«السني» يدعو لإرسال فريق أممي لتقييم احتياجات مفوضية الانتخابات

طالب مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، بالإسراع فـي إرسال فـريـق أممي لتقييم الاحتياجات الـخاص بدعم الانتخابات في ليبيا، وذلك للوقـوف بـشكٍل مباشـر وعاجل على متطلبات المفوضـية الوطنية العليا للانـتخابات.

وفي كلمة له، أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، حول تطورات الأوضاع في ليبيا، شدّد السني على ضرورة التزام جميع الدول بمخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا، ودعم التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ومخرجات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، خاصة خروج جميع القوات والمرتزقة الأجــانب، حتى تتحرر الإرادة الوطنية من أي أبتزاز، وفق قوله.

كما رحّب السني، بدور الـبعثة الأمـمية فـي مـتابـعة أعمال اللجنة القانونـية المنبثقة عن ملتقى الحوار الليبي، ودعوتها لانـعقاد الملتقى الأيام المقبلة، لحسم مقترح القاعدة الدستوريـة اللازم للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة فـي شهر ديسمبر القادم، وحتى يستطيع مجلسي النواب والدولة القيام باستحقاقهما حسب ما ورد في خارطة الطريق.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة المندوب الليبي:

 

السيد الرئيس،

فـي الـبدايـة أود أتـقدم لـكم بـالـشكر عـلى عـقد هـذه الجـلسة، كما أتـقدم بالشكر أيــضاً لـلسيد يــان كــوبــيتش عـلى إحــاطــته، والــشكر كــذلــك مــوصــول لـرئــيس لــجنة مجـلس الأمــن المـنشأة بـموجـب القرار 1970 الخاص بليبيا على تقريره حول أعمال اللجنة.

السيدات والسادة،

أحـدثـكم الـيوم بـلسان الـشارع الـليبي، بـل وربـما بـلسان الـعديـد دول المـنطقة التي ملت من هذه الاجتماعات والإحاطات وتكرر نفس البيانات والتصريحات، لأنها تتطلع إلى اتخاذ خطوات أكثر واقعية وعملية لتنفيذ مـا يـتم الـتوصـل إلـيه مـن قـرارات فـي هـذا المجـلس والـتي مـن المـفترض أنـها ”قـــرارا ٌت مـــلزمـــة“، حـــتى نســـتطيع الخـــروج مـــن دوامـــة الصراع والتي دامت لعقود من الزمان.

السيدات والسادة،

يـعمل المجــــلس الـرئاسي وحـكومـة الـوحــدة الوطــــنية يــــداً بــــيد مــــن أجــــل الاســــتفادة مــــن الــــتطورات الإيــــجابــــية الــــتي تشهــــدهــــا الأوضــــاع فــــي ليبيا، والــــــتي مــــــا كــــــان لــــــها أن تــــــتحقق لــــــولا الــــــجهود والمــــــبادرات المحــــــلية والــــــوطــــــنية الصادفـة، وكـذلك بـعد قــيام عـدة دول بـدعـم مـسار الحل السلمي والــسياســي، بــعيداً عــن الحــلول الــعسكريــة الــتي لــم تجــلب غــير الــدمــار وعــدم الاســـتقرار فـــي ليبيا والمنطقة، لذا نـطالـــب المـــجتمع الـــدولـــي الاســـتفادة مـــن هــذا الــزخــم المحــلي والــدولــي لمــساعــدة بــلادي للخــروج مــن أزمــتها وتــحقيق مــا يــــصبو إلــــيه الـشعب الليبي لبناء دولته الديــــمقراطــــية… دولة المـؤســــسات والقانون.

وفي هذا الإطار نود التأكيد على النقاط التالية:

أولاً: نــطالــب بــالــتزام جــميع الــدول بمخــرجــات مــؤتــمر بــرلــين حــول ليبيا الــتي تـــــبناهـــــا قـــــرار مجـــــلس الأمـــــن 2510 ومـــــا تــابـع ذلك فـي الـقراريـــــن 2570 -2571، والعمل على دعـم الـتنفيذ الكامـل لاتـفاق وقــــــف إطــــــلاق الــــــنار ومخــــرجــــات اللجنة العسكريـة المشـتركة 5+5، وبــــالأخــــص خــــروج جــــميع الــــقوات والمرتــــزقــــة الأجانـب، حــــتى تتحرر الإرادة الوطنية مـن أي أبــــتزاز وتَبسط الدولة سيادتها على كامل التراب الليبي.

ثـانـياً: الــتأكــيد عــلى أهــمية أن يــظل دور فــريــق المــراقــبين الأمــميين فــي إطــار دعــــم اللجنة العسكريــــة ومخـرجـاتـها حسـب مــــتطلباتــــها، وأن تــــحافــــظ عــــلى شــكلها المــدنــي، وألا تــتحول بــأي شــكل مــن الأشــكال إلى قــوة عــسكريــة عــلى الأرض.

ثـالـثاً: نـرحـب بـدور الـبعثة الأمـمية فـي مـتابـعة أعـمال الـلجنة الـقانـونـية المـنبثقة عـــن مـــلتقى الـــحوار الـــليبي، ودعـــوتـــها لانـــعقاد الملتقى الأيـــام المـــقبلة، لـــحسم مـقترح الـقاعـدة الـدسـتوريـة الـلازم لـلانـتخابـات الـرئـاسـية والـبرلمـانـية المـقررة فـي 12-24 المقبل، وحــــــــــــتى يستطيع مجلسي الـنواب والدولة القيام بــاســتحقاقــهما حســب مــا ورد فــي خــارطــة الــطريــق، وذلــك قــبل المــوعــد المحــدد من المفوضية العليا للانتخابات بتاريخ 1-7 كحد أقصى.

رابـعاً: نـطالـب الأمـم المتحـدة بـالإسـراع فـي إرسـال فـريـق تـقييم الاحـتياجـات الـــخاص بـــدعـــم الانـــتخابـــات فـــي لـــيبيا، وذلـــك للوقـــوف بـــشكل مـــباشـــر وعـــاجـــل عـــــلى مـــــتطلبات المـفوضــية الـعليا للانــتخابــات، وأيــضاً مـــــعرفـــــة التحــديـات المختلفة الــتي قــــد تــواجــــه العملية وكــــيفية عــــلاجــــها، وذلــــك مــــن أجــــل ضــــمان إجـــراء الاســـتحقاقـــات الانـــتخابـــية فـــي كـــل مـــدن ليبيا بـــنجاحٍ وشـــفافـــية، دون التشكيك في العملية أو نتائجها لاحقاً.

السيدات والسادة،

تـعمل حـكومـة الـوحـدة الـوطـنية عـلى تـنفيذ الـولايـة المـنصوص عـليها فـي خـارطـة طريق ملتقى الحوار الليبي، وهــــــي مـلتزمـة بــتذلـيل كـافـة الصعوبـات والعراقيل التي تعيق عمله رغم ِقــــصر المــــدة، وهــــنا نــــود الإشــــارة إلــــى أن الـــحكومـــة تـــمكنت حـــتى الآن مـــن تـــوحـــيد قـــرابـــة 80 % مـــن مـــؤســـسات الـــدولـــة الــــتنفيذيــــة بــــشكل كامل، وعــــملت خــــلال هــــذه الفترة القصيرة عــــلى إطــــلاق بــــــــعض الــــــــبرامــــــــج والمــــــــشاريــــــــع لتحســــــــين الـوضـع الخدمي والاقـتصادي للمواطـنين، ولكن هـناك عدة تحـديـات مــــــازالــــــت تــــــواجــــــها و تــــــعيق تــــــنفيذ بـــرامـــجها، وعـــلى رأس تـــلك المـــعوقـــات عـــدم تـــسمية المـــناصـــب الـــسياديـــة بـــعد وتــوحــيد مــؤســساتــها، وتــأخــر إقــرار المــيزانــية الــعامــة، لــذا نــحن فــي انــتظار مجــلسي الــنواب والــدولــة لإنــهاء اســتحقاقــهما كـل حســب اخــتصاصــه، حــتى تســــتطيع الــــحكومــــة الإيــــفاء بــــوعــــودهــــا بــــالــــشكل الأمــــثل، وفــــي هــــذا الــــسياق نــــرحــــب بــــدعــــوة رئــــاســــة مجــــلس الــــنواب لــــعقد جــــلسة بــالخصوص يــــوم الاثــــنين المقبل.

السيدات والسادة،

نـــــعيد الـــــتأكـــــيد مـــــن جـــــديـــــد عـــــلى أن إحـــــلال الســـــلام يـــــمثل أولـــــويـــــة، وتـــــعتبر المـــصالـــحة الـــوطـــنية والـــنجاح فـــي إنـــجازهـــا الـــعامـــل الأســـاســـي لـــتحقيق هـــذا الســـلام، ونـــود هـــنا أن نـــشير إلـــى أن رئـــيس وأعـــضاء المجـــلس الـــرئـــاســـي قـــد اعــــــلنوا فــــــي الخامــس مــــــن أبـريـــل المـاضـي عــــــن إنــــــشاء المــــــفوضــــــية الــــــعليا لـلمصالـحة الـوطـنية ، والـتي يـتركـز عـم ُلها عـلى تـعزيـز المـصالـحة والـعدالـة ورأب الــصدع ولـم شمل الليبيين، وذلـك مــــــن خــــــلال تــــــحقيق العدالـة الانــتقالــية والمــصارحــة وإرســاء مــبدأ الــعفو والــتسامــح وجــبر الــضرر، وفــي هــذا الــسياق فـــــــقد أعـــــــلنت وزارة الـــــــعدل مـــــــنذ أيـــــــام عـــــــن خـــــــطوات مــلموسـة للإفـــــــراج عـــــــن المحتجزين في السجون والتي بدأت بالإفراج على 78ســـجيناً، وكـــذلـــك جـرى تـبادل لـلأسـرى بـرعـايـة لـجنة 5+5 مـنذ أيـام، ولازالـت الـجهود مسـتمرة بـــرعـــايـــة الـــحكومـــة لـــلإفـــراج عـــن المـــواطـــنين المـــسجونـــين بـــلا تـــهم، أو مـــن ثـــبُتت براءتهم في كامل أنحاء ليبيا.

وفـــي نـــفس الإطـــار، نـــدعـــو مجـــدداً الاتـــحاد الأفـــريـــقي وبـــالـــتعاون مـــع الأمـــم المتحـدة لـدعـم مشـروع المـصالـحة الـوطـنية الـتي أعـلن عـنها المجـلس الـرئـاسـي، ونــدعــم مــا ورد فــي تــوصــية الأمــين الــعام فــي تــقريــره الأخــير حــول دور الأمــم المتحــدة والاتــحاد الأفــريــقي فــي أيــة جــهود تــبذل مــن أجــل تــحقيق المــصالــحة بين الليبيين.

السيدات والسادة،

تُشكل قــضايــا حــقوق الإنــسان فــي لــيبيا الــتي تــتناولــها تــقاريــر الأمــم المتحــدة ومــــن بــــينها تــــقاريــــر الأمــــين الــــعام، جــــانــــباً مــــهماً مــــن عــــمل حــــكومــــة الــــوحــــدة الـــــوطـــــنية، حـــــيث تـــــعمل وزارة الـــــعدل وغـــــيرهـــــا مـــــن المـــــؤســـــسات الـــــوطـــــنية ذات الـــعلاقـــة وبـــالـــتعاون مـــع مـــكتب الـــنائـــب الـــعام، عـــلى عـــدد مـــن الـــقضايـــا الـــتي تــخص هــذا الــجانــب، لمــحاســبة مــرتــكبي الجــرائــم ومــنتهكي حــقوق الإنــسان بـــكافـــة أنـــواعـــها، والـــعمل عـــلى إرســـاء مـــبدأ عـــدم الإفـــلات مـــن الـــعقاب، وهـــنا نتحدث عن كافة الانتهاكات والجرائم منذ 2011 من أي طرف كان.

وفــــيما يــــخص مــــلف الهجــــرة غــــير الشــــرعــــية والــــوارد فــــي تــــقريــــر الأمــــين الــــعام الأخــير، وإذ نــؤكــد عــلى حــرصــنا عــلى ســلامــة المــهاجــريــن وحــمايــتهم ومــنع أي انــتهاكــات ضــدهــم، فــإنــنا نــؤكــد أيــضاً عــلى مــوقــفنا الــثابــت مــن هــذه الــقضية والمـــتمثل فـــي رفـــض كـــل المـــحاولات الـــتي تـــعمل عـــلى اخـــتزال الأمـــر فـــقط فـــي الــظروف الــتي يــعيشها المــهاجــرون فــي لــيبيا ومــعانــاتــهم فــي زمــن الــصراع، دون الإشـــارة إلـــى مـــسؤولـــية المـــجتمع الـــدولـــي فـــي عجـــزه عـــن مـــعالـــجة جـــذور المـــشكلة، وعـــدم تـــعامـــله مـــع دول المـــصدر والمـــقصد، وتـــقاعـــسه عـــن مـــكافـــحة ومـــعاقـــبة تـــجار البشـــر وشـــبكاتـــهم الـــعابـــرة للحـــدود، والاكـــتفاء بـــالحـــديـــث عـــن أوضــاع المــهاجــريــن فــي مــراكــز الإيــواء -وهــو أمــر مــهم- لــكن يــجب ألا نــنسى أنـــــهم يـــــمثلون %5 مـــــن عـــــدد المـــــهاجـــــريـــــن عـــــلى الأراضـــــي الـــــليبية ، والـــــذيـــــن يــفقدون حــياتــهم فــي الصحــراء أو فــي البحــر ســعياً لــحياة أفــضل فــي أوروبــا ولا نسمع أي حديث عنهم.

وهــنا نــضم صــوتــنا إلــى صــوت الأمــين الــعام فــي دعــوة الشــركــاء الــدولــيين إلــى إعـــادة الـــنظر فـــي ســـياســـاتـــهم المـــتعلقة بـــالهجـــرة ، وخـــاصـــة تـــلك الـــسياســـات الـــتي تـــرى فـــي أن لـــيبيا تـــشكل مـــلاذاً آمـــناً لـــلمهاجـــريـــن، وتـــتبع اســـتراتـــيجية اعـــــتراضـــــهم فـــــي عـــــرض البحـــــر وتـــــرغـــــمهم عـــــلى الـــــعودة إلـــــى لـــــيبيا وتـــــرفـــــض اســتقبالــهم فــي أراضــيها، فــإن كــان الــوضــع الإنــسانــي فــي لــيبيا وهــي غــير مســـــتقرة يـــــقلقكم، ســـــاهـــــموا بـــــإيـــــجابـــــية وفـــــاعـــــلية فـــــي اســـــتقرار لـــــيبيا وانـــــهوا التدخلات السلبية حتى نستطيع استيعاب إخوتنا بالطرق الشرعية.

السيدات والسادة،

تعهــد مجــلس الأمــن والــتزم بــالــحفاظ عــلى أمــوال الــشعب الــليبي المــتمثلة فــي الأصــــول الــــليبية المجــــمدة، ونــــود هــــنا الــــتأكــــيد عــــلى أنــــنا نــــعترض عــــلى قــــيام بــعض الــدول بــاســتغلال قــرار تجــميد الأصــول، ومــحاولــتها وضــع الــيد عــليها مــــن دون الــــرجــــوع لــــلدولــــة الــــليبية، لــــذا نحــــذر تــــلك الــــدول بــــأنــــنا ســــنلاحــــقهم قضائياً في حال استمرت هذه المحاولات.

وفـي نـفس الـسياق نـعيد الـتأكـيد عـلى مـطالـبنا الـسابـقة الـتي نـدعـو فـيها إلـى إحـداث تـعديـلات عـلى نـظام الـعقوبـات بـالـصورة الـتي تـمكن المـؤسـسة الـليبية للاســـــتثمار مـــــن إدارة هـــــذه الأمـــــوال دون رفـــــع التجـــــميد عـــــنها الآن، وكذلك إمكانـــية الاســـتفادة مـــن هـــذه المـــوارد بـــشكل اســـتثنائـــي فـــي اســـتثمارات مـــن شـأنـها أن تـعالـج الأزمـات الإنـسانـية الـتي تـتعرض لـها الـبلاد، بـالأخـص أزمـة الكهــــربــــاء والــــطاقــــة والخــــدمــــات الــــصحية لمــــواجــــهة جــــائــــحة كــــوفــــيد-19، وذلك حسب ما ورد من استثناءات في نظام الجزاءات المعمول به.

خـتامـاً،

نـتطلع مـن جـديـد لـدور إيـجابـي وأكـثر فـاعـلية مـن هـذا المجـلس تـجاه دعــــم تــــوافــــق الليبيين، والعمل عــــلى إنــــهاء كــــل أنــــواع الــــتدخــــلات فــــي لــــيبيا، ونــــدعــــو الجــــميع لــــعدم التســــتر عــــلى المــــعرقــــلين… أفــــراداً كانـوا أو كــيانات، والـذيـن لازال مـنهم مـن يـسعى لإجـهاض الـعملية الـسياسـية وإدخـال لـيبيا فـي فـوضـى مـن جـديـد، لـخوفـهم مـن ضـياع نـفوذهـم وأن يـنتزع الـشعب سـلطتَهم من خلال المسار الديمقراطي الُحر المباشر.

وشكراً.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً