الابراهيمي في دمشق الخميس، ومعارك عنيفة في حلب

يزور الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس سوريا حيث يلتقي الجمعة الرئيس السوري بشار الاسد، في الوقت الذي تواصلت فيه اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا وشهدت المنطقة المحيطة بمطار حلب معارك عنيفة.

الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي
الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي

وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي للصحافيين في ختام اجتماع عقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة بين الابراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة ان الابراهيمي “سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الاسد الجمعة”.

واضاف ان الابراهيمي يعتزم مقابلة “المسؤولين السوريين والاطراف المعارضة الاخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته”.

واكد ان “بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي”.

وكان الابراهيمي اكد الاثنين في بداية زيارته للقاهرة انه يدرك ان مهمته “صعبة جدا” مشددا على انه سيسعى الى بذل قصارى جهده من اجل حل سلمي يخدم الشعب السوري.

وتابع العزاوي ان “العراق يسعى الى حل سلمي في الازمة السورية كونها تؤثر عليه بصورة مباشرة وسوف تنتقل تداعياتها الى الداخل العراقي لذلك نصر نحن على الحل السلمي وعدم الدخول في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر”.

واكدت الجامعة العربية في بيان ان الابراهيمي عقد اجتماعا الاربعاء مع امينها العام نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا.

واكد البيان ان “هذا الاجتماع الثلاثي جاء في اطار متابعة المشاورات لبلورة تصور لمهمة” الابراهيمي، من دون مزيد من التفاصيل.

وفي عمان، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاربعاء في مقابلة مع وكالة فرانس برس من احتمال تفكك سوريا مع ارتفاع وتيرة العنف الطائفي فيها، ما قد يقود الى تمدد الصراع الى دول مجاورة.

وقال الملك عبد الله الثاني “انا قلق جدا من احتمال تفكك سوريا، فقد شهدنا في الشهور القليلة الاخيرة ارتفاعا في وتيرة العنف الطائفي”.

واوضح ان ذلك “لا يهدد وحدة سوريا فقط، بل قد يكون مقدمة لامتداد الصراع الى دول مجاورة ذات تركيبة طائفية مشابهة، وقد شهدنا بالفعل اشارات على ان هذا الخطر يقترب اكثر فأكثر”.

ودعا الملك عبد الله الثاني الى ايجاد “صيغة لعملية انتقال سياسية من شأنها ان تجعل جميع مكونات المجتمع السوري، بمن فيهم العلويون، يشعرون بأن لهم نصيبا ودورا في مستقبل البلاد”.

واكد ان “عملية الانتقال السياسي الشاملة هي الوسيلة الوحيدة لوقف التصعيد، وهي في مصلحة الشعب السوري ومن شأنها ان تحفظ وحدة اراضي سوريا وشعبها”، مشيرا الى ان “هذه العملية تصب كذلك في مصلحة الاستقرار الإقليمي والمجتمع الدولي”.

واعتبر العاهل الاردني ان المسالة السورية “لا تتعلق بفرد بل بنظام. فماذا سيستفيد الشعب السوري اذا غادر الرئيس بشار غدا وبقي النظام؟”.

واستبعد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند من جديد الاربعاء تدخلا عسكريا غربيا في سوريا في ظل عدم وجود موافقة من روسيا والصين.

وقال الوزير في مؤتمر صحافي في الدوحة التي يزورها حاليا “طالما ان هناك قوتين عظميين تعارضان بفاعلية اي تدخل في سوريا فان الدول الغربية لا تستطيع طرح هذا الامر”، في اشارة الى روسيا والصين.

من جنيف اعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الامم المتحدة (الاونروا) الاربعاء ان نصف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا البالغ عددهم 500 الف شخص يحتاجون الى مساعدة.

وقال مدير الوكالة فيليبو غراندي في مؤتمر صحافي في جنيف “نقدر ان نحو نصف الفلسطينيين في سوريا يحتاجون الى مساعدة اضافية”، اي الى “الغذاء والمال”.

ميدانيا تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف الاربعاء في مدينة حلب وحول مطارها، فيما شهدت مدينة سراقب في ادلب (شمال غرب) معركة عنيفة نتيجة محاولة مقاتلين معارضين السيطرة على مواقع القوات النظامية فيها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وحصدت اعمال العنف الاربعاء في مناطق مختلفة من البلاد 82 قتيلا، بحسب المرصد.

وافاد المرصد في بيان مساء الاربعاء عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي بستان الباشا (في شمال المدينة) بينما تعرض حي العرقوب (شرق) للقصف من قبل القوات النظامية. وكانت اشتباكات وعمليات قصف سجلت خلال النهار في احياء اخرى من المدينة التي قتل فيها ثمانية اشخاص بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين.

وبين القتلى ثلاثة مواطنين ارمن استهدفت سيارة تقلهم على طريق المطار عند منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء باطلاق النار.

وذكر شخص قريب من احد القتلى ان عدد القتلى اربعة، بالاضافة الى اكثر من 13 جريحا. وكان الضحايا عائدين من يريفان في ارمينيا الى حلب.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي رافضا الكشف عن اسمه “البعض يقول ان الجهة المعتدية هي الجيش السوري الحر، لكننا لا نملك اثباتا على ذلك. علينا ان ننتظر لنرى”، مشككا في احتمال ان يطلق الجيش الحر النار على سيارات تمر في الطريق.

وتابع ان “احد القتلى كان ترك زوجته واولاده في ارمينيا، وكان يريد تفقد بعض الامور في حلب والعودة الى عائلته”.

كما قتل خمسة مواطنين جراء القصف على مدينة الباب بريف حلب، بحسب المرصد.

وكانت اشتباكات وقعت فجر الاربعاء قرب مطار حلب بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة، كما ذكر المرصد السوري.

وذكرت لجان التنسيق المحلية مساء الاربعاء ان الاشتباكات تجددت في محيط مطار حلب الدولي وان الطيران المروحي وراجمات الصواريخ تضرب منطقة جسر النيرب.

في دمشق، قتلت فتاة في حي القابون (جنوب) اثر اطلاق الرصاص عليها من حاجز للقوات النظامية، ورجلان من حي جوبر (شرق) برصاص القوات النظامية على طريق المتحلق الجنوبي.

وتعرض حي الحجر الاسود (جنوب) لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة، كما طال القصف احياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك.

واستمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث تعرضت مدن وبلدات للقصف، ترافقت مع عمليات دهم واطلاق نار. وتسببت هذه العمليات بمقتل ثلاثة مواطنين.

على صعيد آخر، عثر الاربعاء في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط) على 13 جثة، اثنتان منها لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة الثلاثاء الى عشرين.

ووصفت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية ما حصل في حلفايا ب”المجزرة”، وذكر الناشطون في بيانات متلاحقة ان “اعداما ميدانيا” نفذ في حق هؤلاء.

وقتل صباح الاربعاء 18 جنديا نظاميا على الاقل واصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في مدينة سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب)، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة في المنطقة لا تزال مستمرة وقتل فيها خمسة مقاتلين معارضين ومدني.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قتل ما لا يقل عن تسعة جنود من القوات النظامية واصيب اكثر من اربعين بجروح في كمين تعرضت له قافلة للقوات النظامية في قسطل معاف، ما رفع عدد عناصر القوات النظامية الذين قتلوا الاربعاء في مناطق مختلفة الى 36، بحسب المرصد.

واعربت الممثلة الاميركية وموفدة الامم المتحدة الخاصة انجلينا جولي الاربعاء عن تأثرها بكيفية استقبال عائلات لبنانية للاجئين سوريين في منازلها بعدما استبعدت السلطات اللبنانية اقامة مخيمات لهم.

وقالت جولي، للصحافيين في بيروت “تأثرت كثيرا اليوم بلقاء عائلات سورية مجددا. وتأثرت بلقائهم (اللاجئون) هنا ليس في مخيم بل في منازل رحبت بهم وأمنت لهم الحماية”.

واوضحت “ادرك ان الشعب اللبناني يواجه مشاكله الخاصة ووضعه الاقتصادي لذا يكتسي هذا السخاء وهذا اللطف اهمية اكبر في ظل هذه الظروف وامل ان يعي العالم ذلك”.

ورافق المفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس، انجلينا جولي في جولتها ودعا الى دعم دولي لمساعدة لبنان على استيعاب تدفق اللاجئين.

وزارت انجلينا جولي قبل لبنان مخيم اللاجئين السوريين في الاردن.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً