أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، مساء الجمعة، أن وفد بلاده أجرى “نقاشًا جادًا وصريحًا ومفصلًا” مع ممثلي دول الترويكا الأوروبية—ألمانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة—في إسطنبول، في إطار جولة مشاورات جديدة حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني.
وأوضح المسؤول الإيراني أن الجانبين قدما “أفكارًا محددة” خلال الاجتماع، وناقشا مختلف الجوانب المرتبطة بها، مضيفًا أن الوفد الإيراني شدد على “المواقف المبدئية” لطهران، بما في ذلك الاعتراض على “آلية إعادة فرض العقوبات السريعة” المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة عام 2015.
وأكد المسؤول أن الطرفين اتفقا على “استمرار المشاورات”، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية أو مؤشرات على تحقيق تقدم ملموس.
وكان اجتمع وفد إيراني في إسطنبول اليوم الجمعة، مع مبعوثين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا لاستئناف المحادثات المتعلقة ببرنامج طهران النووي، في ظل تهديدات الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران.
يأتي هذا الاجتماع الأول بين الطرفين منذ الهجوم الواسع الذي شنته إسرائيل على مواقع نووية وعسكرية إيرانية في يونيو الماضي، والذي تسبب في توتر إقليمي كبير.
الدول الأوروبية الثلاث، التي وقعت إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين على الاتفاق النووي لعام 2015، تدعو إيران لاستئناف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مهددة بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات إذا لم يتم التوصل إلى حل تفاوضي قبل انتهاء مهلة في أكتوبر المقبل.
في المقابل، تؤكد طهران أن اللجوء إلى هذه الآلية “غير قانوني”، معبرة عن تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم، وهو أمر تصفه بـ”الفخر الوطني”، وتعلن تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ بداية يوليو الماضي.
ويظل التوتر كبيراً بين إيران والغرب حول مستوى تخصيب اليورانيوم، حيث تجاوزت طهران نسبة 60%، في حين يعتبرها الغرب خطاً أحمر، وتستمر إيران في نفي السعي لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها يهدف للأغراض المدنية فقط.
حاتمي: جيشنا أكثر جاهزية من أي وقت.. والعدو سيأخذ ذلك بالحسبان
أكد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء أمير حاتمي، أن القوات المسلحة الإيرانية “أكثر جاهزية من أي وقت مضى”، مشددًا على أن “العدو سيأخذ هذه القضية بنظر الاعتبار جديًا بالتأكيد”.
وجاءت تصريحات حاتمي، اليوم الجمعة، على هامش مراسم أربعينية رئيس هيئة الأركان العامة الراحل محمد باقري، الذي قُتل في الضربات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت ومواقع عسكرية داخل إيران.
وقال حاتمي إن الفريق باقري “ترك بصمة خالدة في القوات المسلحة، وستظل أعماله لتعزيز قدرات الجيش والحرس الثوري محفورة في الأذهان دائمًا”، مشيرًا إلى أنه كان “مديرًا ومفكرًا ومبدعًا” في مجاله.
طهران: مفاوضات إسطنبول اختبار لواقعية أوروبا ومناسبة لنقل احتجاجاتنا
اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعیل بقائي، أن الاجتماع المرتقب مع الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة يشكل “فرصة ثمينة لتصحيح وجهات نظرها واختبارًا لمدى واقعيتها تجاه القضية النووية الإيرانية”.
وفي تصريح نقلته وكالة “إرنا” اليوم الجمعة، أعرب بقائي عن أسف طهران إزاء ما وصفه بـ”المواقف المتحيزة للدول الأوروبية الثلاث تجاه العدوان العسكري الذي شنه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران”، مؤكداً أن إيران احتجت مرارًا على هذه المواقف، وأن احتجاجاتها “ستُنقل رسميًا خلال اجتماع اليوم”، مع مطالبة الأوروبيين بتقديم توضيحات.
وكانت مصادر إيرانية قد كشفت في وقت سابق عن اتفاق مبدئي مع “الترويكا الأوروبية” على استئناف المفاوضات، فيما استمرت المشاورات بشأن الزمان والمكان قبل الاستقرار على إسطنبول كمقر للقاء.
وتُعد هذه الجولة تطورًا جديدًا في سياق المساعي الدبلوماسية المرتبطة بالملف النووي الإيراني، الذي شهد 5 جولات تفاوض غير مباشر بين طهران وواشنطن برعاية عُمانية، دون تحقيق اختراق يُذكر، في ظل استمرار الخلافات بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات.
وتطالب الولايات المتحدة بوقف عمليات التخصيب وتفكيك بعض مكونات البرنامج النووي، بينما تصر طهران على أن التخصيب “حق قانوني” لها وفق معاهدة عدم الانتشار، وتشترط رفعًا شاملًا للعقوبات مقابل التوصل لأي اتفاق جديد، مع ضمانات أمريكية بعدم الانسحاب منه مجددًا.
يُذكر أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، في مايو 2018، بقرار أحادي من الرئيس دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، ما دفع إيران إلى التراجع عن بعض التزاماتها النووية بموجب الاتفاق.
الوكالة الدولية: إيران أبلغتنا استعدادها لاستئناف المشاورات الفنية بشأن برنامجها النووي
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إيران أبلغت الوكالة رسمياً استعدادها لاستئناف المحادثات على “المستوى الفني”، في خطوة قد تمهد لعودة بعض جوانب التعاون بين الطرفين بعد أشهر من التوتر.
وأوضح غروسي، في تصريحات أدلى بها الجمعة خلال محاضرة ألقاها في الجامعة الوطنية في سنغافورة، أن فريقًا فنيًا من الوكالة من المقرر أن يزور إيران خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدًا أهمية بدء مناقشات تقنية مع طهران حول استئناف عمليات التفتيش والتعاون المشترك.
وأضاف أن إيران تمتلك منشآت وأنشطة نووية متعددة، داعيًا السلطات الإيرانية إلى التحلي بالشفافية لتفادي المواقف الإشكالية، قائلاً: “عندما ننظر إلى المواد النووية، علينا أن نحصي كل غرام منها ومكانها وما إذا تم تحريفها”، مشيرًا إلى أن إيران “انتهكت قواعد معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية عدة مرات ولم تكن دائمًا واضحة بشأن برنامجها”.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية، كاظم غريب آبادي، قد أعلن في 23 يوليو الجاري أن طهران وافقت على استقبال وفد فني من الوكالة خلال فترة تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة.
يُذكر أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كان قد وقع مؤخرًا قانونًا يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع اشتراط منع دخول مفتشيها إلى البلاد ما لم يتم ضمان أمن المنشآت النووية، فيما يخضع تنفيذ القانون لموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
المرشد الإيراني يوجّه 7 توصيات استراتيجية: تسريع التقدم العلمي والعسكري وحفظ الحماس الثوري
في خطاب حافل بالرسائل السياسية والاستراتيجية، وجّه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، سبع توصيات وصفها بـ”الاستراتيجية” للأمة الإيرانية، مؤكدًا أن المستقبل سيشهد “تقدم الحركتين العلمية والعسكرية في البلاد بوتيرة أسرع من الماضية”، وأن هذه الحركات “ستتجه نحو آفاق أعلى بسرعة أكبر”.
وجاء خطاب خامنئي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، خلال إحياء الذكرى الأربعين لمقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين في الهجوم الإسرائيلي على طهران، والذي أسفر عن مقتل شخصيات بارزة، ما زال صداه يتردد داخل إيران وخارجها.
وشدّد خامنئي على أن هذه المناسبة “ليست فقط محطة للحزن”، بل لحظة تعبئة وطنية لاستنهاض كافة مؤسسات الدولة والمجتمع نحو المزيد من الثبات والتقدم.
النقاط السبع الاستراتيجية التي طرحها خامنئي:
- الحفاظ على الوحدة الوطنية باعتباره “واجبًا على كل فرد من أبناء الشعب الإيراني”.
- الإسراع في التقدم العلمي والتكنولوجي في شتى المجالات، وهو “مسؤولية النخب العلمية”.
- صون العزة والكرامة الوطنية، وهو “دور أساسي للمفكرين وأصحاب الرأي”.
- تعزيز قدرات البلاد الدفاعية والأمنية يوميًا، وهي مهمة “القادة العسكريين”.
- الجدية والمتابعة في تنفيذ السياسات الوطنية، وهو “واجب على الجهات التنفيذية”.
- التوجيه الروحي وتثبيت القيم، وهو “دور رجال الدين في إرشاد الناس نحو الصبر والثبات”.
- الحفاظ على الوعي والحماس الثوري، وهو “تكليف جماعي، لا سيما للشباب”.






اترك تعليقاً