الريموت بترول

الريموت بترول

أكثر من مليوني ونصف المليون دينار هي كلفة وقود خفيف “نافطة” لمحطة السرير لتوليد الكهرباء كل يوم، وبالسعر المدعوم.

يعني لكي نحصل على 500 ميجا وات، محتاجين أن ندفع هذه الفاتورة العالية، والتي قد تتخطى 3 مليون دولار.

أمريكا قدمت لنا مساعدة بقيمة ستة ملايين دولار لدعم مجهود مكافحة كورونا، يعني نفقات وقود لمحطة السرير ليومين.

أما سويسرا فبعد أن اخرت قدم وقدمت أخرى تطوعت لنا في مناسبة سابقة بنصف مليون دولار كمساعدة، وهو ما يكفي تشغيل المحطة لأربعة ساعات.

والكلام مازال على محطة السريري التي لا تلبي حتى ثمانية بالمئة من احتياجاتنا للكهرباء خلال فصول الذروة.

بصرف النظر كونه ينبغي تزويد المحطة بالغاز الأقل كلفة والقريب، ولكن في الواقع علينا أن ندفع أكثر من ثمانين مليون دولار كل شهر لشراء وقود خفيف من مصافي إيطاليا.

(طيب) اليوم لدينا احتياطي ننفق منه على مادة المازوت، والبنزين، وجسر من صهاريج الوقود التي تغذي محطة كمحطة السرير.

كما يغطي هذا الاحتياطي وارداتنا من دقيق، وسكر، وبذور البطيخ، ودواء ضغط الدم، وحليب الأطفال، وحافظات صغار وكبار السن.

يعني عامين، أو أقل من ثلاثة، ونبدأ دبلوماسية التسول الدولي “لله يا خليجيين”.

الآن صرنا نفرح مع أي بيان للسفارة الأمريكية يتعلق بعودة صادرات النفط الذي لم ينزل احد للشارع محتجا على إغلاق هذا الريموت بترول بالنسبة لليبيين.

لم ترفع لافتة واحدة مكتوب عليها: “قطع الأعناق ولا قطع صنبور النفط.

نتكلم عن مختنق السيولة قد يجيء يوم ويصبح طبق البيض بعبوة عربة يدوية “برويطة”.

نتكلم عن الكهرباء قد نصبح في إظلام تام، ليس بسبب تدخل مسلحين لمحطات التوليد. بل عدم توفر ما نولد به.

نتكلم عن تدني المرتبات، قد نجد مرتبات الجداول الخاصة لا تكفي لشراء مشط باندول، وثلاثة علب حليب، وكيس شاي احمر.

أفتحوا النفط، لتبقى عائداته في حساب المؤسسة، في حساب المصرف الخارجي، في حساب إيراد خاص “شفافة”.

هل يعقل أن يكون الغير أرحم على الليبيين من الليبيين؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

عبدالرزاق الداهش

كاتب وصحفي ليبي

اترك تعليقاً