الرئاسة التونسية تنفي تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا

نفت الرئاسة التونسية تسليم البغدادي المحمودي آخر رئيس حكومة في عهد العقيد الليبي معمر القذافي للسلطات الليبية الجديدة، واعتبرت أن عملية التسليم “ستطول”.

وقال عدنان منصر الناطق الرسمي بإسم الرئاسة التونسية، في تصريح بثه التلفزيون التونسي الرسمي صباح الأربعاء، إن تونس “لن تسلم البغدادي المحمودي، اذا لم يوفر الجانب الليبي ضمانات المحاكمة العادلة أو إذا استشعرت خطرا على حياته”.

وإعتبر منصر في تصريحه الذي جاء عقب إعلان وزير العدل التونسي نورالدين البحيري عن تسليم المحمودي خلال الأيام القليلة القادمة، أن “الإتفاق بشأن هذا الملف مع الشقيقة ليبيا، هو إتفاق مبدئي، وليس تنفيذياً، وشروطه تونسية، قبل التسليم الفعلي، وأولها تشكيل لجنة تونسية للتثبت من ظروف القضاء الليبي وإحترام الحرمة الجسدية والمعنوية” للمحمودي.

وأضاف أن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي “رفض التوقيع على قرار التسليم”، كما أن الرئيس التونسي المؤقت السابق فؤاد المبزع كان هو أيضا رفض التوقيع على قرار يقضي بتسليم المحمودي إلى ليبيا.

وأشار الناطق الرسمي بإسم الرئاسة التونسية إلى أن “المباحثات بشأن هذا الملف مستمرة”، وتوقع في نفس الوقت أن “تطول لا سيما وأن ليبيا مقبلة على إستحقاق إنتخابي”، على حد قوله.

وكانت قضية تسليم البغدادي المحمودي (68 عاما) إلى السلطات الليبية قفزت الثلاثاء على سطح الأحداث عقب إعلان وزير العدل التونسي نورالدين البحيري عن قرب تسليم المحمودي تفاعلا مع طلب ليبي.

وأثارت تصريحات وزير العدل حفيظة المحامي البشير الصيد، عضو هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي، الذي وصف قرار تسليم موكله بأنه “عار على تونس وعلى شعبها”، وإتهم الفريق الحاكم في تونس بـ”المتاجرة بدماء الناس”.

وقال باتصال هاتفي مع يونايتد برس إنترناشونال، إن هذا التطور الخطير في قضية البغدادي المحمودي هو “عار على مسؤولي تونس، وعلى الدولة التونسية وشعبها، لأنه لا يليق بكرامة تونس وثورة شعبها، كما أنه قرار مخالف للقانون التونسي”.

ولم يستبعد وجود صفقة مالية وراء تسليم البغدادي المحمودي، وقال”هناك خلفية خفية بين الحكام الوقتيين في تونس وبين ما يسمى بالمجلس الإنتقالي في ليبيا، ربما تتمحور حول صفقة مالية أو إقتصادية، وإذا ما تأكد وجود صفقة، فإن الأمر يصبح خطيراً لأن السلطة الحالية في تونس “تكون قد باعت دماء الناس، وقدّمت البغدادي المحمودي ككبش فداء مقابل منافع مالية”.

يشار إلى أن البغدادي المحمودي يقبع حاليا داخل سجن المرناقية (30 كلم غرب تونس العاصمة) منذ إعتقاله في 22 أيلول/سبتمبر من العام الماضي في بلدة “تمغزة” في محافظة توزر جنوب غرب العاصمة تونس، وذلك رغم صدور أحكام قضت ببراءته من التهم المنسوبة إليه، أي دخول البلاد بطريقة غير شرعية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً