الثلوج تكشف حجم الثقافة الإستهلاكية لدى الأردنيين

7

وكالات

اصطف الأردنيون على مدار الأيام الثلاثة الماضية في طوابير طويلة أمام المخابز والمحلات التجارية، فور سماعهم التوقعات الجوية للمنخفض القطبي الذي يؤثر على بلاد الشام.

وسجلت نقابتا أصحاب المخابز وأصحاب محطات المحروقات اندفاعا للمواطنين على هاتين السلعتين بنسب ارتفاع وصلت إلى 150% لمادة الخبز، و200% لمادة المحروقات عن الوضع الطبيعي.

وبحسب “نقابة أصحاب المخابز” عبد الله الحموي، فقد استهلك الأردنيون ما يقرب من 80 مليون رغيف خبز خلال أربعة أيام فقط، وهي كمية تكفي لشعب تعداده 25 مليون نسمة.

وقال الحموي، إنه “لا مبرر لما حدث من تهافت، بالرغم من وجود تجربة سابقة في التعامل مع الثلوج”، واصفا ما حدث بـ”الفوضى العارمة”، كما أنه أكد أن “الإقبال الكبير على المخابز أعاق عمل المخابز التي تقدم خدماتها إلى المستشفيات والمطاعم”.

وارتفع الطلب بشكل “تاريخي” على مادتي الكاز والغاز، بحسب ما يقول نائب نقيب أصحاب محطات المحروقات إبراهيم أبو نحلة.

وأوضح أبو نحلة أن عدد أسطوانات الغاز التي بيعت في يوم واحد بلغت 198 ألف أسطوانة من ثلاث محطات غاز (في عمان والزرقاء وإربد)، وسجلت العاصمة عمان زيادة عن المعدل الطبيعي في الطلب على الغاز بمعدل سبعة آلاف أسطوانة غاز.

وكان الطلب مرتفعا جدا على مادة الكاز، واستهلك الأردنيون 3700 طن كاز خلال يومين فقط.

وتضاعفت مبيعات المواد الغذائية في المملكة خلال اليومين الماضيين بنسب تتراوح بين 20 و100 بالمئة استعدادا للظروف الجوية.

واعتقد نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، بأن سبب تهافت المواطنين بهذا الشكل يعود لعدم خبرة المواطنين بالتعامل مع الثلوج ولعدم وجود مركبات لدى المواطنين، بالإضافة إلى عدم وجود ثقة في التصريحات الحكومية والتضارب في التنبؤات.

ورأى أن ما حدث أمر طبيعي في البلدان التي تتعرض للثلوج، مؤكدا أن الطلب ارتفع بشكل كبير في مناطق عمان الثرية (عمان الغربية)، بسبب القوة الشرائية ووجود محلات تجارية كبيرة.

وبرر مواطنون أردنيون، سبب التخزين، بتخوفهم من فشل الأجهزة الحكومية في التعامل مع الظروف الجوية وفتح الطرق، بناء على تجارب سابقة، بينما حمّل آخرون وسائل الإعلام المسؤولية في تضخيم الأنباء حول الظروف الجوية، وتصويرها على أنها حالة ستكون استثنائية وصعبة.

بدوره، رأى الصحفي الأردني إسلام الصوالحة، أن وسائل الإعلام الأردنية، وخصوصا بعض المواقع الإلكترونية، لعبت دورا في حالة “الهلع” التي أصابت المواطن الأردني، وقال إن “الإفراط في نشر التقارير الجوية والأخبار المتعلقة بالحالة المتوقعة للطقس والتكهنات بشأن المنخفض وتأثيره، واستنساخ الأخبار وتكرارها، أدى إلى تخمة لدى الجمهور من هذه الأخبار، مع أن الهدف الأول هو استقطاب الزوار للمواقع”.

وأضاف الصوالحة: “حتى بعض المواقع لم تكتف بثنائية الأرصاد وطقس العرب، فاستعانت بهواة وصنعت لها متنبئها الجوي الخاص”.

هذا، وتتأثر منطقة بلاد الشام التي تضم الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، بمنخفض جوي عميق يستمر حتى الأربعاء، وتتساقط خلاله الثلوج على مناطق واسعة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً