التونسيون يحتفلون بمرور 9 سنوات على ثورة «الياسمين»

عبر المحتفلون عن فخرهم بثورتهم رغم الوضع السياسي الراهن. [يورو نيوز]

خرج آلاف التونسيين، الثلاثاء، للاحتفال في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، بالذكرى التاسعة للثورة، التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي بعد انتفاضة شعبية.

وتجمع عدد من الآباء مع أطفالهم ومجموعات من الشباب والكبار: رجالا ونساءا في هدوء حول مجموعات موسيقية، في شارع الحبيب بورقيبة، الذي زين بالأعلام التونسية، بحسب ما أفادت شبكة “يورو نيوز”.

وحمل البعض شعارات تضمنت رسائل أمل مثل “الشعب الذي نجح في التخلص من الديكتاتورية قادر على تحسين مستقبله” أو “المستحيل ليس تونسيًا!”.

وعبر آخرون عن فخرهم بثورتهم، رغم الوضع السياسي الراهن، حيث تجمعوا مع أطفالهم، وسط العاصمة تونس لاسترجاع أحداث يوم مهم في تاريخ تونس.

وعلى بعد عشرات من الأمتار من شارع الحبيب بورقيبة، تجمع مئات الأشخاص أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، مرددين شعار الثورة الرئيسي: “عمل،، حرية،، كرامة وطنية”.

وفي خطاب ألقاه أمام جمع غفير من المواطنين، ندد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي ، بالطبقة السياسية التي تريد “تقسيم التونسيين”، حسب وصفه.

ونقلت شبكة “يورو نيوز” عن الطبوبي قوله:

لقد مرت تسع سنوات والمشهد السياسي ازداد تعفنا، بسبب وجود طبقة سياسية مهتمة بالسلطة وليس بمصالح البلاد.

وأضاف الطبوبي، أن تدهور الوضع جعل الدولة التونسية ضعيفة ودون مكانة وغير قادرة على فرض القانون، وفق قوله.

وتابع:

لن نسمح للهواة في السياسة بنشر اليأس في نفوس التونسيين، وستستمر الثورة حتى قيام الجمهورية الحقيقية.

يُذكر أن الثورة التونسية والتي تُعرف أيضًا بثورة الحرية والكرامة أو ثورة 17 ديسمبر أو ثورة 14 جانفي، هي ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في نفس اليوم تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها، وتوفى البوعزيزي يوم الثلاثاء الموافق 4 يناير 2011 في مستشفى بن عروس بسبب حروقه البالغة.

وأدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم.

كما أدى ذلك إلى اندلاع مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وولاية القصرين مع قوات الأمن لتنتقل الحركة الاحتجاجية من مركز الولاية إلى البلدات والمدن المجاورة كالمكناسي والرقاب وسيدي علي بن عون ومنزل بوزيانو القصرين وفريانة ونتج عن هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن، وأجبَرت الرئيس زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014.

كما تم بعد خطابه فتح المواقع المحجوبة في تونس كاليوتيوب بعد 5 سنوات من الحَجب، بالإضافة إلى تخفيض أسعار بعض المنتجات الغذائية تخفيضاً طفيفاً.

لكن الاحتجاجات توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ بحماية أمنية ليبية إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير 2011.
 

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً