السودان.. تخطيط جديد للعاصمة وشارع النيل بمعايير عالمية

كشف رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس عن خطة حكومته لإعادة مؤسسات الحكم الاتحادي إلى العاصمة الخرطوم بحلول أكتوبر 2025، بالتزامن مع إعادة فتح مطار الخرطوم الدولي أمام الرحلات الجوية، بعد أكثر من عامين على نقل مقار الحكومة إلى مدينة بورتسودان عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة، أكد إدريس أن إعمار العاصمة وإعادة الحياة إليها أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن الخرطوم تحتاج إلى إعادة تخطيط شامل قبل الشروع في مشاريع الإعمار، وأن الوزارات ومؤسسات الدولة لن تعود إلى مواقعها السابقة بوسط الخرطوم التي تعرضت لدمار واسع، بل سيتم إعادة تخطيطها وشارع النيل وفق أحدث المعايير العالمية.

وأوضح أن الحياة عادت بنسبة 80% إلى مدينة الخرطوم بحري، في حين وصف مدينة أم درمان – التي تضم مقار حكومة ولاية الخرطوم – بأنها “أكثر إضاءة من باريس”، مؤكدًا أن إعادة تأهيل مصفاة الخرطوم للنفط شمال العاصمة تحتاج إلى نحو 1.2 مليار دولار، بعد الأضرار التي لحقت بها نتيجة تدمير المعدات ونهب النحاس من كابلات الكهرباء على يد قوات الدعم السريع.

وفي سياق سياسي وأمني، أشار إدريس إلى أن خروج المجموعات المسلحة من الخرطوم جرى بسلاسة وبالتنسيق مع الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا، مؤكدًا عدم وجود أي خلافات معها، وأن وزراء هذه الحركات يعملون بتنسيق كامل مع الحكومة. كما شدد على أن المعالجات تمت بـ”خطة الحكمة لا الفتنة”.

لكن رئيس الوزراء لفت في المقابل إلى وجود ما وصفه بـ”الطابور الخامس” المتغلغل في بعض مفاصل الدولة، متحدثًا عن ضغوط وتقاطعات كبيرة داخل أجهزة الحكم، إلا أنه أكد أن هذه التحديات لن تعيق جهود حكومته في تحقيق الاستقرار وتطبيع الحياة وتوفير الخدمات.

وبشأن التشكيل الوزاري الجديد، كشف إدريس أن وزير الثروة الحيوانية والسمكية أحمد التجاني لن يستمر في الحكومة، وأنه إلى جانب وزير الصحة المعز عمر بخيت لم يحضرا بعد إلى السودان لأداء القسم، نافيًا صحة المعلومات التي تحدثت عن توليه وزارة الخارجية مؤقتًا، موضحًا أن انشغاله بالقضايا الداخلية لا يسمح بذلك، وأن وزير الدولة للخارجية عمر صديق يتولى هذه المهام، حيث رافقه في زيارته الحالية إلى مصر.

ووصف إدريس زيارته الرسمية إلى القاهرة – وهي الأولى منذ توليه منصبه – بأنها ناجحة بكل المقاييس، وأثمرت عن تفاهمات تشمل تسهيلات في إجراءات التأشيرات، وتيسيرات كبيرة للطلاب السودانيين، وحل قضية الموقوفين السودانيين في السجون المصرية لأسباب الهجرة عبر إعادتهم إلى بلادهم.

وأكد أن الحكومة المصرية وعدت بإطلاق سراح جميع هؤلاء الموقوفين وترحيلهم إلى السودان، متعهدًا بتسيير 500 حافلة للعودة الطوعية من مصر.

كما أشار إلى تسهيلات على مستوى المعابر والربط الكهربائي بين البلدين، مذكرًا بأن ديون الربط الكهربائي تبلغ نحو 110 ملايين دولار.

تصاعد العنف في كردفان: اتهامات بارتكاب مجزرتين بحق المدنيين على يد قوات الدعم السريع
شهدت ولايتي شمال وغرب كردفان السودانية خلال الأيام الماضية موجة عنف مروعة، مع اتهامات متبادلة لقوات الدعم السريع بارتكاب مجازر بحق المدنيين العزل.

في شمال كردفان، أعلنت شبكة أطباء السودان مقتل 16 مدنياً وإصابة 8 آخرين وفقدان 6 أشخاص في هجوم شنته قوات الدعم السريع مساء أمس على قرية مركز الزيادية. وتخلل الهجوم انتهاكات مروعة، بينها العثور على طفل محروق داخل منزله، في مشهد وصفته الشبكة بأنه “ينتهك أبسط القيم الإنسانية والأعراف الأخلاقية والدينية”. واعتبرت الشبكة الحادث “جريمة حرب مكتملة الأركان”، ودعت المجتمع الدولي للتحرك العاجل لحماية المدنيين وتأمين ممرات إنسانية للمتضررين.

في غرب كردفان، أفادت غرفة طوارئ دار حمر بوقوع مجزرة داخل مستشفى النهود التعليمي، حيث اتهمت قوة تابعة لقوات الدعم السريع بتصفية 12 مواطناً داخل المستشفى ودفن جثامينهم في فناء المستشفى دون أي إجراءات قانونية أو طبية مناسبة. وأكدت الغرفة أن المستشفى أغلق أمام المدنيين وتم تخصيصه لعلاج جرحى الدعم السريع، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وتأتي هذه الحوادث في ظل توترات متصاعدة ونزاعات مسلحة متكررة في ولاية كردفان، وسط تحذيرات من استمرار الأزمة الإنسانية وتأثيرها على السكان المدنيين.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً