في ليلة لا تُنسى من ليالي الكرة الليبية، كتب الأهلي طرابلس اسمه بأحرفٍ من ذهب، بعد أن توّج بلقب كأس السوبر الليبي 2025 عقب فوزه المثير على الأهلي بنغازي بركلات الترجيح، ليُكمل ثلاثية تاريخية غير مسبوقة في الكرة الليبية تحت قيادة المدرب المصري حسام البدري.
إنجاز لم يأتِ صدفة، ولم يُصنع بين ليلة وضحاها؛ بل كان حصيلة موسم كامل من العمل المنظّم، والنَفَس الطويل، والإيمان بأن الزعيم قادر على استعادة مجده مهما طال الغياب.
- ثلاثية لا تشبه أي موسم آخر
حقق الأهلي طرابلس هذا العام:
1. لقب الدوري الليبي الممتاز
2. كأس ليبيا 2025
3. كأس السوبر الليبي 2025
لتكون المرة الثالثة التي ينجح فيها الفريق في جمع هذه البطولات الثلاث في موسم واحد، في حدث استثنائي يعيد للأذهان أمجاد كبار إفريقيا.
الزعيم لم يكتفِ بالأداء، بل جمع بين القوة والنتائج والشخصية، فكان فريقًا يعرف كيف يفوز، وكيف يعبر اللحظات الصعبة بصلابة لا تهتز.
- البداية من القاهرة، والنهاية أيضًا من القاهرة
منذ فوزه الكبير على الأهلي بنغازي في نهائي كأس ليبيا بنتيجة 3–0 في ستاد القاهرة، بدا واضحًا أن الأهلي طرابلس يعيش فترة نضج فني وتكتيكي.
وفي مباراة السوبر، عاد الفريق مجددًا إلى نفس الملعب ليؤكد أن ذلك الانتصار لم يكن وليد لحظة.
فرغم انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي، إلا أن شخصية البطل ظهرت في ركلات الترجيح، حيث تقدم لاعبو الأهلي طرابلس بثقة عالية، وتصدى الحارس التركي لركلة حاسمة أشعلت الأفراح الليبية من القاهرة إلى طرابلس.
- حسام البدري، مهندس الثلاثية
منذ قدومه إلى طرابلس، أعاد حسام البدري بناء الفريق على أسس واضحة:
- الانضباط أولاً
- الهيكلة التكتيكية
- توظيف اللاعبين في مراكزهم الطبيعية
- الاعتماد على الضغط الذكي واللعب المنظم
صنع البدري فريقًا يعرف متى يهاجم ومتى يصبر، ومتى يضغط ومتى يقتل الإيقاع.
ومع مرور الوقت، أصبحت بصمته واضحة على كل خط من خطوط الفريق.
تحت قيادته:
• تحسّن الأداء الدفاعي بشكل كبير
• أصبح الوسط أكثر تحكّمًا في الرتم
• وظهر هجوم الأهلي أكثر فاعلية واستغلالاً للفرص
ولعل أهم ما ميّز الأهلي هذا الموسم هو شخصيته القارية والمحلية، حيث بات ينافس بثقة، ويواجه الكبار دون خوف، ويمتلك لاعبين يؤدّون بروح تتجاوز حدود التكتيك.
- جماهير لا تُضاهى، ودور لا يمكن تجاهله
لا يمكن الحديث عن الثلاثية دون ذكر الجماهير.
جماهير الأهلي طرابلس كانت اللاعب رقم واحد، في ليبيا وخارجها، بصوتها ودعمها وأجوائها.
في طرابلس اهتزت الأحياء، وفي القاهرة جاء الصوت من بعيد لكنه وصل إلى الملعب، حمل الرسالة نفسها:
الأهلي دائمًا في الموعد.
- موسم خالد، وبداية مشروع أكبر
ثلاثية الأهلي طرابلس ليست مجرد تتويج؛ إنها إعلان عودة، ورسالة بأن الزعيم يسير في الطريق الصحيح، وأن الفريق الذي بُني هذا الموسم قادر على الذهاب بعيدًا لسنوات إذا ما توفر الاستقرار الإداري.
ومع الاستقرار الفني بقيادة البدري، يبدو أن المشروع لم يصل لقمته بعد؛ بل بدأ الآن فقط في كتابة فصوله الأولى.
الأهلي طرابلس لم يفز بالبطولات؛ بل فاز بالهوية.
لم يتوّج بالكؤوس فقط؛ بل توّج نفسه فريقًا يعرف ماذا يريد، ويعرف كيف يصل إلى ما يريد.
إنجاز سيُكتب في التاريخ، وسيظل موسم 2025 موسماً يقول: هنا عاد الزعيم؛ وهنا بدأت الحكاية من جدي






اترك تعليقاً