الرئيس الفرنسي يتنصل من دعمه لحفتر

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لا تدعم خليفة حفتر، وأن هدفها هو التوصل إلى حل سياسي في ليبيا.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في العاصمة الألمانية برلين، اليوم الاثنين، أكد ماكرون أن فرنسا لا تدعم خليفة حفتر، وهدفها هو التوصل لحل سياسي.

وأضاف:

حفتر قام بالهجوم العسكري بشكل يتعارض كليا مع موقف فرنسا وكما رأيتم نحن لم ندعمه عسكريا.

وأشار إلى أن ليبيا أصبحت ملعبا للحرب بالوكالة حيث تقوم قوى دولية ومحلية بدعم طرف أو آخر عسكريا من أجل مصالحها الخاصة، وفرنسا وألمانيا لا تقومان بذلك، حسب قوله.

وتابع ماكرون:

واجهت الرئيس الروسي بوتين بشأن وجود قوات فاغنر على الأرض في ‎ليبيا، وأنا أندد بما تفعله هذه التشكيلات هناك.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن سياسة فرنسا بشأن ليبيا تخضع أخيرا للتدقيق داخليا.

وأوضحت الصحيفة في مقال، أن باريس لعبت لسنوات دورا حيويا في صعود حفتر من خلال توفير الدعم والغطاء الدبلوماسي.

وأشار المقال إلى أن هناك تحولا على ما يبدو بعد هزيمة حفتر الكارثية في غرب ليبيا، لافتاً إلى أن البعض داخل وزارة الخارجية الفرنسية والأجهزة الأمنية بدأوا في التراجع بخصوص دعم حفتر.

ونقلت صحيفة “إندبندنت” عن مسؤول فرنسي رفيع المستوى مطلع على السياسة الفرنسية في ليبيا قوله، إن هناك حالة من الإحباط في الأوساط الفرنسية بخصوص الملف الليبي.

وفي سياقٍ ذي صلة، قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن تركيا حجبت أحلام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في ليبيا، مشيرة إلى أن اتهامات الأخير لأنقرة “ماهي إلى محاولات يائسة لصرف الانتباه عن الجرم الفرنسي.

وأضافت في مقال للكاتب “بوبي غوش”، نشرته على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن ماكرون بتوجيهه أصابع الاتهام تجاه الغير “يتجاهل مسؤوليته في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا”.

وأوضحت أن تصريحات ماكرون حول ليبيا تطورت من حد المغالاة والنفاق إلى شيء أقرب ما يكون إلى الهستيريا، بحسب الوكالة.

وقالت الوكالة إن ماكرون وبعد دعمه لحفتر ضد حكومة الوفاق المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة، يتهم الآن تركيا بـ “لعب لعبة خطيرة” في ليبيا.

وأشارت إلى أن حفتر بدأ يصرّح بأنه “لن يتسامح” مع التدخل التركي، وذلك بعد أن فقد أي نفوذ ربما كانت فرنسا حصلت عليه في الحرب الأهلية بليبيا.

وبحسب “بلومبيرغ”، فإن ماكرون ربما يعاني من خلل في الذاكرة، مشيرة إلى أن مساهمة فرنسا الأساسية في الصراع الليبي ربما تضيع في دوامة التقلبات والانعطافات الأخيرة في الحرب الليبية والتعقيدات التي سببها ما لا يقل عن 12 لاعبًا أجنبيًا.

ولفتت الوكالة لتت إلى أن كل ما فعله ماكرون، الذي عيّن نفسه صانعا للسلام والذي استضاف قمة خارج باريس جمع فيها بين حفتر وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق، كان إضفاء الشرعية على القائد المتمرد الذي لم يتخل أبدا عن طموحه بالاستيلاء على طرابلس بالقوة، وفقاً للوكالة.

وقالت إنه ومع وجود حلفاء آخرين أكثر التزاما وراءه، ولا سيما مصر والإمارات وروسيا، تمكن حفتر من معاملة رعاته الفرنسيين كما عاملوا الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة بتجاهل صارخ.

ووفق الوكالة، فإن الزعيم الوحيد الذي كان يحرك البوصلة الليبية هو الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أجبر دعمه بالقول والفعل لحكومة الوفاق على تقهقر حفتر.

ورأت الوكالة أن التحول في الأحداث الأخيرة كشف عن أمور محرجة لماكرون ولو دريان وزير الخارجية الفرنسي، كاكتشاف مقابر جماعية في الأراضي المحررة من المتمردين التي قالت إن ذلك يشير إلى أن بطل فرنسا في إشارة إلى حفتر كان يرأس فظائع وأعمال وحشية على نطاق واسع.

وختاما أشارت بلومبيرغ إلى أن اتهامات ماكرون وتبجحه الخطابي تجاه تركيا ما هي إلى محاولة يائسة لتشتيت الانتباه عن الجرم الفرنسي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً