لقي خمسة أشخاص مصرعهم، جميعهم من الأطفال والنساء، وأصيب أربعة آخرون، إثر هجوم شنته مسيرة تابعة لـ “قوات الدعم السريع” على مخيم للنازحين في منطقة “كلبا” بمدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان بالسودان.
وأكدت مصادر محلية لوكالة “سودان تربيون” أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال وامرأتين، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفى المرجعي بالمدينة وسط دعوات للتبرع بالدم.
وقال مصدر حكومي في كادقلي إن مسيرة تابعة لـ “قوات الدعم السريع” قصفت المخيم بصواريخ، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى، ويضم مخيم “كلبا” عشرات الأسر التي فرت من القتال في بلدات قريبة من مدينة كادوقلي.
في السياق، كشفت شبكة “أطباء السودان” عن تفاصيل جديدة حول هجوم نفذته قوات الدعم السريع في السودان مساء أمس الجمعة، حيث استهدفت مقر منظمة الهجرة الدولية في مدينة كادوقلي، باستخدام الطائرات المسيرة.
وبحسب الشبكة، أسفر الهجوم عن مقتل خمسة أطفال، مما يعكس التصعيد المستمر ضد المدنيين في المنطقة.
وفي اليوم التالي، استهدفت قوات الدعم السريع صباح اليوم السبت مخيمًا للنازحين في منطقة العباسية تقلي بولاية جنوب كردفان، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح بالغة.
ووصف البيان الهجوم بـ”جريمة جديدة تضاف إلى سجل الإبادة الجماعية” الذي تنفذه قوات الدعم السريع ضد الشعب السوداني.
وأشار البيان إلى أن استهداف المدنيين والمنظمات الإنسانية في هذه الهجمات يعد دليلًا على أن قوات الدعم السريع تمارس “حربًا شاملة ضد الشعب السوداني”، وأنها تتعمد نشر “الرعب والموت” في جميع أنحاء البلاد.
وأدان البيان الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات المستمرة، معتبراً إياه “صمتًا مخزياً”.
وأعلنت تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور فرار أكثر من 36 ألف شخص من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، إثر سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وتتركز غالبية النازحين في منطقة طويلة، ويواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة مع نقص حاد في الغذاء، وفق التنسيقية.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الإقليمية عقاد بن كوني مقتل 2,227 شخصًا، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، منذ سقوط المدينة في 26 أكتوبر، كما فرّ نحو 393 ألف شخص من الفاشر خلال الأيام الأخيرة، بينهم أكثر من 750 طفلاً بلا أسرهم، فيما يواصل الكثيرون الرحلة نحو مخيمات اللاجئين في كورما وطويلة ومدن أخرى.
وأشارت تقارير إلى استهداف المستشفيات ومراكز اللاجئين والمساجد خلال الهجمات، بالإضافة إلى وقوع حالات اختطاف وفدية.
ودعت الجهات الدولية للضغط على طرفي الصراع لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين.
في السياق، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يوم الجمعة أن عدد القتلى والجرحى من المدنيين على يد “قوات الدعم السريع” بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، قد يصل إلى المئات.
وأكدت المفوضية حدوث انتهاكات جسيمة في الفاشر ومحيطها، وكذلك في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، وشملت الإعدامات الموجزة، القتل الجماعي، الهجمات على العاملين في المجال الإنساني، والنهب والاختطاف والتهجير القسري.
وأضافت أن تقارير مروعة وردت من نازحين فروا إلى مدينة طويلة، إلى جانب مقاطع فيديو تظهر الانتهاكات الجسيمة.
كما تم توثيق مقتل مرضى وجرحى في مستشفى السعودي للولادة وأماكن أخرى استخدمت مؤقتًا كمراكز طبية، بالإضافة إلى تعرض 25 امرأة على الأقل للاغتصاب الجماعي في ملجأ للنازحين بالقرب من جامعة الفاشر.
وحذرت منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان من استمرار معاناة المدنيين المحاصرين في الفاشر بسبب العنف ونقص الغذاء والمياه والمستلزمات الأساسية، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية مقطوعة عن المدينة منذ أكثر من 500 يوم.
يُذكر أن قوات الدعم السريع استهدفت خلال الفترة الأخيرة مدنًا تحت سيطرة الجيش في ولايات مختلفة، منها سنار وسنجة بولاية سنار، والدمازين بإقليم النيل الأزرق، وكنانة بولاية النيل الأبيض، فضلاً عن العاصمة السودانية الخرطوم، وركزت المسيرات الانقضاضية والاستراتيجية على محطات الكهرباء ومطار الخرطوم الدولي، بالإضافة إلى مقار للجيش شمالي أم درمان.






اترك تعليقاً