سجلت أسواق السلع العالمية تحركات ملحوظة اليوم، حيث ارتفعت أسعار النفط واستقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين أوكرانيا وروسيا من جهة، وتزايد التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأميركية من جهة أخرى، ما عزز الإقبال على الأصول الآمنة والطاقة.
أسعار النفط ترتفع بفعل الهجمات على منشآت روسية
في أسواق الطاقة، ارتفعت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” الأميركي بنسبة 0.13% لتسجل 63.78 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام “برنت” العالمي بنسبة 0.17% إلى 67.82 دولارًا للبرميل، وذلك بحلول الساعة 09:45 بتوقيت موسكو.
وجاء هذا التحرك عقب سلسلة من الهجمات الأوكرانية على منشآت طاقة روسية، حيث أعلنت السلطات الروسية إسقاط طائرات مسيرة قرب محطة كورسك النووية، مما أدى إلى أضرار في محول كهربائي وانخفاض طاقة أحد المفاعلات، كما تواصل فرق الإطفاء في مقاطعة روستوف إخماد حريق شب في مصفاة نفطية، بعد هجوم بطائرة مسيرة في 21 أغسطس الجاري.
ويرى محللون أن تصاعد استهداف البنية التحتية للطاقة الروسية يعزز المخاوف من تراجع الإمدادات العالمية، في وقت تترقب فيه الأسواق تأثير هذه التوترات على سلاسل التوريد وأسعار الخام.
الذهب يستقر قرب أعلى مستوياته مع ترقب قرار الفيدرالي
في المقابل، استقرت أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر المقبل، وهو ما عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.
وتداول الذهب الفوري عند 3,369.59 دولاراً للأونصة بانخفاض طفيف نسبته 0.1%، بعد أن حقق مكاسب بنسبة 1.1% يوم الجمعة، وجاء هذا الأداء مدفوعًا بتصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول في ندوة “جاكسون هول”، والتي أشار فيها إلى تزايد المخاطر في سوق العمل، رغم استمرار الضغوط التضخمية.
وقد أدى ذلك إلى تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، وانخفاض مؤشر الدولار، مما دعم الذهب باعتباره أصلاً لا يدر عائداً ومقيماً بالدولار، وتقدّر أسواق المقايضات الآن احتمال خفض الفائدة في سبتمبر بأكثر من 85%.
وارتفع الذهب منذ بداية العام بأكثر من 25% بدعم من التوترات الجيوسياسية، وارتفاع مشتريات البنوك المركزية، في حين تشهد أسعار النفط حالة من التذبذب بين ضغوط الإمدادات وتوقعات النمو الاقتصادي العالمي، وسط بيئة نقدية متغيرة.
كما استقرت أسعار الفضة والبلاتين دون تغيير، بينما شهد البلاديوم ارتفاعًا طفيفًا.
فانس: لن نفرض رسومًا جديدة على الصين بسبب تجارتها مع روسيا
أعلن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الأحد، أن الولايات المتحدة لن تفرض رسومًا جمركية جديدة على وارداتها من الصين بسبب شراكتها التجارية مع روسيا، مشيراً إلى أن الرسوم الحالية مرتفعة بالفعل.
وفي مقابلة مع قناة “إن بي سي”، قال فانس: “من الواضح أننا نطبق حالياً رسوماً جمركية على الصين بنسبة 54%، لذلك نحن بالفعل نطبق عقوبات قاسية”.
وأضاف أن السلطات الأمريكية أجرت عدة مناقشات مع الصين على جميع مستويات الحكومة لمحاولة كسب تعاونها لإنهاء النزاع في أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أجل فرض رسوم جديدة على الصين لمدة 90 يوماً في 11 أغسطس، بعد أن كان قد هدد بفرض رسوم إضافية على خلفية شراء الصين النفط من روسيا.
يُذكر أن الولايات المتحدة والصين أعلنتا في مايو الماضي اتفاقاً خفض الرسوم السابقة إلى 30% على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة و10% على الصادرات الأمريكية للصين، مع الامتناع عن فرض رسوم جديدة لمدة 90 يوماً، كان من المتوقع أن تنتهي يوم 12 أغسطس.





اترك تعليقاً