الرئاسي يُعلن عن الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية

أطلق رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي والنائبان بالمجلس عبد الله اللافي وموسى الكوني، اليوم الخميس في طرابلس، الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية، بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية وأعضاء من مجلسي النواب والدولة، والسلك الدبلوماسي المعتمدين لدى ليبيا، والمنظمات المحلية والدولية، ومشاركة رئيسا مجلس النواب، والأعلى للدولة، وأمين عام جامعة الدول العربية، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، بكلمات عبر تقنية “الفيديو”.

وأكد رئيس المجلس الرئاسي، أنه آن الوقت لنتسامح ونتصالح، بعد سنوات، من قسوة التهجير، ومرارة الفقد، وويلات الانقسام والتخلف، وآن لهذه الأرض أن تحتضن أبناءها جميعا، إخوة متحابين، وأن لكل ليبي وليبية حق العيش بطمأنينة وسكينة فوق تراب هذا الوطن الغالي، وأن نترك لأجيالنا من الأسباب ما يشعرهم بالفخر والعزة والانتماء إلى أرضهم ووطنهم.

وأضاف المنفي في كلمته: “لقد عانت شعوبا كثيرة، الفرقة والقطعية والانقسام؛ لكنها بالعزيمة والإرادة والهمة انتصرت، وبالعفو والصفح والتسامح وعبرت ونهضت، ونحن الليبيون ليس استثناء، والآن وضعنا على عاتقنا أن نضع لأجيالنا الثقة والطمأنينة والترابط، وأن نرسخ في نفوسهم قيم التصالح والتسامح والتعايش بسلام، موضحاً عزم المجلس الرئاسي من خلال هذه الرؤية تجنيب الشعب ويلات الحروب، وما تخلفه من الفقد، والأسى، والتهجير، والتشريد، والحرمان”.

وتابع: “نحن اليوم أحوج ما نكون إلى جهود وطنية تخرج الوطن من دائرة الارتهان، والتبعية، لتعلو مصلحة الوطن على كل المصالح، وحتى يكون كل الليبيين شركاء في الوطن، في السراء والضراء، شركاء في الإدارة والإرادة، فلا مناص من إعادة اللحمة الوطنية وإعادة النسيج الاجتماعي كما كان”.

ويأتي إطلاق الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية، بعد نجاح المجلس الرئاسي، في إعداد الصيغة النهائية لدمج وتعديل قوانين العدالة الانتقالية، إيذاناً ببدء توسيع دائرة المشاركة النخبوية والمجتمعية، بمشاركة عدد من الخبراء والأكاديميين والباحثين، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي بالمجلس.

من جانبه أكد النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، في كلمته في حفل الإعلان عن الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية، أن المصالحة مشروع وطني مستمر، تعالج فيه أخطاء الماضي، ومكامِن جذور الصراعِ، لتُحصن المجتمع من الوقوعِ في براثن الخلافِ والنزاع، وتمكن لقيام دولة العدل والمؤسسات، وتحفظ لها هيبتها.

وأضاف اللافي أن “المجلس الرئاسي آثر العمل على ملف المصالحة الوطنية، بعيداً عن الأضواء، وركزنا في التأسيس له، على الدراسة العلمية المعمقة لجذور الصراع، وآليات العمل على معالجة آثاره، وأشركنا في ذلك العديد من الخبراء، في مختلف المجالات، وعقدت لتداول جوانبه القانونية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية الندوات والاجتماعات، وفتحت أبواب المشاركة فيه لأصحاب الأفكار والمبادرات، لنخلص إلى إعداد الرؤية الاستراتيجية لمشروعِ المصالحة الوطنية، لتكون برنامج عمل المفوضية العليا للمصالحة الوطنية”.

وأشار اللافي إلى أن مشروع المصالحة الوطنية، تم وضعه بين أيدي القائمين عليه، لتوسيعِ دائرة المشاركة فيه للنخب المثقفة والأكاديميين وعمومِ الشعب، لإبداء الرأي وإثرائه لتحقيقِ ملكية الشعب الليبي له، ليكون متحرراً من أي تبعية سياسية أو إدارية، وليمكن المفوضية العليا للمصالحة من العمل على تحقيق أهدافه بكل استقلالية، وهو ما حرص المجلس الرئاسي أن يضمنه لهذا المشروع منذ أن تولى هذه المهمة.

وتوجه النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي، بالشكر والتقدير، إلى كل من اجتهد في إنجاز هذا العمل، خاصاً بالذكر مجلس التخطيط الوطني، ومركز دراسة القانون والمجتمع جامعة بنغازي، وأعضاءِ اللجنة القانونية.

وفي ذات السياق، أشاد النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، في كلمته في حفل إعلان الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية، بمشروع المصالحة الوطنية، مؤكداً بأن المجلس الرئاسي، استطاع خلال أشهر معدودة من العمل الجاد، وضع حجر الأساس لمشروع وطني، يمهد الطريق لاستقرار ليبيا حتى تنعم بالتنمية والازدهار.

وأشار الكوني لاطلاع المجلس الرئاسي، على تجارب الدول التي سبقت ليبيا في هذا المجال، والتي مزقتها الحروب، وتمكنت بعزم شعوبها في إنجاح المصالحة الوطنية، وأصبحت الآن تنعم بالازدهار.

وأكد بأنه بمقدور الليبيين تجاوز الماضي، وأن يلتفوا حول ليبيا ويكون استقرارها وازدهارها، هو الطريق لضمان نجاح مشروع المصالحة الوطنية، حتى تعود ليبيا أفضل مما كانت عليها، ويجب ان يكون حبنا لليبيا، دافعاً للعمل لكي تكون ليبيا آمنة ومستقرة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً