السودان.. دول إفريقية تصنف «الدعم السريع» كمنظمة إرهابية

اختتمت دول البحيرات العظمى الأفريقية اجتماعها التاسع في العاصمة الكونغولية كينشاسا، معلنة موقفًا صارمًا تجاه قوات الدعم السريع السودانية، ودعت في بيان ختامي مجلس الأمن الدولي إلى إدانتها بشكل واضح، وفق وسائل إعلام سودانية.

وشارك السودان في القمة بوفد رسمي ترأسه الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، إلى جانب مسؤولين حكوميين وقادة أمنيين.

وتركزت المناقشات على قضايا الأمن والدفاع الإقليمي، وملفات المرأة والطفل والتنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى حماية الثروات المعدنية ومنع استخدامها في تمويل الجماعات المتمردة.

وأكد وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير معاوية عثمان خالد أن القمة صادقت على توصيات المجلس الوزاري ووزراء الدفاع والأجهزة الأمنية، التي شددت على ضرورة تصنيف مليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية، ووجهت السكرتارية التنفيذية لحشد المواقف داخل مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي لإدانة الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا بحق المدنيين ومحاسبة المتورطين. كما شمل البيان وضع ضوابط جديدة لاستغلال المعادن النفيسة لضمان عدم استخدامها في تمويل المليشيات.

وعرض الفريق إبراهيم جابر خلال الجلسة المغلقة أبعاد الصراع في السودان والانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، بما في ذلك الهجوم الأخير على مدينة الفاشر. وأشاد بالمواقف الداعمة من دول المنظمة، مؤكداً أنها تعكس إدراكاً حقيقياً للمخاطر التي تهدد أمن السودان واستقراره، مشددًا على أهمية توحيد الجهود بين دول البحيرات العظمى للتصدي لأي تدخلات خارجية تمس سيادة الدول الأعضاء.

من جهته، حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية والمعاناة بين الفارين من مناطق النزاع في السودان، مؤكداً أن الانتهاكات ضد المدنيين ممنهجة وليست تصرفات فردية، داعياً إلى تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية للمساعدة في إنهاء الحرب ووقف الفظائع، بما في ذلك العنف الجنسي والاعتداءات على النساء والأطفال.

يذكر أن قوات الدعم السريع سيطرت في 26 أكتوبر الماضي على مدينة الفاشر بعد معارك مع الجيش السوداني، فيما يصف مراقبون انسحاب الجيش بأنه جاء بعد هزيمة عسكرية محققة، كما سيطرت سابقًا على مدينة بارا شمال كردفان، وسط استمرار النزاع المسلح منذ أبريل 2023، في ظل فشل الوساطات العربية والأفريقية والدولية في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.

اعتراض سوداني على فقرات أساسية في قرار مجلس حقوق الإنسان بشأن تحقيقات الفاشر

كشف المدير التنفيذي لمعهد جنيف لحقوق الإنسان نزار عبد القادر عن اعتراض مندوب السلطة القائمة في بورتسودان على أربع فقرات محورية ضمن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بينها الفقرة 14 التي دعت إلى فتح تحقيق عاجل حول الانتهاكات التي يزعم ارتكابها حديثا في مدينة الفاشر.

وأوضح عبد القادر، الذي حضر مناقشات المجلس في جنيف، أن تحفظ المندوب السوداني أثار استغرابا واسعا، مؤكدا أن الفقرات التي جرى الاعتراض عليها تعد من أهم البنود التي اعتمدها المجلس يوم الجمعة، لكونها تتعلق بالتحقيق والمساءلة وتحديد المسؤولين عن الانتهاكات.

وأشار إلى أن سلطة بورتسودان ترفض إجراء البعثة الدولية تحقيقا في أحداث الفاشر الأخيرة، مبينا أن السودان يعترض منذ December على بعثة تقصي الحقائق الخاصة بالبلاد. وشمل اعتراض المندوب السوداني أيضا مواد تطلب من البعثة تحديد المسؤولين عن الانتهاكات ومحاسبتهم.

وبيّن عبد القادر أن هذه المواقف تأتي رغم المطالب الدولية المتزايدة بضرورة التحقيق وعدم الإفلات من العقاب.

ودعت مجموعة محامو الطوارئ الجيش وقوات الدعم السريع إلى التعاون الكامل مع بعثة تقصي الحقائق، وتمكينها من الوصول إلى المواقع المتضررة وتوفير المعلومات اللازمة للعمل على تحقيق العدالة في مختلف مناطق السودان.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً