أعلنت كل من بلجيكا وإمارة موناكو، اعترافهما الرسمي بدولة فلسطين، لتنضما إلى سلسلة من الدول الغربية التي اتخذت الخطوة نفسها مؤخرا، من بينها بريطانيا وفرنسا.
وأكد رئيس وزراء بلجيكا بارت دي ويفر، خلال كلمته أمام مؤتمر حل الدولتين المنعقد في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، أن بلاده “تعترف رسميا بدولة فلسطين، في خطوة تنسجم مع القوانين الدولية وتلبي التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وأضاف دي ويفر: “من خلال هذه المبادرة، نواصل دعمنا للقانون الدولي، ولا سيما حق الشعوب في تقرير مصيرها”.
من جانبه، أعلن أمير موناكو ألبيرت الثاني، في الكلمة التي ألقاها خلال المؤتمر، أن بلاده اعترفت بدولة فلسطين بموجب القانون الدولي، مشددا على “الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى حل دائم ومتوازن، وتحرير جميع المحتجزين، ونزع سلاح حركة حماس”.
ويأتي اعتراف بلجيكا وموناكو بعد خطوات مماثلة اتخذتها دول غربية بارزة مثل بريطانيا وفرنسا وكندا والبرتغال وأستراليا، في سياق دعم الجهود الدولية لإحياء حل الدولتين.
وزيرة الخارجية البريطانية: الاعتراف بفلسطين يهدف لإبقاء حل الدولتين وأفق السلام قائماً
أكدت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، أن اعتراف بلادها بدولة فلسطين يمثل خطوة قانونية تهدف إلى إبقاء حل الدولتين حيا، وضمان أفق واقعي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت كوبر، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن الاعتراف البريطاني “هو اعتراف قانوني واعتراف بالحقوق القانونية للدولة”، مضيفة: “قبل 75 عاما اعترفنا بدولة إسرائيل، والآن حان الوقت للاعتراف بالدولة الفلسطينية لإبقاء حل الدولتين قائما”.
وشددت الوزيرة على أن حل الدولتين يضمن الأمن للطرفين، محذرة من أن “الوضع الإنساني في غزة كارثي، مع استمرار الغارات والمجاعة واحتجاز حماس للرهائن”.
كما دعت إسرائيل إلى التوقف عن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، معتبرة أن أي خطوات توسعية ستكون “خاطئة وتشكل عقبة أمام مستقبل آمن للمنطقة”.
وأوضحت أن الخطوة البريطانية جاءت في سياق تحركات دبلوماسية أوسع تشهدها أوروبا لدعم الاعتراف بفلسطين، مؤكدة أن الهدف “ليس رمزيا بل قانونيا واستراتيجيا لضمان استمرارية أفق السلام”.
غوتيريش: لا سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين وضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن “لا سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين”، مشدداً على أن تحقيق ذلك يتطلب قرارات صعبة وقيادة جريئة من جميع الأطراف.
وقال غوتيريش، في كلمته خلال مؤتمر “نيويورك 2” في مقر الأمم المتحدة، إن حل الدولتين “يتسق مع القانون الدولي ويحظى بتأييد المجتمع الدولي والجمعية العامة”، مضيفاً: “علينا أن نجدد التزامنا بحل الدولتين قبل فوات الأوان”.
وأشار الأمين العام إلى أن إقامة دولة فلسطينية ليست مكافأة بل حقاً، داعياً إلى “وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة”، ومؤكداً أن “لا مبرر لما يحدث في الضفة الغربية ولا لاستمرار إقامة المستوطنات فيها”.
كما شدد غوتيريش على أن “مدينة القدس يجب أن تصبح عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية”، متسائلاً عن البديل بالنسبة لمن يعرقل مسار حل الدولتين.
ماكرون يعلن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين ويؤكد التزام بلاده بدعم حل الدولتين
أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بلاده “تفعل كل ما بوسعها للحفاظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين”، معلناً اعتراف فرنسا بدولة فلسطين “وفاءً لالتزام بلاده التاريخي في الشرق الأوسط”.
وقال ماكرون، في كلمته خلال مؤتمر “نيويورك 2” بالأمم المتحدة، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يشكل الحل الوحيد لتحقيق السلام، محذراً من أن “اتفاقات أبراهام وكامب ديفيد قد تكون معرضة للخطر بسبب إسرائيل”.
وأضاف أن “الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتقص من حقوق الشعب الإسرائيلي”، مشدداً على أن “الاعتراف بالآخر وشرعيته وإنسانيته هو الحل لوقف الدمار”.
وأشار ماكرون إلى أن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين سيتبعه اعترافات من دول أخرى، وهو ما سيساعد على “كسر حلقة العنف”. كما أعلن استعداد باريس للمساهمة في مهمة دولية لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار بغزة، مؤكداً أن على الدولة الفلسطينية تقديم إطار ديمقراطي لشعبها، بما يلتزم به الرئيس محمود عباس.
ودعا ماكرون الدول العربية إلى الاعتراف بدولة إسرائيل فور قيام الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الخطوة التالية ستكون إعادة إعمار قطاع غزة وإدارته من قبل السلطة الفلسطينية.
كما أكد أن فرنسا ستفتح سفارتها في الأراضي الفلسطينية بعد إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وستدعم قوة دولية للاستقرار في غزة، بما في ذلك تدريب القوة الأمنية الفلسطينية في القطاع.
روسيا تؤكد اعترافها بفلسطين قبل وقوع الكارثة الإنسانية التي أودت بحياة 65 ألف فلسطيني
أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فرشينين، أن روسيا اعترفت بفلسطين كدولة منذ فترة طويلة، دون انتظار وقوع الكارثة الإنسانية الحالية التي أودت بحياة 65 ألف فلسطيني على الأقل.
وقال فرشينين خلال مؤتمر دولي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية: “لقد اعترفت روسيا، مثل أغلب دول العالم (149 دولة)، بالحقوق المشروعة للفلسطينيين في العودة وتقرير المصير، وتطلعاتهم العادلة لإقامة دولتهم الخاصة، دون انتظار المأساة الإنسانية الحالية”.
سنغافورة تستعد للاعتراف بدولة فلسطين بشروط صارمة لضمان السلام والاستقرار
أعلنت وزارة الخارجية السنغافورية، الاثنين، استعداد البلاد للاعتراف بدولة فلسطين، مع وضع عدد من الشروط لضمان التوافق مع السلام الإقليمي.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن الاعتراف سيكون مشروطًا بوجود حكومة فلسطينية فعالة، واعتمادها اعترافًا صريحًا بحق إسرائيل في الوجود، ورفضها القاطع للإرهاب.
وأكدت سنغافورة أن مواقفها في التصويتات الأممية السابقة “تعكس دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته”، مع رفض الاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي.
الخارجية الفلسطينية تشكر بلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا على اعترافها بدولة فلسطين
وجهت وزارة الخارجية الفلسطينية الشكر للدول التي أعلنت رسمياً اعترافها بدولة فلسطين، وهي بلجيكا، دوقية لوكسمبورغ، مالطا، إمارة موناكو، وإمارة أندورا.
واعتبرت الوزارة في بيان رسمي، أن هذه القرارات “شجاعة وتتوافق مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتعكس حرص تلك الدول على إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام بما يضمن أمن واستقرار وازدهار المنطقة والعالم”.
وأكدت الوزارة أن “دولة فلسطين وحكومتها الشرعية جاهزة لبناء أمتن وأصدق العلاقات مع هذه الدول على كافة المستويات”.
كما اعتبرت الاعترافات بمثابة دعم للحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وحماية لمبادرة حل الدولتين من المخاطر التي تهددها، بما في ذلك الجرائم الإسرائيلية المستمرة من إبادة وتجويع وتهجير وضم.
ويأتي هذا بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر، بأغلبية ساحقة، “إعلان نيويورك”، الذي يمثل مبادرة سعودية فرنسية لإحياء ودعم حل الدولتين، ويحدد خطوات ملموسة ومحددة زمنياً نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، إلى جانب دولة إسرائيل، بما يتوافق مع رؤية المجتمع الدولي.






اترك تعليقاً