الرئيس الأمريكي يجري اتصالاً مع الرئيس الصيني

أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث تبادلا وجهات النظر بشكل صريح ومتعمق حول العلاقات الصينية-الأمريكية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق ما ذكرت وكالة “شينخوا”.

ووفق الوكالة، “أجرى الرئيسان مناقشة صريحة وبناءة حول مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك مجالات التعاون المحتمل والمسائل الخلافية، كما تبادل الرئيسان “وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية، والوضع في شبه الجزيرة الكورية”.

واتفق الجانبان “على البقاء على اتصال، وكلفا فريقيهما بتنفيذ رؤية سان فرانسيسكو، بما في ذلك تعزيز آليات التشاور بشأن القضايا الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والتجارية وغيرها، بالإضافة إلى الاتصالات العسكرية، وإجراء الحوار والتعاون في مجالات مثل مكافحة المخدرات والذكاء الاصطناعي والاستجابة للمناخ، واتخاذ المزيد من الخطوات لتوسيع التبادلات الشعبية، وتعزيز الاتصالات بشأن القضايا الدولية والإقليمية”.

وبحسب الوكالة، أشار الرئيس شي، إلى أن “اجتماع سان فرانسيسكو مع الرئيس بايدن في نوفمبر الماضي فتح رؤية سان فرانسيسكو ذات التوجه المستقبلي، وخلال الأشهر الماضية، تصرف المسؤولون من الجانبين بناء على التفاهمات الرئاسية بشكل جدي، وبدأت العلاقات الصينية-الأمريكية في الاستقرار”.

وأوضح الرئيس شي، “موقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بهونغ كونغ وحقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي وغيرها من القضايا”.

وبحسب الوكالة، أشار الرئيس شي، إلى أن “دولتين كبيرتين مثل الصين والولايات المتحدة يتعين ألا تقطعا علاقاتهما مع بعضهما البعض أو تديرا ظهريهما لبعضهما البعض، ناهيك عن الانزلاق في صراع أو مواجهة”، مضيفا: “يتعين على البلدين احترام بعضهما البعض والتعايش في سلام والسعي نحو تحقيق تعاون مربح للجانبين”.

وأكد الرئيس الصيني، أن “العلاقات يجب أن تستمر في المضي قدما بطريقة مستقرة وسليمة ومستدامة، بدلا من العودة إلى الوراء”.

كما أكد شي، على “ثلاثة مبادئ شاملة ينبغي أن توجه العلاقات الصينية-الأمريكية في عام 2024، وهي أولا، يجب تقدير السلام، إذ يتعين على الجانبين وضع أرضية عدم الصراع وعدم المواجهة تحت العلاقات، ومواصلة تعزيز النظرة الإيجابية للعلاقة”.

أما الميدأ الثاني وفق الرئيس الصيني، فإنه “يتعين إعطاء الأولوية للاستقرار، ويتعين على الجانبين الإحجام عن إعادة العلاقات إلى الوراء أو إثارة أي حادث أو تجاوز الخط، من أجل الحفاظ على الاستقرار الشامل للعلاقات، وثالثا، يجب التمسك بالمصداقية”، مشيرا إلى أنه ع”لى الجانبين احترام التزاماتهما تجاه بعضهما البعض من خلال العمل”.

وأضاف أن “الجانبين بحاجة إلى تعزيز الحوار من خلال الالتزام بالاحترام المتبادل، وإدارة الخلافات بحكمة، ودفع التعاون بروح المنفعة المتبادلة، وتعزيز التنسيق في الشؤون الدولية بطريقة مسؤولة”.

كما شدد الرئيس الصيني على أن “مسألة تايوان هي الخط الأحمر الأول الذي يجب عدم تجاوزه في العلاقات الصينية-الأمريكية”، وقال: “الصين لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان” والتشجيع والدعم الخارجيين لها”.

وحث الرئيس الصيني، “الجانب الأمريكي على ترجمة التزام الرئيس بايدن بعدم دعم ما يسمى “استقلال تايوان” إلى إجراءات ملموسة”.

وأشار شي إلى أن “الجانب الأمريكي قد تبنى سلسلة من الإجراءات لقمع التنمية التجارية والتكنولوجية للصين، كما يضيف المزيد والمزيد من الكيانات الصينية إلى قوائم العقوبات الخاصة به”.

وأضاف أنه “إذا كان الجانب الأمريكي على استعداد للسعي نحو التعاون متبادل المنفعة والمشاركة في عوائد التنمية الصينية، سيجد دائما باب الصين مفتوحا؛ ولكن إذا كان مصرا على احتواء تنمية التكنولوجيا الفائقة في الصين وحرمان الصين من حقها المشروع في التنمية، فلن تجلس الصين وتراقب”.

بدوره، أشار الرئيس بايدن، إلى أن “العلاقات الأمريكية-الصينية هي الأكثر أهمية في العالم، ويظهر التقدم الذي أحرزته العلاقات منذ اجتماع سان فرانسيسكو قدرة الجانبين على تعزيز التعاون مع إدارة الخلافات بشكل مسؤول”.

وأكد الرئيس بايدن، أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، وأن هدفها ليس تغيير نظام الصين، وأن تحالفاتها لا تستهدف الصين، وأن الولايات المتحدة لا تدعم ما يسمى “استقلال تايوان”، وأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع الصين”.

وأضاف: “تلتزم الولايات المتحدة بسياسة صين واحدة، ومن مصلحة العالم أن تنجح الصين، كما أن الولايات المتحدة لا تريد الحد من تنمية الصين، ولا تسعى إلى “فك الارتباط” عن الصين”.

وقال: “سترسل الولايات المتحدة وزيرة الخزانة جانيت يلين ووزير الخارجية أنتوني بلينكن لزيارة الصين قريبا لتعزيز الحوار والتواصل وتجنب الحسابات الخاطئة وتعزيز التعاون، من أجل دفع العلاقات على مسار مستقر والاستجابة بشكل مشترك للتحديات العالمية”.

كما أبلغ الرئيس الأميركي نظيره الصيني، أن الولايات المتحدة تريد تغييرا لملكية منصة تيك توك.

يذكر أن هذه المحادثة هي الأولى منذ لقائهما المباشر في كاليفورنيا في نوفمبر الماضي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً