الرابحون والخاسرون في سوق الهواتف الذكية 2015

حسب إحصائيات شركة البيانات العالمية IDC فإن سوق الهواتف الذكية شهد نموا بمقدار 13% في عام 2015 حيث شحنت الشركات المصنعة للهواتف الذكية 341.5 مليون هاتف ذكي في النصف الأول من هذا العام بزيادة قدرها 11.6% عن العام الماضي، وحازت أسواق الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي على 82% من نسبة الأجهزة المباعة حول العالم.

ورغم أن الإحصائيات نفسها ترى أن هناك تراجعا في الأشهر الأخيرة لمبيعات الهواتف الذكية وانخفاضا في متوسط أسعار البيع في قطاعات التجزئة المتقدمة إلا أن هذا العام شهد تحقيق عدد كبير من الأرقام الجديدة في سوق الهواتف مثل تجاوز أرباح شركة أبل حاجز 94% رغم أن حصتها في السوق لا تتجاوز 18.3% وذلك وفقا لتقارير شركة أبحاث السوق Canaccord Genuity ، يضاف لما سبق التراجع الكبير الذي شهدته شركة سامسونج بحيث فقدت 44 مليار دولار من قيمتها التجارية، كما تراجعت شركات كانت ناجحة حتى وقت قريب مثل سوني ولينوفو وبلاك بيري وLG وشركة HTC، كذلك شهد هذا العام ظاهرة جديدة وهي ارتفاع حصص الشركات الصينية مثل هواوي وشياومي على حساب شركات ذات تاريخ كبير وقد حققت كلا الشركتين مبيعات ضخمة وأرباح كبيرة تجاوزت من خلالها حصص شركات ذات وزن.

أرباح أبل فاقت التوقعات

apple1-1

حسب Katy Huberty المحللة بشركة مورغان ستانلي فإن شركة أبل باعت في عام 2015 ما يقارب 231.1 مليون هاتف آيفون، وكانت الشركة قد أعلنت أنها حققت في سنة 2015 أرباح قياسية تقدر ب 234 مليار دولار وارتفع سهم الشركة إلى 1.96 دولار للسهم مقارنة ب 1.88 دولار العام الماضي.

يعتبر هذا العام هو الأنجح لشركة أبل في تاريخها حيث بلغت نسبة نمو الإيرادات 28% مقارنة بالأعوام السابقة، كما نجحت الشركة في الاستحواذ على 94% من أرباح سوق الهواتف الذكية.

الشركات الصينية الحصان الجامح

huawei-xiaomi

منذ عام 2011 تفوقت الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، الصين لم تعد مستهلكة لما تقدمه الشركات الأجنبية من منتجات بل أنتج هذا السوق الهائل شركات أصبحت لاعبا أساسيا في عالم مصنعي الهواتف مثل شياومي وهواوي ولينوفو.

حتى العام الماضي كانت شركة أبل تتصدر منتجي الهواتف الذكية في الصين، ولكن في هذا العام تراجعت للمركز الثالث مفسحة المجال لشركتين صينيتين وهما شياومي التي أستحوزت على 15.9% وهواوي 15.7% من السوق الصينية.

هذا العام أصبحت شركة هواوي هي ثالث أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم ، ونمت أرباحها بنسبة 30% وحققت أرباح تقدر 175.9 مليار يوان أي ما يعادل 28.3 مليار دولار في الستة أشهر الأولي من عام 2015.

تعول هواوي كثيرا على هاتفها Mate 8 والتي قالت عنه أنه سيحقق مبيعات كبيرة مقارنة بجهاز Mate 7 والذي بيع منه 7 ملايين وحدة.

أما شركة شياومي فقد حققت نتائج مذهلة هذا العام، فقد أرتفعت قيمة الشركة السوقية ل 45 مليار دولار، وباعت في النصف الأول من هذا العام 34.7 مليون هاتف بزيادة قدرها 33% عن العام الماضي، وتوقعت الشركة أن تتخطى مبيعاتها 100 مليون هاتف هذا العام مقارنة ب 61 مليون في عام 2014 و18.7 مليون هاتف عام 2013 و 7.2 مليون هاتف عام 2012.

حققت شركة شياومي 41 مليار دولار عائد أرباح هذا العام مقارنة 11.97 مليار دولار العام الماضي.

ورغم تحقيقها أرباح بقيمة 12.2 مليار دولار إلا أن شركة لينوفو عانت من خسائر جزئية تقدر ب 714 مليون دولار ويعود السبب في ذلك حسب الشركة أنها تقوم حاليا بعمل هيكلة لقطاع الهواتف بها، وحسب المدير التنفيذي للينوفو فإن الشركة ستستغني عن 3200 وظيفة لتدعيم وضعها المادي.

ورغم ذلك حققت شركة لينوفو نتائج جيدة هذا العام حيث ارتفعت حصة الشركة عالميا في سوق الهواتف إلي 5.3%.

خسائر سامسونج المتلاحقة

Samsung-Logo-no-4

في تقرير لموقع Bloomberg كشف عن خسائر كبيرة لشركة سامسونج الكورية، فحسب التقرير خسرت سامسونج 44 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ شهر أبريل الماضي، كما تراجعت أسهم الشركة بنسبة 8.1% مما أدى لخسائر فادحة بلغت 12 مليار دولار في شهر أغسطس الماضي، وتعتبر هذه الخسائر هي أكبر التراجعات للشركة منذ عام 1983 حسب ما أورد التقرير.

في حقيقة الأمر فإن تراجع سامسونج يعود لنهاية عام 2014 وبداية عام 2015 حيث عانت من خمسة أشهر من الضربات الموجعة والخسائر المتلاحقة، ورغم أن حصة سامسونج في سوق الهواتف الذكية يتجاوز 24% إلا أن التسرع في إنتاج عدد كبير من الهواتف في وقت واحد جعل من المستحيل التركيز على جودة منتج معين فأتت معظم الأجهزة متشابهة، فالتركيز على الكم يؤدي لضعف ما يتم إنتاجه وهو عكس ما تفعله شركة أبل مثلا التي تنتج هاتف واحد أو هاتفين في السنة ولكن بجودة عالية مما أدي بها لكسب ثقة المستخدم وبالتالي تحقيق مبيعات مرتفعة وهذا عكس ما تفعله سامسونج التي تهتم بالتواجد الدائم في السوق بعدد هائل من الأجهزة دون قيمة فعلية.

HTC ليست أفضل حالا

htc-logo

واصلت شركة HTC خسائرها هذا العام رغم أنها نجحت في عام 2014 في تحقيق أرباح جيدة، ففي الفترة من 1 يوليو حتى 30 سبتمبر أعلنت الشركة عن خسائر بمقدار 138 مليون دولار أمريكي وأنخفضت أرباح الشركة من 1.29 مليار دولار إلى 658 مليون دولار.

في الربع الثاني من هذا العام خسرت شركة HTC 8.03 مليار دولار تايواني أي ما يعادل 261 مليون دولار أمريكي في الفترة الممتدة بين أبريل ويونيو 2015.

ورغم أن الشركة كانت تعول كثيرا على هاتف HTC ONE M9 إلا أن أغلب الخسائر جاءت بعد الإعلان عن الهاتف نظرا لضعف الطلب عليه كما أن أسهم الشركة تراجعت بنسبة 50% بعد إطلاق الهاتف.

هذه الخسائر أدت بشركة HTC لتخفيض قوتها العاملة بنسبة 15% وهو ماحدا ب Cher Wang المديرة التنفيذية للشركة للإجتماع بالمستثمرين والكشف عن خطة جديدة لهيكلة الشركة والعودة بها لسكة الأرباح مجددا.

هل تغادر سوني عالم الهواتف الذكية؟

Sony-Xperia-Z2-back-angle

أستمرت خسائر قطاع الهواتف في شركة سوني هذا العام فبعد أن خسرت العام الماضي 1.2 مليار دولار هاهي هذا العام تواصل نزيف الخسائر المتتالية، فقد عانت الشركة من تراجع في المبيعات بنسبة 15% وسجل قطاع الهواتف خسائر بلغت 1.85 مليار دولار أمريكي.

كل هذه الخسائر دفعت الشركة للتفكير جديا بالتخلي عن قطاع الهواتف لذكية بالشركة وبيع علامة Xperia مثلما باعت من قبل علامة Vaio الخاصة بالحواسيب المحمولة.

ورغم ذلك فقد قالت الشركة على لسان مديرها التنفيذي كازو هيراي أن الشركة ستمنح قطاع الهواتف لديها فرصة جديدة في عام 2016 من أجل العودة للمنافسة والأرباح ولإثبات قدرة الشركة على العودة من جديد.

وتحاول الشركة حسب هيراي زيادة حصتها في السوق الأمريكي التي تبلغ 1% فقط وكذلك زيادتها في السوق الياباني رغم بلوغها 17%.

هل انتهي عصر بلاك بيري؟

BlackBerry-Logo

حسب تقارير عديدة فإن عدد من الشركات الصينية ترغب في شراء شركة بلاك بيري ومن هذه الشركات هواوي وشياومي ولينوفو، هذا الخبر يعكس مدي عمق الأزمة التي تمر بها شركة بلاك بيري العريقة فخسائر الشركة تتوالى عاما بعد عام والمحاولات المستمرة من الشركة للعودة للمنافسة تفشل في كل مرة، ويبدو أن مصير الشركة التي أنخفضت قيمتها السوقية ل 2 مليار دولار فقط سيكون مصيرها البيع.

بلغت خسائر شركة بلاك بيري 6 مليارات دولار هذا العام، وحسب بيان للشركة فإنها ستنسحب من سوق الهواتف الذكية إن لم تبيع 5 ملايين هاتف عام 2016، ويبدو أن الشركة التي مازالت تعاني من تراجع في حصتها السوقية والمبيعات والأرباح ستجرب حظها مع هاتف يعمل بنظام أندرويد وهو Blackberry Priv كحل أخير لإنقاذ الشركة.

ميكروسوفت و LG

أما شركة ميكروسوفت التي تطور سلسلة هواتف لوميا فرغم أنها باعت 9.3 مليون هاتف هذا العام إلا أن الشركة أعلنت عن خسائر في قطاع الهواتف وتراجع للمبيعات بنسبة 54%.

ولا يختلف الحال كثيرا في قطاع الهواتف في شركة LG الكورية التي أعلنت عن تراجع كبير في المبيعات وتحقيق خسائر بلغت 67 مليون دولار.

حسب كثير من المراقبين فإن عام 2015 كان سيئا للغاية بالنسبة للغالبية العظمي من مصنعي الهواتف الذكية فقد شهد تراجع كبير في المبيعات وإنخفاض في الأرباح وعانت معظم الشركات من نزيف الخسائر المتتالية، ولكن عام 2015 أنتهي بكل ما فيه ويأتي عام 2016 محملا بأمال كثيرة لهذه الشركات في تخطي التراجعات والخسائر والعودة للمنافسة مرة أخرى.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً