البعثة الأممية تُعرب عن دعمها القوي لنداءات التضامن لمواجهة جائحة كورونا

أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن دعمها القوي للنداءات الصادقة التي أطلقها مؤخراً العديد من الشخصيات الليبية من مختلف التوجهات والاختصاصات والمناطق وتضم صوتها إلى صوتهم في الدعوة إلى تناسي الخلافات وتظافر الجهود في التصدي لخطر انتشار فيروس كورونا المستجد.

وحثت البعثة في منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، الجمع، على تعاون جميع الجهات المعنية من أجل حماية الليبيين من هذا الخطر المحدق بليبيا وشعبها، بحسب البعثة.

هذا وأصدر الصالون الثقافي لمنظمة نبض ليبيا للسلام والتنمية، وثيقة نداء عاجل، للتضامن وتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة جائحة كورونا المستجد.

ووقع على الوثيقة أكثر من 200 شخصية أكاديمية وثقافية وسياسية واجتماعية في ليبيا ومن مختلف التوجهات السياسية ومن مؤسسات المجتمع المدني في مدن ليبيا.

وفيما يلي النص الكامل للوثيقة تحصلت «عين ليبيا» على نسخة منها:

 

نداء عاجل

لتضامن كل الليبيين والليبيات لمواجهة جائحة كورونا المستجد

قال تعالى : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الاثم والعدوان. ( سورة المائدة)

إلى كل مكونات وشرائح شعبنا الصابر.

إلى شعبنا الليبي الأصيل.

إن تفشى جائحة كورونا والتي أصابت مئات الآلاف حول العالم  وخلفت آلاف الضحايا تنذر بنتائج كارثية على كافة الأصعدة وفى جميع أصقاع الأرض وتطلب تكافلا وتكاثفا عالميا ومحليا لمواجهتها وتلزم كل الحريصين على شعوبهم وعلى الإنسانية في هذه الأوقات العصيبة أن تصدح بالحق وتتحمل مسؤولياتها وأن تتخذ المواقف المسؤولة. 

والتزاما منا نحن الموقعين على هذا البيان بحق شعبنا في حياة كريمة وآمنة، وحـيـث أن البنية الأساسية للخدمات الطبية تعانى من قصورا حاد كما أن المؤسسات العامة المعنية بالتعامل مع الطارئ المرعب غير كفؤة مقارنة بالبلدان الأخرى، مما يشكل خطرا كبير علينا جميعا وخصوصا على فئات كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة وضعيفي المناعة.

إن الموقف الوطني اليوم يحتم على كل الليبيين إن يتكاتفوا جميعا على درء هذا الوباء وإنقاذ أرواح الشعب الليبي متناسين كل خلافاتهم ومصالحهم الاخرى الضيقة.

على هذا الأساس يلتزم الموقعون على هذا النداء العاجل بالقيام بواجبهم كما تفرضه خطورة المرحلة ويدعون كافةً أبناء الوطن للتلاحم والتكاتف لإنجاز مـا يلي:

أولاً: تناسي كل الخلافات القائمة وذلك بالتبادل الصادق للمعلومات لتتمكن الجهات المسؤولة من التقييم الموضوعي للاحتياجات الطبية الطارئة لكل المدن والقرى الليبية، الأمر الذي  يتطلب تنسيقا عاليا وسريعا بين جميع الهيئات والمؤسسات الصحية.

ثانياً: التوفير العاجل والتوزيع المتكافئ للمعدات الطبية والفنية والمواد الضرورية بما فيها التعاقدات علي التوريد من الخارج بشكل شفاف.

ثالثاً: فتح كل الطرق والمطارات والموانئ الليبية للأغراض الطبية والإنسانية  في أوقات محددة ومناسبة يتفق عليها الطرفان حتى يسهل التنقل لكل الأطقم الطبية والشاحنات والطائرات التي تحمل معدات طبية وأدوية بما فيها مناطق الاشتباكات.

رابعاً: الاتصال الفوري بالمنظمات الدولية الطبية والدول المتقدمة والتي أنجزت تقدماً في مواجهة هذه الجائحة للمساعدة والاستفادة من تجاربها، والتعاون مع دول الجوار في برامج المجابهة وتبادل المعلومات حولها.

خامساً: تنسيق الإجراءات الأمنية لإنجاح عمليات حظر التجوال والممرات الآمنة وتطويق انتشار الوباء والحفاظ على تدفق السلع الغذائية ومستلزمات النظافة والتطهير والتأكيد على استقرار الأسعار وتوفير المتطلبات الضرورية لكل المناطق الليبية لتجنب عمليات الانتقال إلى مناطق أخرى.

سادساً: اتخـاذ كل ما يمكن من إجراءات وتدابير تحوطية خصوصا إجراءات العزل المنزلي ونشر وتطبيق إجراءات السلامة لمنع تفشى العدوى لكل التجمعات العامة التي يصعب منعها ولو مؤقتا  حتى لا تصبح بـؤراً لانتشار الفيروس وإقامة أماكن عزل عامة محددة  وتخصيص وتحديد المراكز الطبية التي تتولى علاج المصابين.

سابعاً: تخصيص موازنة طوارئ خاصة بهذه الجائحة على أن تنفق بشكل فعال وشفاف ووضع هذه الموازنة وبشكل فورى تحت تصرف الهيئات المركزية والمحلية المعنية لـدعـم الكوادر الطبية في جميع أنحاء البلاد.

ثامناً: ضرورة وسرعة صرف الرواتب المتأخرة للموظفين والعمل على معالجة إشكالية المقاصة بين فروع مصارف ليبيا، تيسيرا للمواطنين ولضمان انسياب حركة التجارة البينية بين المدن الليبية باعتباره أحد أهم العوامل لتوفير السلع والخدمات واستقرار أسعارها .

تاسعاً: الحث على روح المبادرة والعمل التطوعي وذلك بتشجيع الشباب على تشكيل فرق مساندة وداعمة للهيئات المختصة الطبية والأمنية وتدريبها وتزويدها بالمهارات اللازمة للتعامل مع هذه الجانحة.

عاشراً: حث كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على التركيز على خطورة هذا الفيروس وذلك بتوعية المـواطنين بأساليب الوقاية منه وتعزيز روح التعاضد والوحدة الوطنية والالتزام بالتدابير الاحترازية والوقائية التى وجهت بها الهيئات الصحية المختصة الوطنية والدولية.

الحادي عشر: التركيز على أن الحفاظ على الروح هو واجب شرعي والتزام ديني وهو يعد امتثالا للأمر الإلهي (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛوَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

شعبنا الليبي الكريم

إن المسؤولية الوطنية تحتم علينا جميعا ان نقف صفا واحدا متحدين متعاونين ومتعاضدين لصد هذه الجائحة وان نبذل كل الجهود على جميع الأصعدة وأن تعمل جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في إطار من التعاون والتنسيق لخدمة أبناء البلاد في كل مكان ودون استثناء.

إننا أمام فرصة قد تكون تاريخية لأبناء ليبيا لتدعيم الترابط والتلاحم الوطني والانطلاق لترميم الجراح وبناء مستقبل أفضل لنا جميعا، وهذه دعوة لكافة أبناء الشعب الليبي للانضمام لهذا النداء الإنساني.

حمى الله ليبيا وأبناءها.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً