_w640_r1_s_cx15_cy0_cw70

يجتمع رؤساء اركان الدول الاعضاء في الجامعة العربية الاربعاء في القاهرة لبحث تشكيل قوة عربية مشتركة كان القادة العرب وافقوا خلال قمتهم الشهر الماضي عليها من حيث المبدأ.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الجامعة العربية ان رؤساء الاركان سيجتمعون في مقر الجامعة في القاهرة الاربعاء المقبل لبحث كيفية تشكيل هذه القوة والمهام التي ستوكل اليها وكيفية تمويلها.

ومن المقرر ان تعرض توصيات رؤساء الاركان على اجتماع مجلس الدفاع العربي الذي يضم وزراء دفاع ووزراء خارجية الدول الاعضاء.

وكانت القمة العربية اعتمدت في 29 اذار/مارس قرارا بإنشاء قوة عربية مشتركة ودعت رؤساء أركان وقادة الجيوش العربية للاجتماع خلال شهر لبحث آليات إنشائها بهدف ” خدمة القضايا العربية المشتركاجتماع لرؤساء الأركان العرب الأربعاء لبحث القوة المشتركة  ة “.

وسبق للقمة العربية ان كلفت الامين العام للجامعة العربية بـالتنسيق مع مصر لدعوة لجنة رفيعة المستوى من الخبراء العسكريين تحت اشراف رؤساء اركان القوات المسلحة بالدول العربية للاجتماع خلال شهر من صدور القرار لدراسة كافة جوانب الموضوع بشان تشكيل القوة المشتركة .

وكشفت تقارير مبدئية عن تشكيل القوة العربية المشتركة أنها ستضم قوة جوية متنوعة يتراوح عدد أفرادها من 500 إلى ألف فرد، و قوة بحرية قوام العاملين بها يتراوح بين 3 آلاف إلى 5 آلاف فرد، إضافة إلى قوات برية عددها بين 34 الف إلى 35 الف فرد.

ولفت موقع ستراتفور البحثي الأميركي انفوغراف إلى أن القوة سيكون مقرها مصر في حين تكون تحت إمرة جنرال سعودي، وقوامها 40 ألف جندي غالبيتهم من خارج دول الخليج التي ستقدم القدر الأكبر من المال، وستملك المرونة والقدرات التكتيكية التي تمكنها من التعامل مع أزمات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتنقسم القوات الأرضية التي تعتبر الأكبر عددا في القوة العربية المشتركة إلى ثلاث قطاعات مختلفة هي العمليات الخاصة وقوات الرد السريع وقوات الانقاذ.

وتحظى القوة العربية المشتركة بدعم واسع من أعضاء الجامعة العربية لعدة أسباب أهمها توطيد العلاقات الاقتصادية في المستقبل مع السعودية كما هو الحال بالنسبة للمغرب والأردن، في ذات الوقت الذي تعتمد فيه مصر على المساعدات المالية من دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن، إضافة إلى رغبتها في استعادة بعضا من ثقلها الاستراتيجي في المنطقة باستضافة تلك القوات.

وبالنسبة للسودان وقطر فإن تأييدهم للقوة العربية المشتركة سيفتح لهم أفقا جديدة من العلاقات الإقليمية والدولية إضافة إلى دعم الأمن الداخلي لكلاهما.

وأكد اللواء أركان حرب محمد علي بلال، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، وقائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء، أن دولتي العراق وسوريا لن تنضما إلى القوة العربية الموحدة؛ نظراً للحرب الداخلية الموجودة بهما.

ومما لا شك فيه أن القوة العربية المشتركة سوف تمتلك التمويل والقوة البشرية اللازمة لتنفيذ التغيير المطلوب بكفاءة، بيد أنه بدون أهداف مشتركة ورؤية موحدة للمنطقة سيكون من الصعب تخيل كيف ستعمل تلك القوات في المستقبل.

ولفت الموقع إلى أن تشكيل القوة العربية المشتركة يأتي في الوقت الذي بدأت فيه إيران استعادة علاقات طبيعية مع الغرب في حين بدأت الولايات المتحدة سحب نفسها من المنطقة وترك مهمة إدارة الصراعات فيها إلى لاعبين إقليميين.

ومن أولى العقبات التي قد تواجه إنشاء القوة غياب الأهداف الموحدة في السياسة الخارجية للدول العربية، ما يعرقل إمكانية الاتفاق على كيفية استخدام هذه القوة، بينما يبدو مستبعداً أن ترغب الولايات المتحدة بأن يعمل العرب بشكل مستقل عن خططها للمنطقة.

وبخصوص المعوقات التي قد يكون من شأنها عرقلة تشكيل هذه القوة المشتركة، يشير المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية في القوات المصرية اللواء علاء عز الدينإلى أن القوة العربية قد تواجه بعض المشاكل على الصعيد الداخلي، ولكنها لن ترقى إلى مستوى عرقلة تشكيلها، وهذه المشاكل ستكون مقتصرة حول الأمور الفنية، منها حجم القوات وتوزيعها والتمويل والقيادة.

ويضيف أن تشكيل هذه القوة لا يسعد بعض الأطراف الإقليمية ومنها تركيا وإيران، ودولية ممثلة بالولايات المتحدة، نظراً لأنها تتيح للدول العربية الاستغناء عن القوى الغربية ويوازنها مع تلك الإقليمية.

ويبدو أن هذه القوة تثير لدى بعض الأطراف نفس الهواجس التي أثارها الجيش الموحد في عهد ناصر، لا سيما التخوف بأن فرض حضور هذه القوة في المنطقة قد يكون على حساب التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي لن يقبله الغرب والولايات المتحدة تحديداً.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً